مرد الإنجيل السنوي
←
نص اللحن
1- البُعد الطقسي للحن
معنى: مرد /
إنجيل
2- البُعد الروحي للحن
3- البُعد العقائدي للحن
4- البُعد الموسيقي للحن
5- البُعد التاريخي للحن
تأمل
لحن "أونيا طو" هو مرد الإنجيل السنوي.
لنبدأ قبل الغوص في اللحن نفسه، أن نفهم كلمة.. كلمة من كلام هذا العنوان ده.. ما معني مرد..ومعني إنجيل.. ما معني سنوي، وبعد ذلك نتكلم عن اللحن نفسه.
"مرد" هو كل ما يرد به الشعب في الصلوات الليتورجية كتعقيب أو كتقديم أو تمهيد لما يقوله الكاهن أو ينادى به الشماس مثل: هلليلويا.. آمين.. يا رب إرحم، لكن هناك أيضًا مردات طويلة مثل (مرد الكاثوليكون.. ومرد الإبركسيس)، وهما أطول قليلًا، ويقالا قبل قراءة الكاثوليكون والإبركسيس، أيضًا (مرد المزمور.. ومرد الإنجيل) وهما يقالا بعد قراءة المزمور والإنجيل، والكنيسة وضعت هذه المردات في طقوسها لكى يشارك بها كل الشعب، وليس أن يرتلها خورس الشمامسة بدلًا من الشعب.
كلمة "إنجيل" كلمة يونانية معناها " أخبار سارة"، لأن الإنجيل يحوي بشارة الخلاص وخبر الفداء الذي أكمله السيد المسيح لأجلنا، وأكد هذا المفهوم حين استشهد السيد المسيح عن نفسه من العهد القديم باعتباره هو محور هذه البشارة السارة، حينما دُفع إليه سفر إشعياء النبي، فقام وقرأ:
"روح السيد عليَ، لأن الرب مسحني لأبشر المساكين..." (اش1:61).
ولذلك فإن الإنجيل يحتل في الكنيسة القبطية مكانًا مهمًا جدا في الليتورجيا في جميع الطقوس:
· فقبل قراءة الإنجيل:
هناك طقوس مطَولة تمهد لقراءته، فأولًا يقول الشمامسة لحن الثلاثة التقديسات "أجيوس"، وبعدها يقول الكاهن أوشية الإنجيل وما يتبعها من مردات خاصة بها، ويجب أن يهتف الشعب بال"هلليلويا" وبعدها يطرح الشماس 4 إستيخون من المزامير باللحن الخاص بالمناسبة.
· وأثناء قراءة الإنجيل:
تضاء الشموع والأنوار للدلالة على أن نور الإنجيل قد سطع في كل أقطار الأرض (2كو4:4) وأن كلمة الله هي نور العالم (أم23:6)، "سراج لرجلي كلامك، ونور لسبيلي" (مز119)، ويجب على كل الشعب والإكليروس أن يكونوا واقفين أثناء قراءة الإنجيل، ولو كان الأب البطريرك أو الأسقف حاضرًا، فهو الذي يقرأ الإنجيل وهو متجه ناحية الغرب (ناحية الشعب)، ويظل واقفًا في باب الهيكل، ورأسه مكشوفًا، مثل الكهنة السمائيون الذين يخلعون تيجانهم في حضرة الرب، ويقف الكاهن المشارك في الخدمة وفي يده المجمرة خارج باب الهيكل وهو متجه ناحية الشرق ناحية الإنجيل.
· وبعد قراءة الإنجيل:
يتم تقبيله، وطبعا توجد طقوس وألحان مثل "مرد الإنجيل السنوى" "أو أونياتو" وهو واحد من أهمها، والذي يمكن أن يقال بعد العظة (لو كانت هناك عظة).
ياه.. كل هذه طقوس وترتيبات، فعلا ما أعظمك أيتها الكنيسة القبطية، الغنية بطقوسك وألحانك.
كنيستنا القبطية الأرثوذكسية العجيبة، بعدما تقرأ لنا الإنجيل، تجعل الشمامسة وكل المؤمنين الموجودين، يرتلون سويًا لحنًا بسيطًا، في صورة مرد، ودائمًا تراعي أن هذا المرد يكون معبرًا عن المناسبة الطقسية التي تعيشها الكنيسة:
• فلو أن الكنيسة قرأت الإنجيل في ليلة عيد الميلاد، ستجعل الشعب يرتل كلامًا مفرحًا بلحن مفرح عن عيد الميلاد وهو "أوسيو أفشاي خين ني مانشاي".. "نجم أشرق في المشارق والمجوس تبعوه".
