St-Takla.org  >   articles  >   george-kyrillos  >   musicality-coptic-hymns
 

مكتبة المقالات المسيحية | مقالات قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

مقال موسيقية الألحان القبطية - م. جورج كيرلس

28- التدوين الموسيقي

 

التدوين الموسيقى لتراث الألحان القبطية هو موضوع شائك نظرا لطبيعة الألحان القبطية كموروث روحى وموسيقي له طبيعة خاصة من جهة، وكموسيقى مصرية متميزة بمقاماتها وأوزانها وصيغها الموسيقية من جهة أخرى. وما من شك إن ما فعلته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من أجل الحفاظ على الألحان القبطية التي تسلمتها من الآباء الأولين، دون أن تكون هناك أية مدونات موسيقية بأي شكل من أشكالها البدائية المعروفة منذ القرن الحادي عشر قبل الوصول إلى الشكل الحالي الناضج الذي يعرفه وأستقر عليه العالم أجمع، إن ذلك يعد معجزة كبيرة في أزمنة غابت فيها أيضا أجهزة التسجيل، معجزة تسليم 1048 لحن لمدة 2000 سنة بالتواتر بين الأجيال أي "بالتقليد الشفاهي" Oral Tradition". جاء ذلك من إصرار الكنيسة القبطية على الحفاظ على كل ما تسلمته من الآباء الرسل، الطقوس والصلوات والأسرار الروحية والرتب الكهنوتية، والمفاهيم الروحية السليمة، وكذلك الألحان التي يبدو للفاهم، استحالة بقائها عشرون قرنًا دون تدوين موسيقي أو تسجيل صوتي. ومن أجل ذلك عينت الكنيسة القبطية هؤلاء "المرتلين" القادرين على تخزين كل هذه الألحان في الذاكرة، رغم اختلاف طرائقها ومقاماتها والمناسبات المختلفة التي تقال فيها، ورغم تباعد المناسبات زمنيًا، حتى أن بعض هذه الألحان يقال مرة واحدة في السنة، وصارت تُوجد في كل جيل من يستطيع أن يسلم (المُعلم)، ومن يستطيع أن يتسلم (الشمامسة) هذه الألحان. ولكن ما من شك أن دافعًا وقوة روحية هي التي ساعدت على بقاء هذه الألحان.

ولأن الألحان القبطية هي ألحان خاصة تعكس حضارة شعب مصري عريق، لذا تكلم مستر "نيولاند سمث" الأستاذ بالأكاديمية الموسيقية الملكية بلندن في المحاضرة التي ألقاها بأكسفورد في 21 مايو 1936 عن صعوبة تدوينها، لأنها تختلف تمامًا عن موسيقات باقي الشعوب.

St-Takla.org Image: Christian music sign. صورة في موقع الأنبا تكلا: علامة موسيقى مسيحية.

St-Takla.org Image: Christian music sign.

صورة في موقع الأنبا تكلا: علامة موسيقى مسيحية.

وبالرغم أنه قد تكون هناك بعض الأدلة على وجود نظام التدوين الموسيقى باستخدام النقاط وتدوين ekphonetic[55] البدائية للموسيقى القبطية، إلا أن الأقباط حافظوا على موسيقاهم على مر القرون بشكل أساسي بالتقليد الشفهي. فقط في القرن التاسع عشر بدأ العلماء في كتابة الألحان القبطية باستخدام نظام التدوين المخصص للموسيقى الغربية. ويعتبر الباحث الفرنسيGuillaume Andre Villoteau، الذي كان ضمن حملة نابليون إلى مصر، هو أول محاولة لمثل هذا التدوين عندما كرس خمس صفحات من كتابه "وصف مصر" ((1809 للحن هللويا من القداس الالهي.

