* أخذ راعياً وجانىَّ جُميز من وراء الضأن... وقال له: اذهب تنبأ (عا 7: 14 - 15).
* أخذ داود من وراء الغنم وجعله ملكاً.
* هو هو الرب في كل جيلٍ يأتي كأسدٍ مزمجرٍ (يُرعب) ليخطف ويرد ابنه ويسرع بشعبه من وراء الشيطان (العدو) ويجذبهم ورائه ليجروا، كما قال النشيد: اجذبني وَرَاءَكَ فنجري (نش 4:1) وقال: "وراء الرب يمشون" يسرعون (يطيرون) ورائه كعصفور (هو 11: 10). هو جذب السامرية الغرقانة في الخطية، وبها جذب كل أهل السامرة على الرغم من رفضهم له من قبل (لو 9: 53)، وأيضاً رغم أنه قال: "إلى طريق أُمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا"... (مت 10: 5)
هو الذي (جذب) أخذ بيد إشعياء النبي: ولمَّا انفتحت عيناه دخل بنا إلى السماء ونادى بالتوبة والنقاء. صار قلبه يتهلل بصفاء فقد انكشف (سقط) (رُفع) الغطاء. فأنشد وسبح لواهب الحياة ورفع قلبه للعلاء، وبسبب كل هذا الولاء زرع فينا الرجاء بالله (فصدقناه) وثبت فينا الإيمان والإيقان بأمور لا تُرى (عب 11:1) (فانتظرناه) وعاش وهو لم ينظر شيئاً شاكراً مُسبحاً في حياة مُتهللة (فسبحناه).
لأنه صنع تدابير عجيبة، فقال إشعياء: "مقاصدك (يا الله) منذ القديم أمانة وصدق" (إش 25: 1).
رغم انحطاط الإنسان مازالت يد الله ممدودة لخلاصه،
* فصدقنا: إننا في فكره موضوع حبه.
وآمنا إنه يخطط لنا ليردنا من السبي أو يجذبنا ورائه، كما خطط للسامرية وكما قيل كان لابد أن يجتاز السامرة (يو 4: 4)، بل خطط لينفرد بها ليخلصها (يو 4: 8) "فإن كُنَّا غير أمناء فهو يبقى أميناً" (2تى 2: 13) هو يريد أن يجذبنا ورائه.
* فصدقنا أنه: لا خلاص إلا به ولا امتلاء إلا بنعمته ولا نجاة إلا بخطته.
* صدقنا أنه يُشبعنا؛ لأن كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً (يو 4: 13) فبث فينا إشعياء أنه سيأتي إلهنا: " ويصنع رب الجنود لجميع الشعوب في هذا الجيل وليمة سمائن (مسمنة) مأدبة خمرة مُعتقة (إش 25: 6).
يُشبع الكل: أمماً ويهود في هذا الجبل، مع أنه قال للسامرية:" مكان السجود لا في هذا الجبل ولا في أورشليم" (يو 4: 21) وإنما وضح هذا وأشار إلى: "جبل بيت الرب (الكنيسة) يكون ثابتاً في رأس الجبال (مرتفع عن كل جبل وظاهر) ويرتفع فوق التلال (متجلي) وتجرى إليه كل الأمم" (إش 2: 2 ، 3) فجذبنا ورائه داخل كنيسته ليُشبعنا بجسده ودمه ويغذينا ويسندنا ويروينا. بل وأكثر من هذا: "ويُفنى في هذا الجبل (الكنيسة) وجه النقاب" (إش 25: 7)
* صدقنا أنه يتجلى في وسطنا، لهذا ندخل أمامه في كنيسته وقليلاً قليلاً يرفع الكاهن اللفافة (الختم) ثم الإبروسفارين (الغطاء) ثم اللفافة التي فوق الصينية، فيتجلى أمامنا ونبدأ بالإيمان ننظره أنه أخذ خبزاً على يديه ونظر إلى فوق وقسم وأعطى وهكذا أيضًا مع السامرية بدأ يكشف عن نفسه تدريجياً 1- يهودي 2- أعظم من يعقوب 3- يا سيد 4- نبي 5- مسيا (المسيح).