• ولو قرأت الكنيسة الإنجيل في الصوم الكبير، ستجعل الشعب يرتل كلامًا مملوءًا نسكًا بلحن متقشف النغمات، مثل "تي هيريني"، الذي نقول فيه "أخطأت أخطأت يا ربي يسوع المسيح، فإغفر لي، لأنه ليس عبد بلا خطية ولا سيد بلا مغفرة"، "تي هيرينى" وهو لحن نموذج "للنسك النغمي" أى محدود النغمات، وليس به ميليسما، وزاهد في إيقاعاته البسيطة جدا، و"متقشف" في المقامات والأرتام، وكأن الكنيسة في مرد الإنجيل "تي هيرينى" في الصوم الكبير تعلمنا النسك والزهد والتقشف، ليس من خلال الطعام فقط، ولكن من خلال موسيقاها الروحية أيضًا.
• ولو الكنيسة قرأت الإنجيل في شهر كيهك، ستجعل الشعب يرتل كلامًا كله ترقب لميلاد السيد المسيح، وكأننا جالسون أمام العذراء مريم منتظرون ميلاد يسوع، فتقول مثلًا "تين تي نيم بي شيري تيسموس" التي نقول فيها "نعطيكي السلام مع غبريال الملاك قائلين السلام لك ياممتلئة نعمة"، اللحن يكون وقورًا كأن شخصًا يعطى فعلا التحية لشخصيتين عظيمتين: السيدة العذراء والملاك غبريال.
• ولو قرأت الكنيسة الإنجيل في أحد الشعانين، ستجعل الشعب يهتف ويصرخ "أوصنا خين ني تيت شوسي فاي بي إبؤورو إمبي سرائيل"، التي معناها "أوصنا في الأعالي هذا هو ملك إسرائيل"، واللحن في هذه الحالة يكون مثل الهتاف، وطبقته تكون عالية قليلًا.
• وماذا لو أن الكنيسة ليست في مناسبة من المناسبات السابقة، فلا هي فرحانة ولاهي ناسكة تقدس صوم ولا تنادي باعتكاف، ولا هي في ترقب لميلاد المخلص، ولا لدخوله الي أورشاليم راكبًا على جحش إبن أتان... لو أن الكنيسة تقرأ الإنجيل في يوم عادي، يوم من الأيام السنوي التقليدية، ماذا يرتل الشعب؟؟
هذا هو موضوعنا، مرد الإنجيل السنوي، الذي من الطبيعي سيكون لحنه تقليديًا سهلًا وبسيطًا وسنجد أننا كلنا نعرفه ونحفظه لأنه يقال دائما في كل الأيام السنوي طوال السنة بعد الإنجيل، وهو لحن "أونياطو". لنرى أولًا ما هي كلماته، ونعرف لماذا تقال دائما بعد قراءة الإنجيل.
كلمات اللحن: "طوباهم بالحقيقه قديسي هذا اليوم كل واحد باسمه أحباء المسيح، إشفعى فينا يا سيدتنا والدة الإله مريم أم مخلصنا ليغفر لنا خطايانا، لأنه مبارك الآب والإبن والروح القدس الثالوث الكامل نسجد له ونمجده".
قد يسأل سائل: ما هي علاقة "طوباهم بالحقيقه قديسي هذا اليوم كل واحد باسمه أحباء المسيح"!! بالإنجيل؟ ما هو دخل قديسي هذا اليوم وتطويبهم، بالإنجيل الذي يقرأ؟... ولفهم ذلك يجب أن نعرف أن ترتيب إنجيل القداس في الأيام أصلا مبنى علي السنكسار، ففي تذكارات الآباء البطاركه نقرأ إنجيل الراعي الصالح، وفي تذكارات الراهبات نقرأ إنجيل العذاري الحكيمات وهكذا... فالكنيسة تريد أن تقول لنا في كل مرة نسمع فيها الإنجيل، تذكر وعيش حياة الجهاد والتوبة على الأرض، فإن الإنجيل ليس مجرد كلامًا نسمعه فقط، لأن قديسى هذا اليوم قد وصلوا لهذه القامة الروحية، لأنهم عاشوا الإنجيل، ولذلك فإننا نقول لهم معًا: "أونياطو خين أو ميثمى، إثؤواب إنتى باى إيهؤو".... "طوباهم بالحقيقة قديسى هذا اليوم"، "أونياطو معناها طوباهم.. فالكنيسة في هذا اللحن، تعطى التطويب لقديسى هذا اليوم لأن:
· قديس هذا اليوم "لم يسلك في مشورة الأشرار وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس"، ولذلك فإنه مستحق التطويب طبقا لأول آية في أول مزمور (مز 1: 1).