وقرب نهاية القرن التاسع عشر كانت هناك تدوينات أخرى قام بها " Jules Blin (Chants Liturgiques coptes,1888) وأخري قام بها Louis Badet

 (Chants Liturgiques des Coptes, (1899) ولما كانت تدوينات "جوليز بلين" هي غير موثوق بها، كانت تلك التي دونها "لويس بادت" تعتبر دقيقة إلى حد ما بالنسبة للشكل العام للألحان.

وفي القرن العشرين نشر "كامل إبراهيم غبريال" تدوينات لعدد بسيط من الألحان والمردات "التوقيعات الموسيقية لمردات الكنيسة المرقسية (1916). وعلى عكس الذين قاموا بالتدوين السابقين، كان غبريال ملازمًا في الجيش المصري وكان قبطيا غارقاُ بعمق في التقاليد الموسيقية لكنيسته. فقام بتصميم مدوناته للشباب القبطي، وفي محاولة لجعلها أكثر جاذبية للجمهور، حاول تكييفها لهم على آلة البيانو، مضيفا مصاحبة إيقاعية (بدون هارموني وبإضافة نغمة على بعد اوكتاف فقط) كما أجري تغييرات معينة في الطبقة وفي الإيقاعات للألحان الصوتية. وعلى الرغم من هذه التعديلات الواضحة، لقد أبقى على الخط اللحني الأساسي سليمًا، وصار غبريال معترفًا بجهود الرائدة كونه قبطي سعى لكتابة موسيقى شعبه[56].

إلا أنه بالرغم من أن الموسوعة القبطية ذكرت أنه أبقى على اللحن الأساسي سليمًا، إلا أنه من الطبيعي أن مثل هذا التدوين أثر تأثيرا سلبيًا على الخط الأساسي حيث أن تكييف اللحن القبطي على آلة البيانو يضر بالميكروتون، وتغيير الطبقة والأيقاع يضر بموسيقى اللحن.

وبعد ما يقرب من جيل، بدأت واحدة من أكثر المجهودات طموحا في هذا المجال من قِبل الموسيقي الإنجليزي "إرنست نيولاند سميث" الذي جاء إلى مصر بدعوة ورعاية راغب مفتاح لغرض تدوين موسيقى الخدمات القبطية. وفي الفترة من 1926-1936 دَوَن -بعد الاستماع إلى أفضل المرتلين الأقباط- نحو ستة عشر مجلدًا من الموسيقى، والتي تشمل ليتورجية القديس باسيليوس الكبير كاملةً وبعض الألحان الهامة الأخرى والمردات المحفوظة للأعياد الخاصة. (المجلد الأول يضم وحده أكثر من 100 صفحة).

ولأنه شعر بأن الزخرفة الكثيرة في الموسيقى القبطية هي في المقام الأول "أطلال عربي" لذا مال "سميث" إلى تجاهل معظم الزخارف اللحنية، وبالتالي فإن مدوناته رسمت خطوط لحنية بسيطة، وكَيفَها على التوقيعات الغربية مستخدمًا دليل المقامات الغربية، ومع ذلك فقد كانت هذه المدونات لهذا الجزء من الموسيقى القبطية الذي يخلو من الزخارف، كانت تحظى بتأييد عند مقارنتها مع عمل العلماء المحدثين، وكان الجزء الأساسي الأكبر من تدويناته يوفر الكثير من المواد التي تستخدم لدراسات المقارنة والتحليل[57].

