اشتاقت البشريه لمجئ الله والخلاص وقالت:" ليتك تشق السماء وتنزل" (إش 46: 1) بل اشتاقت للإتحاد به فقالت:" ليتك كأخ لي.. أقودك وأدخل بك بيت أمي" (نش8: 1،2) أي تدخل أعماقي وتدبر حياتي وتملك أفكاري وتكون لي.
فحقق روح الحق أمنية البشريه المتهلله، المسبحه، المشتاقه، "وجعل الأثنين واحدًا" (أف2: 14) السمائيين والأرضيين صارت السماء "كرسي له، والأرض موطئ قدميه" (مت5: 34، 35) فتجسد وجعل هدفه ومهمته المصالحه، هو بادر واقترب من الناس ومن نفس كل واحد ووضع قوانين الوحده بإيمان واحد ومعمودية واحده ورب واحد.. في الخليقة الجديدة:" صالحنا لنفسه وأعطانا خدمه المصالحه.. واضعًا فينا كلمة المصالحه. إذا نسعي كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا" (2كو5: 18 – 21).
وحدة الله مع الناس - وحدة النفس مع الروح - وحدة الشعوب
1 - وحدة الله مع الناس: كراعٍ صالح سعيت في طلب الضال (القداس) " جاء ظافرًا على الجبال" (نش2: 8) يبحث عن الضال "وحمله على منكبيه فرحًا" (لو15: 5).
وكأنه حمل كل البشريه على كتفيه.. ليكون هو رأس ونحن جسده ويُكمل حلمه الذي تاق له: "لنكون واحدًا فيه كما هو واحد في أبيه" (يو 10: 30) وأعلن هذا عندما أخذ خبزًا وكأسًا "وقال هذا جسدي وهذا دمي" (لو22:19،20) في الخبز حبوب كثيره متماسكه ببعض، والعنب المعصور الذائب في بعضه "لكي يخلق الأثنين في نفسه إنسانًا واحدًا" (أف 2: 15) "لقد جعل نفسه ذبيحة اثم ليري نسلًا تطول أيامه" (أف 1: 23).
هلمَّ نصلي بإلحاح كثير: أيها النور الحقيقي أرسل شعاع مجدك وروحك الناري ليعلمنا ويلهب قلوبنا.
2 - وحدة النفس مع الروح: " لأن الروح يشتاق ضد الجسد" (غل5: 17) فوضع عمل ايجابي لوحدة الإنسان مع نفسه قدم دمه، وروحه فاتح ذراعيه.. منتظرًا. وهذا يحتاج إلي: قبول مشيئته.. الإحتماء بقوته.. الجهاد به ومعه.. لكي يفطمنا روحه عن محبة العالم وننمو بالتمتع بالحياة الجديده في المسيح بالصلاه: ترتفع النفس إلي حضرة الثالوث القدوس.
بروحه: يجذبنا كالمغناطيس للأمور الملوكيه وللطبيعه السمائيه والحياة الروحانية.
بالحب: يهب وحدة نحيا معه في السماء.
فإنه وضع فينا: كلمة المصالحه."وروحه الذي يشفع فينا بأنَّات لا ينطق بها" (رو 8: 26) أي بإشتياقات لا يقدر أحد أن يفهم ما ينطق به.. إذ تمارس النفس حديث سري بحب خاص بشركه عميقه بإستناره خاصه.
كعربون من المجد الذي سوف يلحقنا.. عندما نقبل روح التبني، يعلمنا نسبح كما ينبغي.
3 - وحدة الشعوب: في الحياة الجديده في المسيح، نستلم خبرات الروح القدس لننمو يوميًا لننال: "نعمه فوق نعمه" (يو 1: 16) "حتى نبلغ إلي إنسان كامل، إلي قياس قامة ملئ المسيح" (أف 4: 13) هذا الروح يعمل في نفوس المؤمنين كأعضاء الكنيسة لينمو كل عضو خلال علاقه شخصيه عميقه. فهو دائم الحركه بقوه خلال التوبة اليومية.
عرض مستمر: لقد جعل أبواب السماء مفتوحه.. ولكل منَّا بيتًا ومنزلًا خاصًا لنتمتع بحياه جديده فريده في حضن الآب نستقر..
+ لقد جاء ليجمع الأثنين واحدًا: اليهود والأمم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. جاء إلي الشاطئ وأمر تلاميذه أن يدخلوا إلي العمق للصيد فملأوا السفينتين سمكًا احتي أخذتا في الغرق (لو 5: 1 – 12) وكأنه درس لنا فوجود المسيح الدائم في الكنيسة يجمع كل الشعوب الأمم واليهود (لكنيسته).
+ جاء ليفتح أعين اليهود والأمم: وهو خارج من أريحا، "كان أعميان جالسان على الطريق، فسمعا أن يسوع مُجتاز فصرخا وإزداد صراخهما. فوقف وتحنن عليهما ولمس أعينهما" (مت: 19: 24) وكأنه يقول:أني جئت لأفتح أعين كل من يطلب ويحتاج.
+ وكما كان أسباط إسرائيل الإثني عشر من زوجتين الذين ليعقوب، هكذا إسرائيل الجديد يجمع لنفسه أبناء البعيدين والقريبين.
جعل الأثنين واحدًا السمائيين والأرضيين. صعد إلي أعلي السماوات وأرسل.. روح الحق..
+ لقد جاء وولد في بيت لحم وسكن الناصره، وعاش في كفر ناحوم ومكث في السامره يومان، ومكث في أرض مصر أكثر من ثلاثة سنوات، وذهب إلي صور وصيدا.. ليجمع الكل فيه.. ثمَّ صعد وأرسل لنا روح الحق يرشدنا إلي جميع الحق.
يبحث عن المكان الذي فيه المحبة يسكب فيه الروح القدوس السلام والهدوء يبحث روح الحق عن شعبه ليجمعهم للمرعي الحقيقي (كنيسته) "لتكون رعيه واحده لراعي واحد".
(يو 10: 16) يبحث روح الحق عن الفعله المجاهدين ليعمل فيهم وينمو بهم ويتحد معهم، يبحث روح الحق ويدعو ويقول: تصالحوا مع الله (2كو 5: 18) أي أقتربوا منه أنه لم يقول: صالحوا الله.
هو جعل الأثنين واحدًا ويدعونا للمصالحه لكي نكون واحدًا.
"كيف نكون واحدًا":
1 – من ذاب وسط إخوته صار لهم خادمًا وآخر الكل.
2 – يقدر أن يتصالح مع نفسه ويتفاعل من الروح القدس الساكن فيه.
3 – يشبع بوحدة الرب وعمل روح الحق وإرشاده وتعزيته.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-ibrahim-anba-bola/apostles-fast/two-equal-one.html
تقصير الرابط:
tak.la/3gmvm2x