تكلم أرميا النبي على لسان السيد المسيح بعد قيامته وقال: "استيقظتُ ونظرتُ ولذَّ لي نومي" (إر 31: 26) قمت ونظرت وإذ هو نوم عميق بعد انتظار طويل فكان لذيذ لقلبي. قد وصف هذا (مز 3: 5) "أنا اضطجعت ونمت ثمَّ استيقظت؛ لأن الرب يعضدني" (مز 78: 65).
" فإستيقظ الرب كنائم كجبار مُعَيِطُ من الخمر" (رائحته خمر).
استيقظت ونظرت - تلذذ بهذه النومة - نظرته للأجيال
1 – استيقظت ونظرت: لقد نظر إلي أورشليم وبكي (لو 19: 41) " لأنها لم تعرف زمان إفتقادها" (لو 19: 44) ودخل الهيكل وطهره "ونظر حوله إلي كل شيء وخرج" (مر11:11) لأنه لم يقدر أن يفعل شيء أكثر من هذا، وكأنه منتظر قيامته، فنظر ولذ له نومه لأنه سيفعل أكثر.
استيقظ ونظر = قام من الموت ونظر نظره لها أبعاد كثيرة مثلًا:
لما فعله عندما سلم الروح على الصليب في الجحيم... لما منتظره من تثبيت وتقويه جيله الذين عاش بينهم... لما سيفعلوه في أجيال كثيره قادمه لقرون طويله فلذ له نومه = استراح قلبه فرح قلبي...
2 – تلذذ بهذه النومة: لأنها كانت بإرادته، باختياره، مستعدًا لها.. مشتاق إليها.. منتظرها منذ زمن لأنه وهو نائم سبي سبيًا وأعطي الناس كرامات كانوا منتظرين مشتاقين.. وطالت بهم القرون...
*في هذه النومه حمل أحزاننا وضعفاتنا ومشاعرنا اليائسة وكل خطايانا.
لأنه من الآن كل جوعان سيأكل طعام الحياة... وكل عطشان سيرتوي من ينبوع الحياة. لقد فتح طريقًا جديدًا.
*لأنه سيسهر علينا من الآن للبنيان والغرس (أر 31: 28)...
3 – نظرته للأجيال: نظر وإذ فينا مسكن للبار (زك 8: 3) ليس الكل وإنما لمن يستجيب له لهذا قال (أر 31: 23) يباركك الرب يا مسكن البر (البار) يا أيها الجبل المقدس..
* نظر لتلاميذه: الذين تركهم للشيطان أن يغربلهم (لو22: 31)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وأشتاق أن يحول أعماقهم إلي مرعي خضره، مرعي سماوي مقدس، لكي يرعوا قطيعه ويقدسهم بفعل روحه... ويجعل منهم جبالًا مُقدسه تقف قبالة إبليس مقاومه له... وكما وصف بولس لا جوع ولا عطش ولا... ولا... يقدر أن يفصلنا عن محبة المسيح (رو 8:35) ليسكن روحه فيهم فيكونون هيكلًا له وجبال أبواب الجحيم لن تقوي عليها.
* نظر لتلميذي عمواس: إذ فيهم البساطه والإشتياق والحب، فتمشي معهم أكثر من ساعتين يشرح لهم من موسي والأنبياء، مبينًا لهم إن ما حدث كان بتخطيط منه بإرادته...
* نظر لكل الأجيال: إنه بالتجارب والضيقات يصفي أولاده كالذهب، ليكونوا جبالًا مُقدسه يتجلي عليها وفيها، ويُظهر عمله فيهم ويُضئ بمجده عليهم وتستنير البشريه بهم؛ لأنهم سيكونون نور وملح للعالم.
دعوه: " إستيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ لك المسيح" (أف 5: 14). دعوه مفتوحه الآن للكل، لنقوم ونستيقظ من موت الخطيه. وإذ أضاء لنا حياتنا على الأرض، نكون مثل إنسان ميت عن العالم وشهواته وملذاته. وعندما ننتقل للسماء نستيقظ وننظر، وإذا حياتنا كانت صوره لموت وقيامة المسيح، فنستيقظ وننظر مجد السماء فنقول معه: لذ لي نومي، كانت حياتي مُستتره في المسيح، وكان الموت على الأرض لذيذ. فنقول مع أرميا النبي إستيقظت ونظرت ولذ لي نومي.
لو سألنا أيوب الصديق الآن: ماذا تصف حياتك على الأرض وحياتك الآن في الفردوس؟
لقال استيقظت ونظرت ولذ لي نومي = كان نومي في حضن الإله على الأرض وإتكالي عليه بمثابة موت قصير، وعندما نظرت للمجد المعد لي لم أكن أتخيل أن الناس كلها على الأرض يضربون المثل بصبر أيوب، فكانت التجارب لي هي موت والآن لذ لي نومي.
وهكذا كل منا يقسم حياته وينتظر إلي أن يقول ولذ لي نومي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-ibrahim-anba-bola/resurrection/sleep.html
تقصير الرابط:
tak.la/kw9a48f