إن جميع المدونين السابقين الذين ليس لديهم ميزة أجهزة تسجيل لم يكن لهم أية وسيلة لمقارنة ما سمعوه مع ما دونوه. وبالتالي فإن العديد من تعقيدات الإيقاع والتجويد لم يتم إدراكها ولا توضيحها بدقة حتى عام 1950 عندما بدأ علماء موسيقيون من المهتمين بالعمل مع الأشرطة، صاروا قادرين على كتابة تدوينات بأكثر تفصيل ودقة، ومن بين هؤلاء العلماء كان "هانز هيكمان" و"رينيه مينار"، وقد عمل كلاهما على حدة ومعا في كتابة بعض ألحان قصيرة. وهكذا صار "مينار" -عن طريق إبطاء الشريط- قادرا على السماع وبالتالي كتابة الزخارف بمزيد من الدقة أكثر مما كان ممكنا من قبل. وأثناء قيامه بذلك لاحظ أن نظام التدوين الغربي لا يمكن أن يبين بالفعل كل الفروق الدقيقة في الإيقاع والتعبيرات الكامنة في الموسيقى القبطية، واقترح استخدام بعض الإشارات القديمة كالمستخدمة في تدوين الغناء الجريجوري عله يكون مفيدا.

بعد توجيهات هيكمان، تمكن علماء في معمل "علم الموسيقى العِرقي" في جامعة "هامبورج" من توظيف المعدات الصوتية الأكثر حداثة التي مكنتهم من تسجيل الذبذبات الدقيقة للموجات الصوتية، مدونةً بذلك الفروق المعقدة في التجويد والتنغيم في الموسيقى القبطية إلى أقرب ربع نغمة.

وفي عام 1967 ذهبت "إيلونا بورساي" Ilona Borsai إلى مصر لجمع مواد للدراسة والتحليل. وخلال فترة قصيرة من دراسات الإثنوميوزيكولوجي ethnomusicological، أصبحت قادرة على نشر نحو سبعة عشر مقالًا تحتوي على مدونات وملاحظات لجوانب من الموسيقى القبطية لم يتم التطرق إليها من قبل.

وفي عام 1969 جاءت مارجيت توث من المجر إلى القاهرة لدراسة الموسيقى القبطية وشأنها شأن نيولاند سميث فقامت بالعمل مع راغب مفتاح مستخدمةً التسجيلات التي جمعها ودونت قداس القديس باسيليوس كاملًا. باستخدام أساليب جديدة للتسجيل وإعادة الاستماع، وانتهت من تدوين التفاصيل هائلة، حيث لم يتم تدوين الزخارف المسموعة فقط، ولكن أيضا النغمات الإضافية التي لا يمكن ملاحظتها إلا على سرعة بطيئة، إلا أن هذه التدوينات من فرط ما تحويها من تفاصيل أصبحت غير مقروءة لدي شريحة كبيرة من الموسيقيين، كما أنها كانت ميكانيكية التدوين (حيث تم تدوينها باستخدام الميلو جراف) وبالتالي لم تعكس روح اللحن، وتم تدوينها بأسلوب غربي فلم تدون الميكروتون بالطريقة المشابهة لتدوين الربع تون بمدونات الموسيقى العربية التي تعتبر هي الأقرب من حيث الطبيعة، والتي استقرت طرق التدوين ونظام الأرماتورة فيها منذ زمن ليس بقريب.

في أواخر 1970s، بدأت ماريان روبرتسون من الولايات المتحدة في العمل أيضا مع الأشرطة في تدوين مقتطفات من قداس القديس باسيليوس وخدمات أسبوع الآلام. لم تدون روبرتسون الزخارف بنفس التفاصيل مثل توث، لأنه باعتبارها متخصصةً إلى حدٍ كبير في الموسيقى التي تغنى بالكورال، والتي الزخارف فيها إلى حد ما تكون غير واضحة المعالم بسبب الانفرادية التي لكل مغني. إن الظاهرة الناتجة عن التغير في ارتعاشات الصوت والزخارف للمرتلين قد ساعدت في تفسيرات النصوص المصاحبة للألحان.

وفي عام 1976 إستطاع نبيل كمال بطرس، وهو مدرس آلة الكمان في كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان وعضو في فرقة الموسيقى العربية الكلاسيكية، أن يُكمل رسالة الماجستير بعنوان "الموسيقى القبطية وعلاقتها بالموسيقى الفرعونية " والتي قدم فيها تدوين مقارن وتحليل لأحد الألحان تم غنائها من عدد من الكورالات المختلفة.

