St-Takla.org  >   articles  >   fr-botros-elbaramosy  >   a
 

مكتبة المقالات المسيحية | مقالات قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

مقالات الراهب القمص بطرس البراموسي - تاريخ المقال: 1 يونيو 2019 م.

 137- المنظمون

 

عجبت على اناس تتحول اهدافهم بسرعة إلى النقيض، ويتحول حماسهم إلى غضب، وترتيبهم إلى عبث، واحترامهم إلى عدم مهابة، ونظامهم إلى عدم نظام، و....

- فنحن نرى جميعًا فئة من شبابنا المبارك من كلا الجنسين، قد اخذوا على عاتقهم بذل الجهد والوقت في تنظيم وترتيب بيت الله -الكنيسة بيت الملائكة- وهذا امر في غاية الأهمية، ويجب ان نقدم لهم كل الشكر والاحترام والتقدير على ما بدا منهم من مشاعر طيبة وغيرة حسنة لأجل الترتيب والتنظيم.

- ولكن يدول بذهني بعض كلمات العتاب الذي يحمل محبة قلبية لجميع هؤلاء...

- فالترتيب والتنظيم شيء جميل، بل صفة إلهية اتصف بها الله "ان الله ليس إله تشويش، بل إله سلام، كما في جميع كنائس القديسين" (1كو 14: 33).

St-Takla.org Image: Monument to the Fallen of the Guardia di Finanza (image 12), Largo XXI Aprile street, bronze sculptures by sculptor Amleto Cataldi, 1924 - Various photos from Rome, Italy - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 16, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: نصب تذكاري لمن سقطوا من شرطة المالية (صورة 12)، شارع لارجو 21 إبريل، منحوتات برونزية للنحات أمليتو كاتالدي، 1924 م. - صور متنوعة من روما، إيطاليا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 16 سبتمبر 2014.

St-Takla.org Image: Monument to the Fallen of the Guardia di Finanza (image 12), Largo XXI Aprile street, bronze sculptures by sculptor Amleto Cataldi, 1924 - Various photos from Rome, Italy - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 16, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: نصب تذكاري لمن سقطوا من شرطة المالية (صورة 12)، شارع لارجو 21 إبريل، منحوتات برونزية للنحات أمليتو كاتالدي، 1924 م. - صور متنوعة من روما، إيطاليا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 16 سبتمبر 2014.

- ولكن ما اعتب عليه هو تحول الأهداف السامية الجميلة، والغيرة الحسنة إلى سلوك لا يليق بنا كمسيحيين، ولقد سبق وتكلمت في مقال بعنوان - بصوت متواضع يليق بالمسيحية – فأولاد الله يجب أن يتحلوا بسلوك مميز في الكلام والتصرف ومنطوق الكلمات، والأسلوب، واحتمال الضعفاء والصغيري النفوس، بل يجب ان يتمثلوا بمسيحهم -بقدر الإمكان- الذي قيل عنه "لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته" (مت 12: 19) ولكن ما يصدر منا داخل الكنيسة، بل وفي بعض الأحيان اثناء القداس الإلهي ووجود المسيح الذبيح على المذبح... وهذا يصدر من المصورون الذين انتشروا داخل الهياكل، تحت عنوان نقل القداس لشاشات العرض المعلقة على أعمدة الكنائس، وقد نرى من يقف أمام الكاميرا بيده لاسلكي وفي جيبه تليفون محمول أو اكثر، ويمسك هذا ويتكلم فيه، ويخرج ذلك من جيبه على صوت رنين يحدث صخب وضوضاء ليرد على طالبه من أجل ضبط وضع الكاميرا، ويدخل هذا يخرج الآخر ليرد على مكالمة شخصية له، ثم يأتي صوت فتح خط اللاسلكي بصوته المعروف، ويتكلم من معه على الخط، كل هذا اثناء صلوات الافخارستيا أو صلاة الإكليل، وعليه يترتب أفعال لا تليق بمن يصلون من الأخوة الشمامسة الأفاضل في ضبط مكانهم أمام الكاميرا، وقد يزاحم أحدهم الآخر للظهور، وقد يغضب الآخر بسبب إهمال من يقوم بالتصوير وعجم توجيه الكاميرا له اثناء المرد الذي قام بتلاوته، ويخرج هذا وذاك في حالة خصام وغضب بسبب لا يمكن أت يؤخذ في الإعتبار، لو كانت صلاتنا في هدوء وسكينه وتقوى.