· وقديسى هذا اليوم منهم من كان مطرودًا من أجل البر، فطوباهم لأن لهم ملكوت السماوات طبقا لتعاليم السيد المسيح في (مت 5: 10).
· وقديسى هذا اليوم ماتوا في الرب وطبقا للصوت الذي سمعه القديس يوحنا اللاهوتي من السماء في رؤياه قائلا له: أكتب طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن، نعم يقول الروح لكي يستريحوا من أتعابهم وأعمالهم تتبعهم (رؤ 14: 13).
فلو أنك تمارس كل الطقوس والأسرار في الكنيسة، ولم تعش الإنجيل كما عاشه هؤلاء القديسون، فإن كل هذه الممارسات الطقسية ليس لها لزوم... ولذلك بعد كل إنجيل يردد الشعب لحن أونياطو: "طوباهم بالحقيقه قديسي هذا اليوم كل واحد باسمه احباء المسيح"، مثلما يقول الكتاب "فقط عيشوا كما يحق لانجيل المسيح"، "من يحبني يحفظ وصاياي" ولهذا فإن لحن "أونياطو" يمكن اعتباره "لحنًا تحفيزيًا" لكى نعيش الإنجيل في حياتنا اليوميه مقتدين بهؤلاء القديسين مثلما يقول الكتاب في نشيد الأنشاد: "إن أردت أن تعرفي أيتها الجميلة بين النساء، فاخرجي علي آثار الغنم".. نعم، يجب أن نمشي على آثار أقدام القديسين المبشرين بالسلام، ولهذا فإن الكنيسة يجب أن تذكر القديسين في القداس، يكلمنا القديس بولس الرسول عن سحابة الشهود ويقول: "لذلك نحن أيضًا إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا، لنطرح كل ثقل الخطية المحيطة بنا بسهولة، ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا"، لذلك اللحن يطلب مغفرة الخطايا بشفاعة العذراء والقديسين.
أى أن ذِكرنا للقديسين يُذكِّر كل شخص واقف في القداس قائلًا له: "لا تخف من شيء، فأنت مسنود بسحابة من الشهود، ليست بعيده عنك، لا..، فهى محيطه بك وبنا كلنا وحاضرة، وهي معنا الآن في القداس، اطرح كل ثِقَل داخلك وكل خطيه بسهوله، واصبر في الجهاد، تذكر كل البطاركة الذين حافظوا على الإيمان، تذكر الرهبان والنساك الذين هاموا سياحة في البرارى من أجل محبتهم في الملك المسيح، تذكر أن الإيمان الذي أنت فيه والكنيسه التي أنت واقف فيها، هذه نعمة جاءت إليك بتعب قديسين وعرقهم ودمهم، وكلما يذكر إسم قديس في اللحن، تذكر سيرة هذا القديس، واكتسب منه فضيلة، وتمثل بسيرته، إجعل لحن "اونياطو" هذا، يساعدك بنغماته الوقورة العذبة الجميلة، في أن تركز مع قديسي هذا اليوم بالذات ويجعلك تتمثل بحياتهم وبإيمانهم، وتطلب من الله غفران الخطايا بشفاعة هؤلاء القديسين.
← انظر مقالات وكتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
يجب أساسًا أن نفهم كلمة "قداس" فهي مشتقة من كلمة "مقدس"، وسُمي بهذا الإسم لأنه:
· يقدس الإنسان الحاضر فيه... لكن ليس هذا وحسب، بل يقدس كل شيء:
· يقدس القرابين.
· يقدس المكان: “تصير كنيسة مقدسة".
· حتى الوقت الذي نصلي فيه القداس يصير مقدسًا.
· والستر واللفافة والصليب والمذبح والمنجلية والكتب... كلها صارت مقدسة، بصلوات القداس.
وقمة التقديس هي أن يتحول الخبز والخمر إلي جسد الرب الحقيقي ودمه الكريم، وأيضا أن يتقدس الإنسان نفسه، لذلك في القداس نقول: " القدسات للقديسين"، وتكون "القدسات" هي التي على المذبح "الجسد والدم الكريم"، ويكون "القديسون" هم الشعب الذي تقدس من حضوره القداس، وهذا هو فعل القداس فينا أن يحولنا إلي قديسين مؤهلين لتناول القدسات، وليس من الغريب أننا قبل القداس نطوب القديسين الذين في الكنيسة المنتصرة، لكى نصبح نحن أيضًا على آخر القداس قديسي الكنيسة المجاهدة.
