St-Takla.org  >   articles  >   george-kyrillos  >   musicality-coptic-hymns
 

مكتبة المقالات المسيحية | مقالات قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

مقال موسيقية الألحان القبطية - م. جورج كيرلس

22- قيادة الألحان القبطية في الدورات الاحتفالية

 

كلمة "دورة" هي اصطلاح طقسي قبطي يقابله في السريانية "ِزيَاح". وهو موكب طقسي كنسي ذو مغزى عقيدي أو روحي محدد، مشروحًا بالطقس. فالدورات هي طقس قديم معروف من القرون الأولى الميلادية والدورة الطقسية تكون مصحوبة بالألحان والمردات المختلفة المناسبة مع البخور والشموع والصلبان[48].

وأول ذكر لهذه الدورات موجود في مذكرات السائحة الأسبانية "إيجيريا" (أواخر القرن الرابع الميلادي) في وصفها لمواكب أسبوع الفصح (أسبوع الآلام) فقد كانت تتنقل بين الأماكن المقدسة التي شهدت أحداث الأيام الأخيرة من حياة المخلّص على الأرض في مدينة أورشليم.

وعادة ما تهتم الكنيسة القبطية بالدورات الاحتفالية الطقسية، لما لها من مغزى روحي عميق فهي تجعل كل الشعب غير منفصل عن طقوس العبادة، فهي تجعله مشاركًا تارةً بالنظر إلى الطقوس أثناء ممارستها فلا ينشغل بالذهن إلى غيرها، وتارةً أخرى تجعله مشاركا باللمس والتبرك من الصليب والأيقونات والشارات المقدسة التي تمر إلى جواره وتكون أقرب للالتصاق به، فيشعر بالجملة القائلة "الله في وسطنا الآن" فهو ليس بعيد هناك على المذبح،كما يقول لحن "شاري إفنوتي" ولحن "أسباذستي"، لكنه أيضًا حاضرٌ في كل مكان وهنا إلى جواره. وتارةً أخرى لا تجعله مشاركًا باللمس والتبرك فقط بل بالتسبيح خاصة عندما تكون الألحان سهلة ومتكررة مثل "كيرياليسون الفرايحي" الذي يكرر كثيرًا في دورة الساعة الثانية عشر من يوم الجمعة العظيمة ودورة باكر سبت الفرح.

هذا ولعل أصوات التسبيح لهؤلاء الشمامسة وهي تعلو تدريجيًا كلما أقترب الشمامسة من أىٍ من هؤلاء المؤمنين (الشعب) وقد وقف مشرئبًا بعنقه لمتابعة حركة الصليب والأيقونة وهي تقترب منه لكي يتبارك منهما، وكذا ذات هذه الأصوات وهي تخفت شيئا فشيئا كلما إبتعد هؤلاء الشمامسة عنه وهم يسبحون، لعل هذا التدرج الطبيعى للصوت بالتصعيد Crescendo أو بالخفوت Diminuendo الذي تُحدثه الزفة والدورة في أذن كل مؤمن حضر وسط الشعب، له تأثير روحي ونفسي عميق يجعل هذه الألحان تتغلغل في وجدانه.

ولعل ما يفعله الكثير من مهندسي الصوت بتقليد هذا الكريشندو والدمينويندو الطبيعي من خلال برامج موسيقية تقوم بعمل ما يسمى بـFade in & Fade out هذا لمجرد إحداث هذا التأثير النفسي والروحي العميق الذي تحدثه مثل هذه الزفة الطبيعية. وقد قام أحد مهندسي الصوت بتسجيل لحن "غولغوثا" في أسطوانة "موزار المصري" وقد لجأ إلى هذه الحيل التكنولوجية الحديثة في نهاية اللحن ليحدث هذا التأثير.

← انظر مقالات وكتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Deacon Milad leading other deacons in the festal procession - St. Takla festival, attended by Bishop Karas, Saint Takla Haymanout Coptic Church, Ibrahimia, Alexandria, Egypt - photograph by Ragy Sobhy - used with permission - 27 August 2015. صورة في موقع الأنبا تكلا: الشماس ميلاد يقود الشمامسة في دورة احتفالية - من صور نهضة الأنبا تكلا بحضور الأنبا كاراس، كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت بالإبراهيمية، الإسكندرية، مصر - تصوير راجي صبحي - موضوعة بإذن - 27 أغسطس 2015 م.

