ألقى بطرس التلميذ عظةً وركز فيها على:
أ: معجزات وقوات يسوع المسيح الناصرى المخلص.
ب: نبؤات تثبت قيامته وصعوده وإرسال روحه.
ج: عطية الروح المنسكب، هذا الذي "أنتم الآن تبصرونه وتسمعونه" (أع 2: 33).
* الآن تبصرون كيف هو طعنكم بروحه أنتم الذين طعنتموه.
* الآن تشهدون كيف نحن قد تحولنا به من خوفٍ ورعب إلى شجاعة وهتاف وتهليل...
* الآن تسمعون كل واحد بلغته صوت ينخس قلوبكم = طعن قلوبكم فتقطرت قلوبكم كندى أو مطر أو سيل بكلمات نعمته، فسمع كل منكم رسالته الخاصة جدًا.
وهنا نطقوا... وطلبوا... وتوسلوا... وأسرعوا إلى التلاميذ، وقالوا: "ماذا نصنع أيها الرجال الإخوة؟" (أع 2: 37).
نلاحظ: بكلماتٍ قليلةٍ إستيقظت ضمائرهم، ورجعوا عن قساوة قلوبهم، وندموا على فعلهم، وتابوا عن إثمهم، وآمنوا بربهم، وتعرفوا على محبة الآب! وتحنن ابنه! وفعل روحه! فرفعوا عيونهم للسماء ونظروا فداء الابن، وسمعوا نداء الروح، وتذكروا كلام الأنبياء: "وأفيض (الآب يسكب) على بيت داود (إشارة للعذراء إبنة داود) وعلى سكان أورشليم روح النعمة (الروح القدس) والتضرعات (روح الرحمة والتحنن والإبتهالات) فينظرون إلىَّ. (ينظرون للسماء، ويتمتعوا بمحبة الآب) أما الذي طعنوه (وهو الابن الوحيد... أمونوجنيس) ينوحون عليه (الذين طُعِنوا بروحه) كنائح على وحيد له، ويكونون في مرارةٍ عليه (على فعلهم الأثيم) كمن هو في مرارة على بكره" (زك 12: 10) (المسيح بكر الخليقة.. (كو1: 15) بكر بين إخوه كثيرين).
وهنا إشتعل بطرس بعطية ربه، بالكنز الذي يحمله... ونادى: لماذا تقفون بعيدًا وتتباطئون؟ هلمَّ إحملوا عطية (هبة) مجانية تفوق بكثير جدًا كل العطايا... وكان بصوتٍ عالٍ يصرخ مُشتاقًا، ويريد كما يريد ربه أن الجميع يقبلون ويأخذون ويتمتعون ويفرحون بعطية الروح القدس... وكان يشير بتهليل لعطية الروح، هلم إقبلوا ولكن: إن تُبتُم عن إثمكم، وإن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج (إش 1: 18) وإن آمنتم بربكم تتمتعون بأحضانه ونعمته وبكثرة عطاياه المتنوعة وبثمار روحه المختلفة المتباينة، وإن إمتلأتم بروحه تتمتعون بمعرفته، وتعرفون أسراره، وتكونون من خاصته سفراء عنه تجمعون الحصاد معه...
فمن إقتنى عطية الروح يأخذ: غفرانًا... وإيمانًا... وجمالًا باهرًا ونقاءًا وطهارةً...
"توبوا، وليعتمد كل واحد منكم على إسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا (فتنالوا) عطية الروح القدس (أع 2: 38).
يكشف لنا هنا: لكي يسكن فينا روحه ونأخذ هذه العطية يجب علينا أولًا التوبة:
التوبه هي: "إعطاء الوجه لله عوض القفا" (إر 7: 24) وإعطاء القفا للخطية... هي تغير القلب والفكر والإرادة... هي إعادة النظر إلى الحياة الداخلية... هي تغير السلوك بمظاهر مختلفة... هي إكتشاف حب الله... هي الإنضمام للتعزية السمائية والأفراح الأبدية. هي ترك أشياء والتنازل عن مبادئ وبُعد عن معارف... هي ترك وأخذ... هي شركة في المجد الأبدى، وشركة مع الابن في عمل خلاصه والرجوع لصورة الله (أيقونة المسيح) لحمل بره بروحه...
هي التمتع بالغفران وبسكنى روح الله في الداخل... التوبة هي قارب نجاة يقدم لمن إنكسرت بهم السفينة، أمَّا العماد فهو الإرتماء في أحضان المسيح والتمتع بالبنوة.
قم لماذا تتأخر عن التوبة والمعمودية؟ وتفقد الغفران والبنوة الإلهية.
الإيمان هو هبة منه عندما يفتح عيوننا إليه كما قيل: "في ذلك اليوم... أفتح عينى على بيت يهوذا (الكنيسة) (زك 12: 4) ينظر إلينا فننظره، "وأجعل أمراء يهوذا (القادة) كمصباح نار بين الحطب" (زك 12: 6) بروحى يحملون نار، يشعلون الحطب (الخطية والأعداء) فيثبتوا على الإيمان، "ويُخلِّص الرب خيام يهوذا أولًا" (زك 12: 7) لأن "خيمة المستقيمين تُزهر" (أم 14: 11) لأنهم بسطاء ودعاء، بسرعة تُفطر قلوبهم وتشتعل روحهم.
* خيام يهوذا هم الذين بلا حماية (القطيع الصغير) لأنهم يصرخون إلىَّ وأنا أذنى إلى صراخهم (مز 34: 15) هم يطيعون الله أكثر من الناس (أع 5: 19) هم يفهمون ويؤمنون ويشهدون لي، وبسرعه يطيعون؛ لأن الروح القدوس يُعطى: للذين يطيعونه (أع 5: 32).
