محتويات:
(إظهار/إخفاء)
1) دور الكاهن في سر
المعمودية
2) دور الكاهن في سرّ
الميرون
3) دور الكاهن
في سرّ التوبة والاعتراف
4) دور الكاهن في
سرّ الإفخارستيا
5) دور الكاهن في سرّ
الزيجة
6) دور الكاهن في سر
مسحة المرضى
7) الكاهن والافتقاد
كل منا يعلم جيدا أن من ضمن الشروط الأساسية لكل سر هو وجود كاهن مُشَرْطَن (أي مرسوم رسامة شرعية) وهذا الكاهن هو الذي يقوم بإتمام باقي الأسرار الستة، ومن هنا وجدت علاقة وثيقة بين الكاهن وإقامة الأسرار، وعن ذلك سوف نتحدث إليك أيها القارئ بإختصار بحسب ما كتبة أباء الكنيسة الأولين...
فتعالي بنا نرى:
عن هذا الدور يتحدث القديس امبروسيوس فيقول [ الذي يعرف قوَّة الأسرار وفاعليتَّها في حياته، لا يقدر أن يرى شخص الكاهن، ولا يشعر بقوَّته ولا بضعفاته، بل يرى ربنا يسوع ذاته العامل فيه.
فمن هو الكاهن، وما هي قوَّة شخصيتَّه أو عظمة مواهبه، وبأي إستحقاق يقدر أن يستدعي الروح القدس ليلد الموعوظ المتقدِّم للمعموديةَّ من الله؟! "الذين وُلدوا ليس من دم، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله" (يو 1: 13).
* لا تنظر إلى إستحقاقات الأشخاص، بل إلى وظيفة الكهنة...
آمن إذن أن الرب يسوع هو الحاضر أثناء صلوات الكاهن... لأنه إن كان قد قال: "لأنَهَّ حَيْثمُاَ اجْتمَعَ اثْناَنِ أوَ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ " (مت 18: 20)، فكم بالأكثر يهبنا حضوره عندما تجتمع الكنيسة (الكهنة) وتتم الأسرار؟!].
* ويقول القديس مارإفرام السرياني [لقد دخلتم إلى قدس الميلاد الجديد (المعموديةَّ)... وجحدتم الشيطان وأعماله والعالم وملذَّاته ومباهجه. شهادتكم لا تحُفظ لكم في قبور الموتى، بل في كتاب الحياة.
لقد نطقتم بهذا في حضرة الملائكة (رجال الكهنوت)، لأنه مكتوب: "لأنَّ شَفتَيَ الْكَاهِنِ تَحْفظَاَنِ مَعْرِفةَ وَمِنْ فمِهِ يَطْلبُوُنَ الشَّرِيعَة لأنَهَّ رَسُولُ رَبِّ الْجُنوُدِ " (مل 2: 7). ليس هناك مجال للخداع أو الريبة، فهو ملاك، إذ يعلن ملكوت المسيح والحياة الأبديةَّ.
ينبغي ألا ننظر إليه من حيث المظهر (كإنسانٍ) بل بحسب وظيفته. تأمُّل فيما أعُطى له، تأمَّل الحياة التي أعطاها لك. تذكر ما هو عمله!
تقول الدسقولية عن ذلك [ هل تستطيع الجبلة أن تختم إنسانًا بختم الروح في سرّ الميرون، لو لم يكن وراء يد الكاهن المنظور يد إلهيةَّ قادرة؟! " وَمَتىَ جَاءَ الْمُعَزِّي الذِّي سَأرْسِلهُ أنَاَ إلِيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الذِّي مِنْ عِنْدِ الآبِ ينَبثَقِ فهوُ يشَهَدُ ليِ " (يو 15: 26).
في الدهن بالميرون يقدس الكاهن جميع أعضاء جسم الطفل المعمد ليغرسة كرمة طاهرة في فردوس الله ولكي يثمر ثمار الروح القدس عندما ينفخ الكاهن في وجهة ويقول له إقبل الروح القدس وكن إناءاً مختاراً
بأية قدرة -مهما كانت قداسة الكاهن أو برِّه- يحلَ المعترف من خطاياه... الأمر الذي هو مِن سلطان الله وحده؟! "فَابْتَدَأَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ يُفَكِّرُونَ قَائِلِينَ «مَنْ هذَا الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟»" (لو 5:21). فلو لم ينفخ الرب في وجوه التلاميذ، قائلًا لهم: "أقْبلَوُا الرُّوحَ الْقدُسَ. مَنْ غَفَرْتُمْ خَطاَياَه تُغْفَرُ لهَ وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطاَياَه أُمْسِكَتْ" (يو 20: 22، 23) لكان التلاميذ وخُلفاؤهم من بعدهم مغتصبين لحق الله إن أعطوا حِلاً لإنسان. مَنْ يتجاسر وينسب لذاته القدرة على إعطاء الحّل من الخطيةَّ لو لم يوُهَب سلطانًا من لله! لهذا يطلب لأجل المعترف، قائلا: "أيها السيدِّ الرب يسوع المسيح... الذي قطع كل رباطات خطايانا من قبِل آلامه المخلصِّة المحيية، الذي نفخ في وجه تلاميذه القدِّيسين ورسله الأطهار قائلاً: اقبلوا الروح القدس... نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشرعن عبدك وضعفي ارزقنا رحمتك وإقطع كل رباطات خطايانا...فعن طريق الكاهن يأخذ المعترف الحِل عن الخطايا التي إعترف بها.