على الرغم من أن التدوين الغربي لم يكن مصمماُ لتدوين الموسيقى القبطية، إلا أنه قد يكون هو الشكل الذي في نهاية المطاف يمكن ان تُكتب عليه هذه الموسيقى القديمة القادمة من الشرق الأدنى.

بمقارنة التدوينات المختلفة للعلماء المخلصين، ربما يستطيع الإنسان أن يدرك على الأقل مدى التعقيد والتنوع في الموسيقى القبطية التقليدية[58].

إلا أن ما قام جميع هؤلاء بتدوينه لم يكن قادرًا على أن يعكس طبيعة اللحن القطي المنفردة بأحاسيسه الروحية وعمقه التاريخي. فقبل تدوين مثل هذه الألحان الخالدة، يجب أولا أن يكون شخصا قد عايش عملية التقليد الشفاهي وحفظ من خلالها هذه الألحان منذ نعومة أظافره، كما يجب أن يكون دارسًا للموسيقى وعلوم التأليف الموسيقى والنظريات، كذلك يجب ان يكون مصريًا عايش المقامات المصرية حتى تأصلت في وجدانه ليستطيع أن يعبر عنها كتابةً، وأن يكون أيضًا قد عايش عمق طقوس الكنيسة القبطية وبخورها وممارساتها الروحية، وعرف طباع المعلمين المرتلين المسلمين لهذه الألحان.لذا فإن المدونات التي قام بها أحد الشمامسة الدارسين لعلوم الموسيقى (له فريق متخصص في الألحان والمزامير) قد لاقت قبولا لدى جميع الموسيقين المتعاملين مع الموسيقى القبطية، وكذلك مع رجال الأكليروس عند سمعاعهم هذه الموسيقى معزوفة من الأوركسترا بالنوتة الموسيقية مطابقة لما يتم إنشاده من المُعلمين في الطقوس الكنسية، كما لاقى إستحسانًا وقبولًا من المايسترو العالمي "يوسف السيسي" الذي كان قد إنتقد قبلًا وبشدة ما قامت بتدوينه المجرية العالمية " مارجيت توت" من حليات وزخارف للألحان القبطية، الذي عند إطلاعه على تدويناتها إعترض وإعتبر أن د. مارجيت توت هي أكفأ من يكتب التراث الشعبي للمجر، ولكنها ربما لا تعرف أن تدون تراث الألحان القبطية لأن الذي يدونه يجب أن يكون شماسًا دارسًا للموسيقى حافظًا لتراث الألحان. وهكذا صار تدوين الأجانب للموسيقى القبطية موضوع نقد، وصار تدوين المصريين الشمامسة الحافظي عن ظهر قلب هذا التراث والدارسي الموسيقى هو الحل الوحيد لهذا اللغز الذي ظل طوالة قرون عديدة موضوع جدل.

إلا أنه هناك وجهتين نظر هامتين، الأولى: تعارض بشدة عملية تدوين التراث القبطي للألحان سواء أن يقوم بتدوينه مصرى أم أجنبى وهؤلاء يستندون إلى أن عملية تدوين تراث الألحان القبطية هي عملية تجميد وتكتيف وتقييد للتراث الموروث بالتقليد الشفاهى الحى في فم رئيس الكهنة وأفواه المطارنة والأساقفة والقمامصة والقسوس والشمامسة والمرتلين والإكليروس وكل الشعب،ليصبح جامدا في مداد وورق ثابتا، لا تتحرك ولا تلين نغماته، لا ينمو ولا يحمل ولا يقبل بين أطيافه مشاعر مرنميه التي قد تضيف إليه القليل مثلما يضيف هو إليهم الكثير.