إذا كان شعب موسى رجع إلى الوراء؛ لأنه رأى الزلزال والعاصف والدخان والنار قبل ظهور أو سماع صوت الإله، فالآن رُفع الغطاء وبدون كل هذا نقف أمام المذبح فيجذبنا بل يفتح حضنه ليقبلنا، بل نأكله ويدخل ليبيت فينا...
"يا رب انتظرناك. إلى اسمك وإلى ذكرك شهوة النفس" (إش 26: 8) ويؤكد أيضاً إشعياء ويقول: في ذلك اليوم (الصلب) "هوذا إلهنا انتظرناه فخلصنا. هذا هو الرب انتظرناه. نبتهج ونفرح بخلاصه؛ لأن يد الرب تستقر على (في) هذا الجبل (إش 25: 9 ، 10)
* فانتظرت كل البشرية تحقيق النبوة: لأنك (يا رب) جعلت "مدينة رجمة (شعب كان قوياً فانتزع منه القوة)، قرية حصينة ردماً (مجموعة من جبابرة البأس صاروا ضعفاء) ، قصر أعاجم (قصر الغرباء) (أي مكان سكن فيها العدو) (رحل ولم يجد له موضعاً) لا يبنى إلى الأبد". (إش 25: 2) انتظرنا متى تنهار مدينة الشيطان وتتحطم قريته الحصينة، الأماكن التي له فيها أسلحته، ومتى لا يوجد له سلطان على أبناء الله.
* وبعد طول الانتظار جاء إلهنا البار وبالصليب انتزع عنَّا العار فجذب نفوس الأبرار بكلام الآباء الأحبار، فكانت كلمتهم تُشعل قلوب وتقدس أفكار، وجذب بِظل بطرس مرضى فكانت تهرب منهم الأمراض (أع 5: 15) وجذب آخرين بمناديل وعصائب بولس تُخرج الأرواح الشريرة. هكذا عندما بسط المسيح يده على الصليب انفتح باب الكنيسة ليجذب بدمه الجميع، وبما أن الأبواب تُغلق في أيام الحرب أمام الأعداء، فوقف إشعياء من بعيد ينادى: "افتحوا الأبواب لتدخل الأمة البارة الحافظة الأمانة" (إش 26: 2) لقد آمن إشعياء وصدق وأعلن أن الله "يمهد للمستقيم طريق الاستقامة" (راجع إش 26: 7) عندما يجد له أبناء حكماء حتى لو ضعفاء، "ذو الرأي الممكن (الثابت الواثق) تحفظه سالماً سالماً" (إش 26: 3 ، 4) ليس حفظه سالماً فقط بل تنعكس الأوضاع فقال: "لذلك يكرمك شعب قوى (كان قوياً) وتخاف منك قريةُ أمم عتاة (كانوا جبابرة بأس)"(إش 25: 3)
* كل هذا تم في حياة المرأة السامرية التي كانت تنتظر المسيا، "وقالت: متى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء" (يو 4: 25) لقد جاء إليها المسيح عند بئر المياه وقت الساعة السادسة (ساعة الصليب) وجلس هكذا (يو 4: 6) ليبدأ خطته لجذب المرأة وأهلها وكل مدينتها... وبعد أن كان كل الناس يحتقرونها وهي كانت تدخل وتخرج بعيداً عن أنظارهم، صارت مكرمة منهم بل كارزة لهم تحب خلاصهم. لقد وصف حالة الفرح هذه القديس يوحنا (1يو 3: 14) "نحن نعلم أننا انتقلنا من الموت إلى الحياة؛ لأننا نحب الأخوة ومن لا يحب أخاه يبقى في الموت".