هلمَّ آمن بالروح الذي ينخس قلبك، وصدق الطعنة التي تحرك ضميرك، واسمع وأطع صوته الذي يرن في أذنك.
آمن وتُب. صدق وطع.
"صليا (بطرس ويوحنا)... لكي يقبلوا الروح القدس، حينئذً وضعا الأيادي عليهم فقبلوا الروح القدس" (أع 8: 15، 17) فصار لهم جمالًا باهرًا بوضع الأيادى (مسحة الميرون) صار لنا يوميًا خبرات جديدة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. نسير من مجد إلى مجد. ونعبر (ونسمو) بقلبنا نحو فيض نعمته، ونختبر عربون السماء بالجهاد، ونبقى كأطفال رضع مُحتاجين إلى نمو ونضوج مستمر كل يوم... وبإشراقات روحه وبهاء وضياء وجهه يجعل علينا جمالًا كاملًا بارعًا باهرًا، كما يقول رب السماء لعروسته التي تم لها الفداء: "جُملت جدًا جدًا فصلُحت لمملكة، وخرج لك إسم في الأمم لجمالك؛ لأنه كان كاملًا ببهائى الذي جعلته عليك..." (حز 16: 13، 14) فتجاوب عروسته: "أنت الذي أعطيتنى هذه النعمة (الخدمة المملوءه سرًا).
* أما سيمون الساحر: "لما رأى أنه بوضع أيدى الرسل يُعطى الروح القدس، قدم لهم دراهم قائلًا: أعطيانى أنا أيضًا هذا السلطان حتى أى من وضعت عليه يدىَّ يقبل الروح القدس" (أع 8: 18، 19) هذا لم يدرك أنهم تمتعوا بهذه كهبة مجانية بعد أن باعوا حياتهم وذواتهم ومحبتهم للعالم... ليتبعوا المصلوب حيثما وجد.
* ظن أن الذي يمارسونه أعظم من سحره، ولم يرغب في معرفة ربه وخالقه... ظن كما أنه يستخدم نجوم السماء (أعمال الشيطان) أنه يقدر لو أخذ هذه العطية السمائية أن يكون له نصيب في ملكوت السموات، ويستعمل هناك أيضًا سحره وعصاته وأصابعه ويُحسب من السمائيين... أحب السلطان ولم يعشق بر الإيمان... بدل أن يطلب شركة الروح طلب سلطان الأرواح... لقد رأى الناس يضعون الأموال تحت قدمى الرسولين، فقدم أموال لمن ليس لهم مقتنيات؛ لأنه ظن أن هذا من صنع بشر فأراد أن يشتريه من بشر... فبدل الجمال الباهر صارت فيه مرارة المر ورباط الظلم (أع 8: 23).
من عطايا الروح النقاء: "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 8) وهذه هي منحة منه بسكناه داخلى، أعاين مجده بل ويُطهرنى من كل خطية، كما قيل: "بالإيمان طهر قلوبهم" (أع 15: 9) فاقتربوا إليه، بل جاءوا إلى مائدة الرب وشربوا دمه الذي في هيجانهم سفكوه، فنسى كل أفعالهم. إذًا بالمعمودية قد تطهروا واغتسلوا، فظلوا مواظبين على الصلاة وتعاليم الرسل.
ما أجمل عطايا الروح: كما نقول في القداس "شركة وموهبة وعطية الروح القدس فلتكن مع جميعكم" إننا في كل قداس نقف بجوار المسيح الغير منظور، ونشترك مع الروح القدس بموهبته بالنعمة المعطاه لنا ونستدعيه ليحول هذا الخبز وهذا الخمر، ثُمَّ يعطينا الآب عطيه روحه أى جسد ابنه.
* لقد إلتصق (تعلق) الرب بآبائك محبًا إياهم، وإختار من بعدهم نسلهم الذي هو أنتم (تث 10: 15) وكما قال الله: "أنى سأسكن فيهم وأسير بينهم" (2 كو 6: 16).
وينبهنا بولس قائلًا: "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم.. هيكل الله مقدس الذي هو أنتم" (1كو 3: 16، 17).
من هو الذي يفهم هذا؟! "طالبوا الرب يفهمون كل شيء" (أم 28: 5) طالبوا الرب أى الذين يطلبون التمتع بحضرة الرب دائمًا... الذين يطلبون ملكوته... يطلبون روحه... يطلبون نعمته... يطلبون أين يمكث، يمكث معهم... يطلبون الخلاص... يطلبون التوبة والغفران... يفهمون كل شيء. سيأتى وقت ونفهم عطية الروح الذي في داخلنا، ونتفاعل ونتعامل معها.
هل تقدس ذاتك لتصون عطية الروح؟! كيف أكون مقدس؟! ما الفائده بأنك تفتخر أنك دائمًا تحمل موبايل غالى كثير الثمن ودائمًا تتحدث عنه ولكنك لا تحمل شاحن له؟‼ ما الفائده بأنك تفتخر بالمسيحية وبأنك مسكن للروح القدس وليس لك صله بالسماء.
* إنتبه لعطية الروح: "صلوا كل حين ولا تملوا" (لو 18: 1) من فضلك لا تفصل الشاحن نهائيًا حتى ولو كنت نائمًا "أنا نائمة وقلبى مُستيقظ" (نش 5: 2).
* تعلق به كما تعلق بك والتصق به كما هو إلتصق بك! حِبه كما هو أحبك!!
صون النعمة تصونك!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-ibrahim-anba-bola/spirit-acts/gift.html
تقصير الرابط:
tak.la/3xb8m6k