St-Takla.org Image: Deacon Milad leading other deacons in the festal procession - St. Takla festival, attended by Bishop Karas, Saint Takla Haymanout Coptic Church, Ibrahimia, Alexandria, Egypt - photograph by Ragy Sobhy - used with permission - 27 August 2015.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الشماس ميلاد يقود الشمامسة في دورة احتفالية - من صور نهضة الأنبا تكلا بحضور الأنبا كاراس، كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت بالإبراهيمية، الإسكندرية، مصر - تصوير راجي صبحي - موضوعة بإذن - 27 أغسطس 2015 م.

والدورات تعتبر من أهم الطقوس التي تحتاج من المعلم ان يقود بدقة وأكثر تركيزا، ولقد وضعت الكنيسة القبطية للدورات "والزفّات" تصميمًا دقيقًا لكل تفاصيلها، كما تبيّنه النقاط الآتية:-

 

o توقيت بدء الدورة لكل طقس: فلكل زفة في كل طقس ميعاد محدد لبدايتها وألحان محددة يتم الترنم بها لا سواها. ففي يوم الجمعة العظيمة تبدأ الزفة في نهاية صلاة الساعة الثانية عشر وعقب المطانيات (المطانية هي أحد أنوع السجود) الإسترحامية ذات الأربعة مائة كيرياليسون، وخلال هذه الزفة يتم التسبيح بلحن كيرياليسون الكبير الفرايحي باستخدام الناقوس والمثلث. وفي ليلة الأبوغالمسيس (سهرة سبت الفرح) تكون هناك ثلاث دورات:

هذا بالإضافة الي دورة رابعة تكون في مساء نفس اليوم عند البدء في تسبحة عيد القيامة المجيد ويتم الترنم فيها بلحن "تين ثينو إإبشوي" (قوموا يا بني النور)

 وفي ليلة عيد القيامة تجئ دورة القيامة بعد تمثيلية القيامة وإضاءة الأنوار. وفي الخماسين المقدسة وحتى التاسع والثلاثين منها تجئ دورة القيامة بعد قراءة فصل من سفر أعمال الرسل "الإبركسيس" وفيها يتم التسبيح بألحان عديدة منها اليوناني الكلمات مثل "خريستوس آنيستي الكبير والصغير" و"توليثو" و" تون سينا" ومنها القبطي مثل "بخريستوس أفطونف".

وفي عيد الصعود (اليوم الأربعين من الخمسين المقدسة) توجد أيضًا دورة مماثلة، وفي عيد العنصرة (عيد حلول الروح القدس علي التلاميذ في يوم الخمسين من القيامة المجيدة) توجد زفة أخرى لكنها تتم أثناء رفع بخور صلاة باكر.

ويوجد هناك دورات أخري طقسية في عيدي الصليب وفي طقس استقبال الكاهن الجديد، وفي طقس تجنيز الكاهن وفي التماجيد، وفي العماد،... الخ في كل هذه الطقوس هناك دورات طقسية يتم فيها إنشاد الألحان ويقوم فيها المُعلم بدور هام في قيادة الألحان فيها.

 

o المشاركين في الدورات الطقسية: حددت الكنيسة بدقة من الذي يجب أن يشارك في هذه الدورات، فهناك دورات مثل دورة بخور البولس وتنقسم إلى قسمين، داخل الهيكل والتي يشارك فيها الكاهن الخديم وأمامه بالتبادل يدور شماس خدمة المذبح، وخارج الهيكل والتي لا يشارك فيها سوى الكاهن الخديم فقط، لكن أثنائها يرنم الشمامسة بعض الألحان مثل "طاى شورى" (في الأعياد والآحاد وفي أيام السنة التي لا يكون فيها صوم) و"تى شورى" (في أيام الصوم وسبوت وآحاد الصوم الكبير) و"إنثو تي تيشوري" (في أيام الصوم الكبير وصوم أهل نينوي). كما أن هناك دورة الحمل والتي يشارك فيها الكاهن الخديم وشمامسة خدمة الهيكل والتي يبدأها الكاهن بلحن "أونيم اوطايو أو طايو نيم أو أأو" مجدًا وإكرامًا إكرامًا ومجدًا، ويرد عليه شمامسة الهيكل "بروس إفكساستى إيبرتون" صلوا من اجل هذه القرابين المقدسة الكريمة، ثم يرتل الشعب بفرح وتهليل "هلليلويا فاى بيه بى" "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب". أما دورة الساعة الثانية عشر من يوم الجمعة الكبيرة ودورات القيامة والخماسين المقدسة فيشارك فيها كل الكهنة والشمامسة.