كما يؤكدون هؤلاء على أن عملية التدوين الموسيقى هذه سوف تؤدى بما لا يدع مجالا للشك، إلى أن تصيب في مقتل حصص الألحان التي فيها يلتف الشمامسة كبيرهم وصغيرهم حول المُعَلِم، الذي يجلس بينهم يشدو بصوته العذب جملة فجملة يرددونها هم خلفه، ثم يكررها وهم يتفاعلون معه ويتقبلون مع اللحن أحاسيسه التي ينقلها إليهم من خلال إنفعالاته وإندماجه ومعايشته للحن الذي يتحور قليلا في فمه ويتحول قليلا في آذانهم ويتحاور فيما بينهم، إنه التقليد الشفاهى الذي لم تقوى عليه الحروب أو الإضطهادات وقتما كان يتم هذا التقليد الشفاهى ليس في غرف مكيفة تطل على حدائق غناء كما هو الحال الآن، بل في دهاليز مفطوسة تحت الأرض لا يدخل إليها هواء أو نور، ولا يتحرك داخلها سوى أنفاس الشمامسة الذين تكدسوا في مكان ضيق لا يسعهم ولا يسع مشاعرهم التي توجهت نحو المسيح الحى الذي نقل إليهم هذه البذرة والنبتة الموسيقية الروحية عندما وضعها بذاته في فم القديس مرقس الرسول في عليته الكائنة بمدينة صهيون المقدسة التي أحب الرب أبوابها أكثر من جميع مساكن يعقوب. وهذه هي وجهة النظر الأولى ويتبناها مجموعة من المثقفين المؤمنين بقيمة التراث والتقليد الشفاهى، ومن بين هذه المجموعة الدكتور أحمد المغربى مدير المركز المصرى للثقافة والفنون (مكان) "ياسمينا " سابقا.

أما المجموعة الثانية فتتبنى فكرة تدوين الألحان القبطية على يد شمامسة يجيدون حفظ الألحان القبطية عن ظهر قلب، دارسين للعلوم الموسيقية والتأليف، لهم ملكة التدوين الموسيقي التي تؤهلهم لتدوين مثل هذا التراث. وتتبنى التدوين شريطة أن يتم من التسجيلات التي جمعها الدكتور راغب مفتاح والتي سجلها من فم المرتل المتنيح ميخائيل جرجس البتانونى، والتي قام بتسجيل الكثير منها بخورس معهد الدراسات القبطية الذي كونه خصيصا لهذا الغرض. وهذه المجموعة تشعر بالخطر الشديد الذي يتربص بالألحان القبطية والقادم اليها بسبب: غياب أو ندرة المرتلين المتميزين ذوى الكفاءة العالية في الأداء أمثال المعلم جاد وفرج عبد المسيح وصادق وتوفيق وفهيم وغيرهم من رموز التعليم والتسليم الدقيق للألحان في الكنيسة القبطية، وبالتالى التدوين قد يؤدى إلى توثيق المعالم الدقيقة لهذه الألحان والتي تتطلب في تسليمها موهبة موسيقية شديدة وفهم وحكمة روحية طبقا لنص الدسقولية (تعاليم الرسل). وبسبب عدم وجود إختبارات كافية لتأهيل الشمامسة قبل سيامتهم للتأكد من قدرتهم على أداء هذه الألحان والمردات مما أفرخ أعداد هائلة من الشمامسة "الموسيميين" الذين يسمعون الألحان وكأنها غريبة عنهم، لأنه يكتظ بهم صحن الكنيسة في مواسم الأعياد السيدية الرئيسية الكبرى (الميلاد والغطاس والقيامة)، ثم يفرغ منهم مكان خورس الشمامسة والهيكل باقي السنة. وبسبب عدم وجود الوقت الكافى لتسليم الألحان والذي أدى إلى تغيب الكثير من الشمامسة من حصص الألحان بسبب إنشغالات الحياة الذي أصبح الشباب في كل أنحاء العالم في شبه دوامة بسببها. وبسبب ظهور بدع لحنية غير معروفة المصدر تطفو إلى السطح فجأة بلا مقدمات وبلا مرجعية. وبسبب كثرة الشمامسة الذين يميلون إلى الزخارف اللحنية والتي يُضيفونها من قريحتهم أو يضيفونها تمثُلا ببعض القيادات المشهورة في الالحان.