ويكمل هذا اللحن "أونيا طو" بكلمات تعطى الواحد منا أمل حين يقول على القديسين "كل واحد باسمه احباء المسيح "، إنه لشيء يفرح القلب، أن الذي يحب يسوع يكون معروفًا عنده بالإسم، كما يقول القديس بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس الاولي "دعوتك بإسمك، انت لي..» ويقول في سفر الرؤيا: "مَنْ يَغْلِبُ فَذلِكَ سَيَلْبَسُ ثِيَابًا بِيضًا، وَلَنْ أَمْحُوَ اسْمَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَسَأَعْتَرِفُ بِاسْمِهِ أَمَامَ أَبِي وَأَمَامَ مَلاَئِكَتِه"، ولذلك يقول اللحن: "كل واحد واحد بإسمه"...... "بى أواى بى أواى كاطا بيفران"
جميل أن كل واحد من الكاملين في طرقهم السالكين في شريعة الرب (مز 119:1)، الحافظين شهاداته الذين من كل قلوبهم يطلبونه (مز 119: 2)، تكون الطوبى لهم كل واحد فواحد بإسمه، ولذلك فإن مرد الإنجيل السنوى يطوب قديسى هذا اليوم: "بى أواى بى أواى كاطا بيفران"... "كل واحد فواحد باسمه"
وهذا الكلام مظبوط مائة في المائة لماذا؟!... لأنه إذا كانت الكنيسة في أوشية الراقدين يقف الكاهن يصلى ويقول: "أنت كصالح ومحب البشر اللهم إغفر لهم، عبيدك المسيحيين الأرثوذكسيين...كل واحد بإسمه وكل واحدة بإسمها، لأنه ليس أحدا طاهرًا من دنس، ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض، أما هم يا رب الذين أخذت نفوسهم نيحهم، وليستحقوا ملكوت السموات، وأما نحن كلنا فهب لنا كمالًا مسيحيًا يرضيك أمامك وأعطهم وإيانا، نصيبًا وميراثًا مع كافة قديسيك".
فالأناس العاديون تذكرهم الكنيسة واحدًا واحدًا بإسمه، فما بالك بالقديسين المطوبين الذين أرضوا الرب بأعمالهم الصالحة، هل تظن أن الكنيسة لا تذكرهم كل واحد بإسمه، نعم تذكرهم وتقول:
"بى أواى بى أواى كاطا بيفران"... "كل واحد فواحد باسمه"، بل ويكمل قائلًا "أحباء المسيح"
"مين راتى إنتى بى اخرستوس"، و"مينراتى" تعنى أحباء، وفعلا السيد المسيح بنفسه قال:
"لا أعود أسميكم عبيدا لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" (يو 15: 15).
ويكمل هذا المفهوم القديس بولس في رسالته ويقول لهم:
"إلى جميع الموجودين في رومية أحباء الله مدعوين قديسين نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح" (رو1: 7).
ولنرى معًا الأبعاد الموسيقية لهذا اللحن، فلو لاحظنا لحن "أواونيا طو":
أولا: اللحن من مقام مصرى أصيل يسمى "بياتى"، رغم أنه يقفل على المى سيكاه وليس على الدوكاه، لكن كما اتفقنا أن الألحان القبطية متحررة في قفلاتها من البيروقراطية الكادنزية Cadence.
ثانيا: القالب الموسيقي للحن متقسم إلى 3 اجزاء A & B1 & B2 الجزء الاول A وفيه تنغيم وهو بين الميليسما وبين الدمج، بمعني أنه ليس فيه تطويل بالنغمات الغزيرة الميليسمية، ولا مدمج سيلاباتي كل حرف لفظي له حرف نغمي واحد فهو لا هذا ولا ذاك، في حين كل الأرباع التي بعده B1 & B2 مصاغة بأسلوب الدمج، نلاحظ هذا من بداية "أرى برسفيفين إى إهرى إيجون.. جى إفسماروؤت."
ونعتقد أن اختيار هذه النغمات لكى تبين الإلحاح في طلب المغفرة بشفاعة قديسي هذا اليوم، ولذلك فلو نظرنا على النوتة سنجد أن الربع الأول وحده يستغرق ثلاثة سطور، والربعين الباقيين معًا في سطرين اثنين فقط.
