St-Takla.org  >   articles  >   fr-botros-elbaramosy  >   a
 

مكتبة المقالات المسيحية | مقالات قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

مقالات الراهب القمص بطرس البراموسي - تاريخ المقال: 20 إبريل 2019 م.

 136- كيف أقرأ الكتاب المقدس

 

ان أسفار الكتاب المقدس هي كلمة الله الموحى بها من الله، وكلماته هي سراج للشعب المؤمن السالك حسب وصاياه "سراج لرجلي كلامك، ونور لسبيلي" (مز 119: 105). هذا النور يكون مرشدًا لهم في طريق الصلاح والقداسة والسعي نحو الوصول إلى السماء حيث سكنى الأبرار والقديسين.

- وهو سيف الروح في حربهم ضد مكائد ابليس وقواته الشريرة، بل هو الحاوي لكلام الحياة الأبدية.

- لذلك يحتاج كل شخص منا حاجة شديدة لدرسه وفهمه، لذلك قال السيد المسيح بفمه الطاهر "فتشوا الكتب لأنكم تظنون ان لكم فيها حياة أبدية وهي التي تشهد لي" (يو 5: 39) وصاحب القيثار والمزمار والعشرة أوتار يقول "طوبى للرجل الذي م يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس، لكن في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارًا وليلًا" (مز 1: 1-2).

St-Takla.org Image: Jesus Coptic, with the Word of God (The Holy Bible) - Coptic art. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح، مع كلمة الله (الكتاب المقدس) - فن قبطي.

St-Takla.org Image: Jesus Coptic, with the Word of God (The Holy Bible) - Coptic art.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح، مع كلمة الله (الكتاب المقدس) - فن قبطي.

- هذه الكلمات عينها تكون نورًا للهداية، وسيفًا للروح، وينبوعًا للحياة الأبدية.

- لكن على العكس يحذرنا معلمنا بطرس الرسول من فهم هذه الكلمات بمفهوم غريب، أو قراءتها بطريقة غير صحيحة وترسيخها في الذهن بأسلوب مخالف لتفسير الآباء، فتتحول إلى سيي هلاك له بسبب تحريفها وبسبب غموضها وعسر فهمها في قوله "كما في الرسائل كلها أيضًا، متكلمًا فيها عن هذه الأمور، التي فيها أشياء عسرة الفهم، يحرفها غير العلماء وغير الثابتين، كباقي الكتب أيضًا، لهلاك أنفسهم" (2بط 3: 16).

- هذا يوضح ضرورة تفسير هذه الغوامض وحل مشكلاتها حتى لا يكون غموضها سببًا في إهلاك الضعفاء.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

- لذلك لكي أتجنب هذا الفهم الخاطئ، والتفسير غير السليم، وتحريف غير العلماء للكلمات الإلهية يجب مراعاة النقاط التالية في قراءة وتفسير وفهم الكتاب المقدس:

ما يختص بطريقة الوحي نفسه: فكثيرًا ما يتسبب الشك في إغفال حقائق خاصة بطبيعة الوحي وطريقته والغاية منه، وتتلخص هذه الحقائق في الأمور الآتية:

· الكتاب المقدس لم يقصد به أن يكون كتابًا علميًا

- فكثيرًا ما نقرأ فيه أمورًا بحسب ما وصلنا إليه من العلم الحديث في أيامنا هذه، تكون مضادة للقواعد العلمية المعروفة الآن، فنتعثر بسبب لذلك لفكرنا ان الوحي كان يجب ان يكون مطابقًا للحقائق اليومية والمتغيرة باستمرار، ونتخيل أو ننشئ فكر ان هذا التضاد يطعن في صدق الكتاب المقدس وفي حقيقة الوحي به.

- لكن بالفكر العاقل الثاقب نقول ان هذا الفكر أو الرأي مغلوط واتخاذ هذا التضاد بين ما هو موروث ومكتوب وبين ما هو موجود الآن (ما بين التراث والمعاصرة) يكون ذريعة للشك في الكتاب المقدس، ولكن هو ناشئ عن الجهل بالغاية بالوحي الإلهي.

- فالله لم يقصد بكتابه أن يعلم البشر تخطيط الأرض أو الكيمياء أو الطبيعة (العلوم المتعارف عليها)، إنما قصد به أن يعلن لهم فيه كل ما يختص بحياتهم الروحية الأدبية ومصيرهم الأبدي مع إعلان مقاصد الله في البشر ثم تدبيره الأزلي الخاص بفداء السيد المسيح للبشرية وكفارته المخلصة للعالم أجمع "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16).

فإن رأينا فيه أمورًا مناقضة لبعض الحقائق العلمية فلا يعثرنا هذا، بل علينا ان نتذكر اننا لا نطالع كتابًا لتقويم بلاد العالم، أو علم يبحث في طبقات الأرض، بل نحن نقرأ كتابًا خاصًا بالعالم الروحي والحياة الأبدية التي هي مشتهى نفوسنا وإليها نتوق كل لحظة في حياتنا.

- ولنعلم ايها الأحباء ان الحقائق العلمية لم تتضح إلا مع الزمن، وانه على قدر ما نرجع إلى العصور القديمة على قدر ما نجد الجهل بتلك الحقائق واخذها على الصورة المغلوطة.

- وعلى ذلك فكان لا بد من حدوث احد الأمربن: إما أن يرسل الله معلناته واضحة ومطابقة لصورة العصر الذي يحيا فيه كل منا -حسب الحقبة الزمنية التي يحياها كل شخص- وبذلك لا يترك أية علة لرفض معلناته، وإما أن يصيغ رسائله للعالم بالصورة المطابقة للعلم، وبذلك كان يفتح بابًا كبيرًا لا يغلق أبدًا للشك في صدق معلناته وكلماته الإلهية، وبذلك يوجد علة لرفض قبولها.

- وطبعًا ان الله إذ كان كل ما يهمه ان يوصل الحقائق الخاصة بالنواحي الروحية والأدبية، وفي نفس الوقت لا يراه شيئًا مهمًا للحياة الخالدة أم يقف البشر على الحقائق العلمية الصحيحة، فلم نكن ننتظر من الله جل اسمه أن يرى في إيضاح الأمور الغامضة لمن يهتم بحياتهم الأبدية المفاهيم بحسب العصر الذي يعيشون فيه، أو وضع اعلاناته ورؤياه للآباء، وما أوحى اليهم بكتابته بطريقة مطابقة لمفهوم كل عصر، ولكن بقيت أمور غامضة ستتضح فيما بعد لمن يأتوا بعدهم، كما نرى اليوم أن بعض الأمور الغامضة سابقًا تتضح في وقتها المناسب، لأنها إشارات ونبؤات لملئ الأزمنة، فكل شيء يتضح في وقته حسب قوله الإلهي "أجاب يسوع وقال له: لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع ولكنك ستفهم فيما بعد" (يو 13: 6).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/study-bible-b.html

تقصير الرابط:
tak.la/6zb9747