مكتبة المقالات المسيحية | مقالات قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

مقال الراهب القمص إبراهيم الأنبا بولا - تأملات عيد القيامة والخمسين المقدسة وعيد العنصرة 2018

2- هناك ترونني

 

أين نراك يا رب؟ تراني:

على الطريق - باكرًا جدًا - في أعمالي - على باب المدينة - في الجليل - على الجبل - في العُليَّة

 

1 – على الطريق: منتظرك لو كنت منشغلًا بي، ولو كنت في رفقه مقدسه تتحدث عني.. كما تلميذي عمواس: وفيما هما يتكلمان ويتحاوران أقترب (كأنه واقف منتظر) إليهما يسوع نفسه وكان يمشي معهما (لو 20: 15) اجعل حديثك مقدس وفكر فيَّ فأقترب منك وأصحبك في كل طريق تخطوه.

St-Takla.org Image: Noli me tangere (don't cling to me, don't touch me), fresco by Fra Angelico, 1422. The biblical scene of Mary Magdalene's recognizing Jesus Christ after his resurrection. - Museum and Convent of St. Mark Church (Basilica di San Marco), Florence (Firenze), Italy. It dates back to the 12th century. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 3, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: "لا تلمسيني" قول السيد المسيح للقديسة مريم المجدلية عند تعرفها عليه بعد القيامة، رسم الفنان فرا أنجيليكو، 1422 م. - صور دير ومتحف كنيسة مارمرقس (سان ماركو: القديس مرقس الإنجيلي)، فلورنسا (فيرينزي)، إيطاليا. ويرجع إلى القرن الثاني عشر. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 3 أكتوبر 2014

2 – باكرًا جدًا: ظهر لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين (مر 16: 9) لو فعلًا قد دفنت خطاياك عند القبر وقد طهرتك، تكون نفسك عطشانه في كل صباح جديد. تقوم باكرًا جدًا تجدد معي لقاء، تشبع بي، تمسكني وتتعرف على أكثر.. كما قال (مز63:1) يا الله إلهي إليك أبكر، عطشت نفسي إليك...

3 – في أعمالي: لا تشك فيه فسوف يدخل قلبك والأبواب مغَلَقَّه. آمن به ابحث عنه.أطلبه. أذهب إليه. إذا كنت لا تؤمن به آمن بأعماله لأنها تشهد له (يو 5: 36) أقبله فاديًا مخلصًا تراه في كل من حولك في الطبيعه، في قصة التجسد والفداء والصلب والقيامه. إلي خاصته جاء وخاصته لم تقبله. ومن قبله أعطاه سلطانًا.

4 – على باب المدينة: لو كل الناس يأست منك لأنك غرقان (ميت) في الخطيه، وطردوك خارج المدينه سلم نفسك لأمُك فسوف يقترب منك كما حدث (لو 7: 11، 12) أقترب إلي باب المدينه ونظر ميت محمول ابن وحيد لأمه وهي أرمله فتحنن وتقدم ولمس النعش وأقامه ودفعه إلي أمه (لو 7: 16) سيعطيك فرصه جديده للحياه هو واقف خارج المدينه حاملًا عارنا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فنخرج إليه ليتحنن علينا ويلمس قلوبنا ويدفعنا إلي الكنيسة مره أخري.. فنقول قد قام فينا نبي عظيم وأفتقد الله شعبه (لو 7: 16) أو تتضع وتشعر به وتقول أقامنا معه وأجلسنا معه..

5 – في الجليل: هو يسبقكم إلي الجليل هناك ترونه كما قال لكم (مر 16: 7).

 ماذا تقصد بالجليل؟ هل أنت قاصد تعبنا فقط؟! فأنت سوف تظهر في العليه مرتين والأبواب مغلقه وسوف تتراءى لتلميذيّ عمواس لماذا الجليل؟ كلمة الجليل = العبور إذا هو يقصد كل من عبر من الظلمه إلي النور، من الموت إلي الحياة،من وقت ضائع إلي تمتع به (تجد يسوع الناصري المصلوب) أي المخلص المتجسد الذي قام أعبر فستجده كما قال لك..

6 – على الجبل: لا طريق لتجلي المسيح في حياتك بدون الصلاه.. أرتفع ماسكًا بيده عن الأرضيات، تلبس جسدًا أكثر نقاوه ورقه وتشاهد عظمته مثل (لو 9: 28) أخذ بطرس و... وصعد إلي الجبل وتغيرت هيئته... فتثقلوا بنوم عميق = ماتوا عن العالم ولما استيقظوا على مجد الرب لذَّ لهم النوم وطلبوا مظال ليظلوا متمتعين بمجده...

7 – في العُليَّة: وقف في وسطهم وقال لهم السلام لكم (يو 20: 19) لأنهم كانوا مجتمعين للصلاه والأبواب مغلقَّه بسبب الخوف من اليهود.. أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب (يو 20: 20) وعلق على هذا القديس مرقس الناسك:" كل من يقطن آمنًا مرتفعًا معه خائفًا من حرب الشيطان متأملًا في كلام الله غالقًا كل حواسه بكل حرص يأتيه الله واهبًا إياه هدوءًا وسلامًا ويأخذ مواهب خاصه"..

أخي اختار نقطه واحده: وتعمق فيها: فسوف تري الرب، وتتمتع به، وتضع يدك في يده وأصابعك في جنبه، وينزع عنك كل شك ويقول لك: " لا تكن غير مؤمنٍ بل مؤمنًا "

نسعي للنقاء لأن نقاء القلب يعطينا أن نُعاين الله:

" طوبي لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله".

مَنْ يراني يشبع

مقالات تأملات عيد القيامة والخمسين المقدسة وعيد العنصرة كتابات الراهب القمص إبراهيم الأنبا بولا

كان نومًا لذيذًا

---