St-Takla.org  >   articles  >   fr-botros-elbaramosy  >   a
 

مكتبة المقالات المسيحية | مقالات قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

مقالات الراهب القمص بطرس البراموسي - تاريخ المقال: 1 أكتوبر 2020 م.

 138- النيل حياتنا

 

يعد نهر النيل  شرياناً اساسيًا ومهمًا للغاية لحياتنا في مصرنا الحبيبة فمع كثرة المصادر المائية التي توجد في مصر، من حيث إشرافها على البحر المتوسط، ويحد اراضيها من الناحية الشرقية البحر الأحمر، ولا نغفل النظر عن كمية المياه الجوفية الكثيرة، ولكن كل ذلك لا يعطي الإنسان حياةً، والحيوانات والنباتات احتياجاتها وذلك لزياده ملوحة هذه المياه وما تتسببه من مشاكل زراعية ومؤثرات خطيرة على صحة الإنسان والحيوان ومن هنا اصبح نهر النيل شريانًا حيويًا لحياتنا اليومية في كافة صورها، فهو العطاء المتجدد لشعب مصر ولذلك اسماه القدماء المصريين الإله "حابي"، اي اله "العطاء" فهو يعطي الإنسان والحيوان والنبات الحياة اليومية المتجددة.

فالحياة هبة من الله القدير لكل مخلوقاته، ومن خلال خليقته الأخرى "البحار والأنهار" يجدد هذه الحياة كل دقيقة، وساعة، ويوم.

St-Takla.org Image: A large ship - from The River Nile, Cairo, Egypt - October 2011 - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org. صورة في موقع الأنبا تكلا: سفينة ضخمة - من صور نهر النيل، القاهرة، مصر - أكتوبر 2011 - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org Image: A large ship - from The River Nile, Cairo, Egypt - October 2011 - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org.

صورة في موقع الأنبا تكلا: سفينة ضخمة - من صور نهر النيل، القاهرة، مصر - أكتوبر 2011 - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

فمن منا يقدر أن يعيش بدون الماء، وكذلك باقي الكائنات الحية، فمن المعلوم عند الجميع أن أكبر نسبة من مكونات الدم هي الماء، وأعلي نسبة من مكونات الخلايا النباتية "البرانشيمية" هي الماء، وكل النباتات والحيوانات تحتاج إلي المياه العذبة، بغض النظر عن النسبة القليلة منهما التي تستطيع تحمل الملوحة العالية، ولكن يكون ذلك لفترة محدودة سرعان ما تتدهور بعد ذلك.

هكذا الإنسان لا يقدر العيش دون مياه عذبة ونقية. فمن يمتلك مائه يمتلك حريته وكرامته.

ومن يملك الماء فهو أغني وأرقي ممن يطفو فوق أنهار من المواد البترولية والثروات المعدنية.

فالمال يعطي الرفاهيه، وقد يعطي سعادة زائفه ومؤقته، ولكن الماء يعطي الحياة، وهذا ما تعجز الأموال والثروات عن إعطاءه.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

من هنا أصبحت كل نقطة من ماء النيل تمثل حياة لكائن حي [انسان، حيوان، نبات].

فمن يريد أن يحيا حياة كريمة دون إهانة أو وقوع تحت سيطرة أي قوي خارجية شريرة تريد تدميرنا، عليه أن يحافظ على موارده المائية، وعلي وجه الخصوص مياه النيل العذبة.

وكما قال القدماء والحدثاء "مصر هبة النيل"، فهي مقوله حياتيه معاشه، فالنيل هو مصدر حياتنا بكل صورها.

فالصحراء تُهجر ولا يكون بها مجتمعات عمرانية إلا في حال توافر مصدر المياه العزبة...وإذا لم يتوفر ذلك تصعب المعيشة وتترك صحراء جرداء، بعيدة كل البعد عن مظاهر الحياة الآدمية والحيوانية.

فالمياه تعطي الحياة للإنسان، والإنسان يستخدم المياه في إعطاء الحياة للنبات بالري، وللحيوان بالسقي، والنباتات هي التي تصبح مصدراً لرعي الحيوانات وحياتها، والحيوانات والنباتات هي مصدر حياة الإنسان مع الماء، ومنه تصبح المياه العزبة هي مصدر الحياة لكل الكائنات، وهذة النعمة أعطاها الله لنا من خلال سريان نهر النيل في وسط أراضي مصرنا الحبيبة.

فعلينا كشعب مبارك كما قال الوحي الإلهي "مبارك شعبي مصر"(إشعياء19: 25) أن نحافظ علي كل قطرة من أمواهه المعطاة لنا كهبه من الله العلي، ونحسن إستخدامها وتوظيفها في مكانها الصحيح، ونبتعد عن كل ما يسيئ لهذا النهر العريق من إلقاء ملوثات بيئية به، وإهدار في ماءه بطرق غير مظبوطه، وذلك لأنك فيما تُهدر قطرة ماء فأنت تحرم كائناً  حياً من التمتع بها في مستلزمات حياته، أو توصلها له ملوثه مليئة بالمسببات المرضية الخطيرة.

لذا وجب علينا جميعاً دون استثناء المحافظة على ماء النيل من الإسراف والتلويث، والأكثر من ذلك هو الصلاة من أجله، ومن أجعل أن ينعم الله علينا بوفرة المياه، ويحمينا من أخطار الجدب والعطش، وليتعهدنا الله القدير بمراحمه التي لا تحصي ولا تزول.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/river-nile.html

تقصير الرابط:
tak.la/np6g722