- وقد نجد من يقومون بتنظيم الشعب في الدخول والخروج من الكنيسة وفي جلوسهم وخروجهم، من يعلو صوته على شعبنا المبارك بحجة التنظيم وعدم سماع تعليماتهم، ويكون الصوت العالي والانتهار والحدة والغضب، هما الطابع الغالب على عملية التنظيم، وما يزيد التجاوز تجاوزات أخرى، عندما يكون الأشخاص مختلفين مع بعضهم في بعض الأمور داخل الكنيسة - ولعل القارئ يفهم ما أقصده دون إيضاح اكثر من ذلك – فيزداد الصوت العالي والانتهار وشدة التعليمات... ويكون الموقف معبرًا عن تصفية حسابات قديمة بينهما... وتتحول الكنيسة التي نقول عنها في ذكصولوجية باكر التي نصليها قبل رفع بخور باكر في القداسات [السلام للكنيسة بيت الملائكة] إلى حركات غير لائقة، وأصوات عالية، وانتهار وغضب ومشادات بين هؤلاء المنظمون والمصورون، وبين الشعب البسيط الذي أتى لكي يستمتع بالحضور داخل الكنيسة، ويتمتع بجمال الصلوات وروحانيتها.

- وفي ظل هذا قد ننسى ما قيل "... ببيتك تليق القداسة يا رب إلى طول الأيام" (مز 93: 5).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

- هنا واذكركم بما يقوله الشماس في مرد "قبلوا بعضكم بعضًا" بالقداس الغريغوري يقول [قبلوا بعضكم بعضًا بقبلة مقدسة، يا رب ارحم. يا رب ارحم. يا رب ارحم. نعم يا رب الذي هو يسوع المسيح ابن الله اسمعنا وارحمنا, تقدموا على الرسم، قفوا برعدة وإلى الشرق انظروا. فلنقف حسنًا، فلنقف بتقوى، فلنقف بإتصال. لنقف بسلام. لنقف بخوف الله ورعدة وخشوع أيها الاكليروس وكل الشعب، بطلبة وشكر، بهدوء وسكوت، ارفعوا عيونكم إلى ناحية المشرق لتنظروا المذبح وجسد ودم عمانوئيل إلهنا موضوعين عليه. الملائكة ورؤساء الملائكة قيام، السيرافيم ذو الستة الأجنحة، والشاروبيم الممتلئون أعينًا، يسترون وجوههم من أجل بهاء عظمة مجده غير المنظور ولا منطوق به، يسبحون بصوت واحد صارخين قائلين، قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت، السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقدس].

- فهل هذا التنبيه الشديد يحدث داخلنا اي تغيير من جهة بعض التصرفات التي لا تليق بنا...

- والسؤال الذي يتبادر للأذهان بعد تقديم كل الشكر لهم على تعبهم وغيرتهم وجهدهم المبذول، لماذا نفقد سلوكياتنا المسيحية التي نتميز بها في المجتمع وفي كل مكان في حال اخذ اي مسئولية داخل الكنيسة وخاصة التنظيم والترتيب وباقي الأمور مثلما تكلمنا، ويصبح هؤلاء المنظمون المنوط لهم الحفاظ على النظام والهدوء مصدر للضوضاء والضجيج ومضايقة شعبنا المبارك البسيط الذي يترك كل مشغولياته وضرورياته، ويأتي إلى الكنيسة لكي يتنتع بجمالها وروحانيتها، بل في بعض الأوقات ينصرف البعض من هؤلاء البسطاء وهو مُعثر في الكنيسة ومن بها، وما رآه داخلها، وما فُعل به تحت مظلة الحفاظ على النظام...

- أخي الحبيب وأختي المباركة، إله السماء يبارك في كل خدماتكم وتعبكم ومجهودكم، ولكن لا تنسوا دائمًا قول مخلصنا الصالح "ويل للعالم من العثرات، فلا بد أن تأتي العثرات، ولكن ويل لذلك الانسان الذي به تأتي العثره، خير له..." (مت 18: 8،7).

- وأرجو ان يسامحني كل من يقرأ هذه الكلمات ولا تروق له، أو تتسبب له في أية مضايقة، فأنا لا أقصدك بذاتك أيها الحبيب، ولكنني تكلمت عن ظاهرة بدأت وانتشرت في كنائسنا ويجب علينا جميعًا ان نقف لحظة للتفكير فيها، وتعديل المسار الذي اخذ في الانحراف عن هدفه السليم.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/organizers.html

تقصير الرابط:
tak.la/w2yf5p4