- أبوة الكاهن في التوبة والإعتراف تتضح في تفاعل الكاهن مع المعترف في إيجاد حل لمشاكلة وحِل من خطاياه وإرشاد لنموه الروحي -وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى- والخوف علية من الإنجراف في تيارات العالم المدمرة.
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم [ أما عن تحوُّل الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه اللذين لا تجسر كل قوَّات السماء أن تلمسهما، كيف يحملهما الكاهن على يديه؟!
* حتى الآن المسيح الملاصق لنا الذي أعد المائدة هو بنفسه يقدسها. فإنه ليس إنسان يحول القرابين إلى جسده ودمه، بل المسيح نفسه الذي صُلب عنا. ينطق الكاهن بالكلمات، لكن التقديس يتم بقوة الله ونعمته. بالكلمة التي نطق بها: "هذا هو جسدي" تتقدس القرابين].
* والقديس أمبروسيوس يقول: [المسيح هو بعينه الذي يعلن خلال الكاهن هذا هو جسدي].
* فالكاهن يهيئ الشعب بالصلوات والتعليم والرحلة العميقة في التمتع بصلوات القداس إلي تقديس حواسهم وإلهاب مشاعرهم وإحساسهم بعدم الإستحقاق للتقدم الي القدسات [القدسات للقديسين......]
يتحدث الشيخ الروحاني عن هذا الدور فيقول [ هل في قدرة المخلوق أن يجعل من الفتى والفتاة جسدًا واحدًا في سرّ الزواج؟!
ف الله هو العامل في كل الأسرار الكنسية:
حقًا لا نبي ولا ملاك ولا رئيس ملائكة ولا قوَّة سمائيةَّ أو أرضيةَّ تجسر على أي نصيب من هذه الخدمة الإلهيةَّ. أما الكاهن فما هو إلا أداة. "أَنَا غَرَسْتُ وَأَبُلُّوسُ سَقَى، لكِنَّ اللهَ كَانَ يُنْمِي. إِذًا لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئًا وَلاَ السَّاقِي، بَلِ اللهُ الَّذِي يُنْمِي." (1 كو 3: 6، 7).
فالكاهن إن نظرنا إليه وأحببناه من حيث نواله موهبة الكهنوت رأيناه كبطرس السائر على المياه مثل سيدِّه، وإن فتشَّنا عن إستحقاقاته الشخصيةَّ رأيناه كبطرس أيضًا عندما تحوَّلت عيناه عن الرب إلى الأمواج فبدأ يغرق.
**والكاهن في سر الزيجة يصلي صلوات الإكليل المقدس من أجل تهيئة العروسين لحلول الروح القدس عليهم وجعلهم واحداً ويوصيهم علي لسان الكنيسة أن يحب بعضهم بعضاً كما أحب المسيح الكنيسة ولتكن الهيبة والوقار بينهم ليبارك الرب في كل شيئ في حياتهم ويتعهد برعايتهم والإهتمام بهم وبحياتهم الروحية منذ هذه اللحظة وذلك لولادة كنيسة جديدة يخرج منها الأولاد الصالحين وتفوح منهم رائحة المحبة والصلاة مثل رائحة البخور العطر الذي يتنسمة الله برضي وفرح.
وإن استدعينا كاهنًا في أمراضنا لا نطلب قداسته وبرُّه، بل نؤمن بالذي أمر بسرّ مسحة المرضى، وهو وحده قادر أن يشفينا.
* ويذكر بستان الرهبان قصة تؤكد ذلك، يقول [ في إحدي المرات نظر القدِّيس الأنبا يؤنس (قمص شيهيت) أحد القسوس، وهو رديء السُمعة، آتيًا إلى الكنيسة، والأرواح النجسة محيطة به. فلما وصل هذا القس إلى باب الكنيسة خرج ملاك الرب من الهيكل وبيده سيف من نار، وطرد عنه الأرواح النجسة، فدخل ولبس ثياب الكهنوت وخدم وناول الشعب من الأسرار المقدَّسة. ولما انتهى وخلع عنه ثياب الخدمة، وخرج من الكنيسة، عادت إليه تلك الأرواح وأحاطته كالأول.
هذا ما قاله القدِّيس الأنبا يؤنس للإخوة الرهبان ليعرِّفهم أنه لا فرق في الخدمة بين الكاهن الخاطئ والكاهن البار.
فالكاهن هنا مثل الطبيب الذي يهتم بالمريض وكيف يقدم له العلاج ولكنة علاج مجاني نابع عن الحب والإهتمام وليس للمصالح الشخصية.
ويدهن الكاهن المريض بالزيت لشفائه مع الصلاة المستمرة من أجله ويتابعه أينما وجد، في المنزل أو المستشفي، فهو قلب نابض لا يسكت يهتم بأولادة في كل شيء.
تظهر الأبوة الروحية للكاهن في إفتقادة لرعيته والسؤال عليهم بإستمرار فهو يسأل عن المريض والجريح والمرضوض وأيضا السليم، يضع الكل في قلبه دون تمايز ولا تفريق ولا محاباة وفي إفتقادة يعرف إحتياجات اولاده والمشاكل والعثرات التي تواجههم فيحاول جاهدًا أن يوجد حلولًا للمشاكل وطرقًا للتغلب علي العثرات وهكذا يقترب من أولاده في الجلسات الروحية العائلية، فيشعر الكل بالأبوة والحب ورعاية الكنيسة لهم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/spiritual-fatherhood.html
تقصير الرابط:
tak.la/w9fq75x