* وهنا يكتشف الإنسان إن كل تعبه من أجل الفرح والراحة كان عبثاً، وسيكتشف في ضيقته ضعفه واحتياجه لربه. فمهما جاهد لوحده (بدون النعمة) لن ينجو من الشر. يدخل مخدعه ويحتمي في الفلك (الكنيسة) من الطوفان، ويختبئ بعلاقة سرية ويحتمي بدم حبيبه ومخلصه، وينتظر نزول مطر سيده فتنتعش نفسه الخربة بنعمته وإحساناته (راجع إش 26: 17 – 21) فيحيا بالشكر والتسبيح.
" استيقظوا (هللوا) ترنموا يا سكان التراب" (إش 26: 19) لماذا تعيشون في حلمٍ كاذبٍ... كما يحلم العطشان أنه يشرب ثم يستيقظ وإذا هو (منهكٌ) ونفسه مشتهية؟ لماذا تقترب منى بالفم لا بالقلب؟ استيقظ افهم مقاصد الله ولا تكون من الأغبياء، انتبه إلى كلامه. لا تتوانى وتغوص في الشر. لا تقف بعيداً تتعجب من أعمال الرب وتقفل عينيك بإرادتك وتعمل عكس ضميرك. لا تطفئ روحه داخلك. لا تسد أذنك عن سماعه لئلا تقع في سبات وتنام نوم الموت (راجع إش 29).
صدق... انتظر... لكي تشكر وتسبح. صدق افهم فكلما ازددت معرفة روحية وإيمان يزداد فيك الفرح والتسبيح
الرب الذي فدى إبراهيم، يفدى يعقوب الذي اصفر وجهه وخجل من أعمال أولاده الذين صلبوا المسيح. يفديه (المسيح) عندما يرى أولاده عمل يديه يقدسون ويرهبون إله إسرائيل، والضالون بالروح يعلمون الفطنة والمتذمرون يتلقنون التعلم (راجع أش 29: 22 – 24)
هذا أيضاً تم في حياة المرأة السامرية: عمل يديه هو الذي جذبها من وراء الخطية والشر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لتقول له: "ألعلك أعظم من أبينا يعقوب" (يو 4: 12) فتهللت به وقالت: "تعالوا أنظروا إنساناً قال لى كل ما فعلت" (يو 4: 29)
لقد انتظرت السامرية بشوق وحب واحترام لحديثه، وصدقت وآمنت وطلبت منه الماء الحي فصارت متهللة، وتركت جرتها ونادت مسبحة: تعالوا لنسبحه ونشكره. قد وجدت المسيا الذي اشتاقت له البشرية.
وكأنها تُغنى للكرمة المشتهاة مع أبيها إشعياء (إش 5 ، 27) وتقول أيضاً معه: "ويكون في ذلك اليوم أن الرب يدوس قمحه من مجرى النهر إلى وادي مصر، وأنتم تلقطون واحداً واحداً (هو يدوس بصليبه الحقول التي ابيضت للحصاد ليعزل القمح من القش وأنتم تجمعون (الثمر) حبات القمح " في ذلك اليوم يُضرب في بوقٍ عظيمٍ، ويأتي التائهون في أرض أشور والمنفيون في أرض مصر ويسجدون للرب في الجبل المقدس في أورشليم" (إش 27: 13) ومتى ملك الروح علينا والحق ساد بسلطانه فينا ننعم بحياة ملائكية سمائية، ومتى دخل الروح فينا نقوم على أقدامنا كجيش عظيم جداً جداً (حز 37: 10) وتكون النفس البشرية مُرهبة كجيش بألوية. (نش 6: 10)
"يسجدون بالروح والحق؛ لأن الآبَ طالبٌ مثل هؤلاء الساجدين له" (يو 4: 23)
الرب الذي انتشل السامرية وجذبها ورائه من عمق الخطية وصارت طائرة هائمة ورائه،
يجذب أفكاري إليه وكياني ليسكن فيه، روحي لكي تنتعش به وتتعرف عليه، فتشكر وتسبح على ما صنعته يديه وتنظر دائماً إلى عينه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-ibrahim-anba-bola/great-lent/took-me.html
تقصير الرابط:
tak.la/jw88wp8