يجب على الخادم أو قل الانسان المسيحي المرتبط بقانونه الروحي اليومي وقراءاته في الكتب المقدسة وسير الآباء والكتب الروحية ان يضع لنفسه نظامًا يوميًا يلتزم به لكي يحقق فائدة روحية، ونمو مستمر ساعيًا بإستمرار نحو الهدف وهو أخذ الجعالة التي هي ملكوت السموات "ألستم تعلمون أن الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون ولكن واحداُ يأخذ الجعالة؟ هكذا اركضوا لكي تنالوا" (1كو 9: 24).
- وهنا أحب ان أنوه ان لكل شخص طريقة يستحسنها في درسه لكلمة الله، ومطالعته لها، فطرق دراسة الكتاب المقدس كثيرة ومتنوعة، فواحد يبحث في موضوع بعينه في كل أسفار الكتاب، وآخر يركز دراسته في سفر معين، وآخر يجمع ما كتب وتنبأ الأنبياء عن قصة الخلاص، وآخر يستحسن موضوعًا آخر وهكذا تختلف الأهداف من الدراسة وجميعها مفيد ونافع.
- أما قراءة الكتاب المقدس فلكي يكون الإنسان ملمًا بكتابه والأحداث الخلاصية المذكورة به وتكون له فيه ذخيرة كافية تعينه في الحياة والتعاملات اليومية ويكون مستعدًا لمجاوبة كل من يسأله كما قال الرسول بطرس "بل قدسوا الرب الإله في قلوبكم، مستعدين دائمًا لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف" (1بط 3: 15) فيستحسن ان يقرأه بحسب ترتيب أسفاره مبتدئًا من أول سفر فيه سائرًا في قراءته بالتتالي دون أن يترك سفرًا أو إصحاحًا (هذا رأي شخصي غير ملزم لأحد، فسبق أن قلت أن كل واحد له طريقة خاصة في البحث والدراسة)، فكل سفر له خطه الخاص وهدفه الخاص المتسبب في كتابته، فلا تقل ان هذا السفر مليء بالأخبار والأرقام أو الحروب أو سفك الدم أو... متذكرًا قول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس "كل الكتاب هو موحى به من الله، نافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر" (2تي 3: 16). ان ما لا نجد فيه تعليمًا أو فهمًا أو فائدة شخصية لنا اليوم، لا بد ان نجد فيه تعاليم مفيدة، ومعاني جديدة، وفهمًا أعمق غدًا عندما نكرر قراءته مرات عديدة قادمة ونتعمق في التأمل فيه.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
- ويحسن للقارئ والدارس ان يطالع العهدين معًا. أي ان يجعل جزءًا من مطالعته اليومية في العهد القديم والجزء الآخر في العهد الجديد.
- ويجدر بنا الإشارة إلى وقت القراءة الأفضل، فمن الأفضل إن كان الوقت سانحًا ان تقرأ الكتاب المقدس قبل بدأك في صلواتك الشخصية اليومية (الأجبية)، لأن في قراءة الأسفار المقدسة تقديس للفكر وتهيئة للحواس والأشواق القلبية، وتجميع للفكر الشارد، والخروج من مشغوليات الحياة ومشاكلها إلى جو روحي عميق قبل ان استرسل في الصلاة... هذا يجمع الذهن ويحميه من الشرود والسرحان في الأمور والأحداث اليومية المتعلقة بكل نواحي الحياة المعيشية والاجتماعية والكنسية... فينسى الانسان هذه الأحداث أو يبعد عن الذهن الأخبار التي تشتت فكره، ويستجمعها أثناء قراءته لبضع أصحاحات حسب نظامه اليومي وبعدها يدخل في العمق الروحي أثناء الصلاة، فيتلذذ بالعشرة الإلهية والتقاءه مع حبيبه أثناء الصلاة ويصرخ عقله وقلبه قائلًا مع عذراء النشيد "أنا لحبيبي وحبيبي لي" (نش 6: 3)، "أنا لحبيبي وإليَّ إشتياقه" (نش 7: 10)...هكذا ندخل إلى عمق كلمة الله، والصلاة وكل الممارسات الروحية، وذلك بالتركيز والبعد عن التشتت بالأمور والأحداث والأخبار التي لا تنتهي أثناء قراءة الكتاب المقدس، فنشعر بكلمته المرسلة لنا التي تمس حياتنا، وتجعلنا نحيا مع إلهنا ومخلصنا الذي اتى لكي يخلصنا من عبودية الشيطان ونشعر بالحياة التي تعمل فينا من خلال كلمته الإلهية فهو القائل "الروح هو الذي يحيي، أما الجسد فلا يفيد شيئًا، الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة" (يو 6: 63).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/study-bible-a.html
تقصير الرابط:
tak.la/5nm3ztg