 

o ترتيب المشاركين أثناء الدورات: يتم بدقة تحديد من الذي يتقدم الدورة ومن يتبعه ومن يكون في مؤخرتها وماذا يحمل كل منهما. فعادة ما يتقدم دورة الساعة الثانية عشر من يوم الجمعة الكبيرة ودورات القيامة والخماسين المقدسة ودورتي عيدي الصليب رئيس الشمامسة حاملًا الصليب الكبير، يتبعه الشمامسة والأغنسطسيين والإبسلطسيين حاملين الشارات المناسبة للطقس والصلبان الصغيرة والشموع، ثم يتبعهم أحد كبار الشمامسة حاملًا أيقونة المناسبة الطقسية معطيًا ظهره لباقي الشمامسة ووجه للكاهن الذي يحمل المبخرة ليبخر أمام الأيقونة المناسبة للطقس ويتبعه أحد الشمامسة حاملًا درج البخور، ووجهه في نفس اتجاه وجوه جميع الشمامسة حاملي الصلبان والشارات.

 

o ملابس المشاركين في الدورات الطقسية: فهناك بعض الدورات التي تتم بالملابس الكهنوتية البيضاء، ويكون الشمامسة مرتدين التونية البيضاء والبطرشيل (الزي الذي يرتديه الشماس)، مثل دورات القيامة والخماسين، وهناك بعض الدورات التي تتم بالملابس الكهنوتية السوداء مع ارتداء البرنس· فوقها، ويكون الشمامسة غير مرتدين التونية البيضاء أو البطرشيل مثل دورة خميس العهد ودورات ليلة الأبوغالمسيس الثلاثة. وهناك بعض الدورات التي تتم بالملابس الكهنوتية السوداء مع إرتداء البرنس فوقها، ويكون الشمامسة مرتدين التونية البيضاء أو البطرشيل مثل دورة الجمعة العظيمة.

 

o مسار حركة الدورات:لكل دورة من الدورات السابقة مسار محدد يختلف باختلاف الطقس الخاص بهذه الدورة، وإن كان أغلبها يبدأ دائمًا من داخل الهيكل وينتهي إلى داخل الهيكل، إلا أن بقية المسار يحدده نوع الدورة وعدد المشاركين فيها، فهناك دورات تبدأ وتنتهي داخل الهيكل، مثل دورة الحمل التي تتكون من دورة واحدة داخلية، وهناك الدورات التي تستمر إلى خارجه مرورًا بطرقات الكنيسة الطرفية أولًا وثانيًا ثم ثالثًا بالطرقة الوسطى لتنتهي الدورة التي تستقر داخل الهيكل كما بدأت.

 

o الألحان التي يرددها المشاركون وغير المشاركين في الدورة: لا توجد دورة واحدة تتم في طقوس العبادة بالكنيسة المصرية الأرثوذكسية دون ان يصاحبها ألحان، فالكنيسة المصرية بَنَت جميع طقوسها وعبادتها على التسبيح والألحان، فالألحان هي القاسم المشترك في جميع الدورات. وعندما يصمت الكاهن والشماس الذين يخدمون المذبح في دورة البخور، لأن كليهما يتلو صلواتٍ سرية، عندئذ يقوم خورس الشمامسة خارج الهيكل بتلاوة الألحان المناسبة للطقس، وهكذا لا يسكت التسبيح أبدا في أى من هذه الدورات.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[48] أثناسيوس راهب من الكنيسة القبطية- مقدمات في طقوس الكنيسة – 7\2 "معجم المصطلحات الكنسية"- الجزء الثاني 2002 ص 77

· صدرة يلبسها الكاهن مطرزة بالسيرما.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/articles/george-kyrillos/musicality-coptic-hymns/leading-feastal.html

تقصير الرابط:
tak.la/zgd3295