← انظر مقالات وكتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

هذا وتعتبر هذه المجموعة الثانية أن تدوين الألحان بالنوتة الموسيقية له فوائد لا تحصى ولا تعد يُذكر منها:

وبالرغم من أن كل من المجموعتين المعارضة والمؤيدة لتدوين الالحان لها ما تستند إليه من حُجج تدعم بها رأيها إلا أنه يمكن أن يتم التدوين بشئ من الحذر وبشيء من التطويع وبشئ من التفكير الإيجابى بما لا يجعله تراثا جامدا وذلك بالحفاظ على عملية التقليد الشفاهي إلى جوار النوتة الموسيقية، فتكون النوتة الموسيقية عاملًا مُساعدًا على الإتقان، وليس نظاما كاملا مستقلا بذاته لاغيا معه التسليم بالتقليد الشفاهى. وأن تقوم النوتة الموسيقية بتسجيل القياسات الزمنية والنغمات الأساسية أو ما يسمى باللحن الأساسي Canto Ferrmo وليس تسجيلا للزخارف والحليات الدقيقة التي يضيفها كل مؤدى لهذه الألحان حسب الحالة المزاجية التي يكون عليها عند أدائه للحن. إلا أنه مما لاشك فيه أن للتدوين ضعفاته مثل التسجيل على شرائط كاسيت وأسطوانات مدمجة والذي تسبب في دقة أقل من دقة التسليم الشفاهي.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[55] Beginning in the ninth century, a special type of notation called ekphonetic was developed to indicate in the lectionaries the formulae used in the chanting of the appointed scriptural periscopes of the Byzantine liturgy.

[56] عزيز سوريال عطية – الموسوعة القبطية – المجلد السادس – ص 1743

 

[57] المرجع السابق ص 1743

[58] Coptic Encyclopedia Vol 6 Page 1743 - 1744

[59] كان التدوين الموسيقي شائعًا في أوروبا في مستهل القرن التاسع، وكان يسمى بالـ(نيومز) وكانت له رموز تشبه الأشكال الخاصة بالاختزال، كالنقطة والشرطة المنحنية يمينًا أو يسارًا والفاصلة.. إلى آخره. وكلها كانت توضع فوق ألفاظ الشعر لتذكير المغني بإتجاه النغمات، من جهة صعودها وهبوطها للحن الذي يعرفه من قبل، وكانت هذه الرموز قاصرة على تحديد طول النغمة أو قصرها وتوضيح الزمن المخصص لها، أو للإنتقال من نغمة إلى أخرى، وظلت هذه الطريقة في التدوين حتى نهاية القرن الحادي عشر حتى إبتكر "فرانكو الكولوني"، وهو من مدينة كولونيا بألمانيا، علامات جديدة ذات أشكال مختلفة، لكل منها قيمة زمنية، وكل علامة تبلغ قيمتها ثلث قيمة العلامة التي تكبرها مباشرة. وفي القرن الرابع عشر أضاف إليها "فيليب دي فيتري" علامات أخرى ذات قيمة زمنية أقل، وظل شكل العلامات يتحسن ويتبدل إلى أن أخذت أشكالها وأسمائها الحالية، وقد أفاد التدوين الموسيقي في حفظ المؤلفات الموسيقية من الضياع والتشويه والتحريف، فضلًا عن أن العلامات التي أضيفت إليه زادت دقة وثراء، وأصبحت قادرة على تسجيل جميع تفاصيل المقطوعة ومواضع التنفس وألوان وظلال الأداء والتعبير.

 


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/articles/george-kyrillos/musicality-coptic-hymns/notation.html

تقصير الرابط:
tak.la/bfcr3mh