ثالثا: نلاحظ أن:
* الربع الأول فيه عبارة موسيقية (I) تتكرر مرتين.
* وكل ربع بعد ذلك فيه عبارة موسيقية (II) تتكرر مرتين.
رابعا: نلاحظ أن هناك شكلًا زخرفيًا يتكرر سبع مرات على مدار اللحن في كل الأرباع، وطبعا هذا طبيعى، لأن اللحن مضمونه كله يقول: "طوباهم بالحقيقة قديسى هذا اليوم" بمعنى "يابختهم بجد"، فطبيعى يجب أن يكون فيه شكلًا زخرفيًا يعبر عن "يا بختهم ويا لسعادتهم قديسى هذا اليوم"، وهذا الشكل يبدو من البداية في كلمة "أوأونياطو" التي معناها "طوباهم" ولنرى معًا: "أوأو نياطو".. "مى فا مى رى دو"،.. "تا فا تيفى تا"، وهكذا أسس اللحن تيمة الزخرفة على كلمة "أوأو نياطو" التي معناها "طوباهم"، وبعد ذلك نشرها في باقي اللحن بذكاء موسيقى، وفي بساطة متناهية كررها سبع مرات، وهذا الذي جعل اللحن بالرغم من وقاره بإعتباره لحنًا سنويًا وليس لحنًا للأعياد، إلا إن هذه الزخرفة أكسبته لمسة مفرحة تعبر عن "يالسعادتهم" "أوأونياطو".
وبفكرة إعادة العبارتين "I وII" مرتين في كل ربع وبفكرة نشر التيمة الزخرفية في كل اللحن وتكرارها سبع مرات، يصير هناك فكر واحد في صياغة اللحن وحبكتة الفنية، وياليت من يلحنوا ترانيم هذه الأيام يتعلموا من "أوأو نياطو" كيف يصلوا إلى الحبكة الفنية في موسيقى ترانيمهم
أيضًا نلاحظ الآتى:
أولًا: ان هناك منطقتان عاليتان في هذا الجزء: "ميثمينى اثؤاب" التي معناها "بالحقيقة قديسي" والمنطقة الثانية: "ني مينراتي" ومعناها "أحباء" أى أنه يعلو في أهم كلمتين: قديسو وأحباء، يعلو اول مرة لأن هذه أهم كلمة "قديسى" ويعلو للمرة الثانية في كلمة أحباء المسيح لكى يذكرك أنهم صاروا قديسين وتقدسوا بمحبتهم للمسيح ومحبة المسيح لهم.
ثانيًا: أن اللحن على الرغم من بساطته إلا إنه يعبر عن الكلام، خصوصًا حين يقول: "بى اواى بى اواى كاطا بفران" ومعناها "واحد واحد باسمه"، تجعلنا نشعر أن اللحن كأنه يحصى معنا واحدًا واحدًا وكل قديس بإسمه.
معظم الكتب/المراجع لم تذكر أي شيء عن هذا اللحن. أو ذكرت أن هذا اللحن جديد وغير موجود في القديم.
ولكن في بعض المراجع ذكرت أن كل أسبوع في مرد انجيل يتناسب مع قراءة إنجيل الأسبوع(1).
ذكرت المراجع أن الهدف من قراءة مرد الإنجيل هو إتاحة فرصة للموعوظين أن يتركوا الكنيسة.
يا إلهي.. يامن قدستني رغم خطاياي وأدناسي، يامن باركت طبيعتي فيك، يامن حولت لي العقوبة خلاصًا، تعالى اشرق بنورك الحقيقي في حياتي، لكي أرى جمال ألحانك، فأحياها وأتقدس بها وأستمد منها قوة، إعطني كلما رتل الشمامسة لحن مرد الإنجيل السنوي "أو أونياطو"، أن أشترك معهم في تسبيحك وفي تطويب قديسيك الذين أرضوك بأعمالهم الصالحة، علمني أنا أيضًا يومًا ما، أصيرُ مقدسًا فيك.
اكشف عن عيناي لأري عجائبًا وعظائمًا وكنوزًا في ألحان كنيستي، التي عاشت الحانها في قلوب قديسيك 2000 عام، وستظل تحيا إلى منتهي الأعوام، حتى نرتلها ونحن نحمل قيثاراتك أنت، عندما نقف معهم على البحر الزجاجي في الأبدية.
آمين.
_____
(1) كتاب ابونا اثناسيوس المقاري عن القداس الجزء الاول والجزء الثاني.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/george-kyrillos/metacopt-hymnology/o-oniato.html
تقصير الرابط:
tak.la/48fvga5