St-Takla.org  >   articles  >   fr-botros-elbaramosy  >   a
 

مكتبة المقالات المسيحية | مقالات قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

مقالات الراهب القمص بطرس البراموسي - تاريخ المقال: 25 أكتوبر 2020 م.

 141- ضوابط لتفادي العين الشريرة

 

علينا ان ندرك خطورة النظرات الشريرة واضرارها التي تحدثها في النفس، ولذلك وجب علينا وضع عدة ضوابط لتفادي اضرار هذه النظرة ولعل أهمها:

1- ضبط النظرة حتى لا تكون نظرة شريرة:

يجب ان يحترس كل منا حتى لا تكون له عين شريرة... فلا نشتهي ولا نحسد ولا نسمح لعيوننا ان تنظر نظرة نجسة، ولكن نعيش أمناء لمبدأ أيوب الصديق الذي قال في وقتًا ما "عهدًا قطعت لعيني ان لا اتطلع إلى عذراء" (أي 31: 1).

ولعلنا نذكر القصة الرهبانية الشهيرة التي تحكي ان راهبًا تعود ان إذا مرت علي إمرأة ونظرت إليه طأطأ هو رأسه ونظر إلى الأرض، ولما قالت له لماذا لا تنظر إليّ أجابها قائلًا ولماذا تنظرين انت لي، فقالت له لأني منك قد اخذت، فعاد ونظر إلى الأرض وأجابها بهدوء [أما أنا فإني أخذت من التراب ولهذا أنظر إلى التراب].

فالنظرة الشريرة لا يأتي من ورائها سلام ولا شبع، ولكن الذي يتبعها هو حسد، كراهية، أفكار رديئة، ومقت للآخرين، وتذمر على الأحوال الشخصية وأحلام تكدر صفو النوم الهادئ وكثير من ذلك...

 

St-Takla.org Image: Eye retina: blue eye, with eyelids and eyelashes. صورة في موقع الأنبا تكلا: شبكية العين: عين زرقاء، مع جفون ورموش.

St-Takla.org Image: Eye retina: blue eye, with eyelids and eyelashes.

صورة في موقع الأنبا تكلا: شبكية العين: عين زرقاء، مع جفون ورموش.

2- أن لا نعثر الآخرين:

وذلك تطبيق لقول السيد المسيح "فلا بد أن تأتي العثرات ولكن ويل لذلك الانسان الذي به تأتي العثرة، فخير له ان يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر" (مت 18: 7،6).

ولنعلم جميعًا ان الذين يعيشون في ملء التقوى لا تعثرهم هذه المظاهر العالمية لمشغولية ذهنهم وحواسهم بما هو أفضل وأجمل من ذلك، وهذا يؤثر على الضعفاء، ويجب علينا ان نراعي الجميع، فكلنا مختلفون في حياتنا الروحية وجهادنا ضد شهواتنا وعلاقتنا الخفية بالله، ولذلك وجب على الكل ان يراعي الكل ولا يكون سببًا في عثرة آخر ان كان بالنظر أو السمع أو الكلام.

 

3- عدم الاستهانه بالعين

يجب علينا ان لا نستهين بعثرة الآخرين، ملقين بالتبعية عليهم وعلى نظرتهم الشريرة وعلى ضعف حياتهم الروحية، وعدم نقاء فكرهم ونظرهم، وصب الويلات فوق رؤوسهم ونحن نبرئ أنفسنا من هذا الجرم أو هذا السبب.

فكل منا يلوم نقسه ويبتعد عن ملامة الآخر، لأننا أصبحنا عكس ذلك، الانسان منا يفعل الخطأ المعثر ولا يلوم نفسه، بل يلوم الآخر الضعيف، وكأني اقدم وجبة في ظاهرها شهية محببة للنظر والتذوق، ولكن داخلها أضع السم القاتل، وأقول معاتبًا من أكل وتسمم بها، كيف يأكل دون ان يحاول المحافظة على نفسه، ولماذا أكل كان بإمكانه أن يرفض الأكل، فالجائع يا أخي الحبيب يأكل ما يوجد أمامه دون تمييز، فيجب عليك انت ان تقدم المفيد وليس الضار. ان تتحكم في سلوكياتك وليس ردود فعل الآخرين، تظهر للمجتمع ما هو يمجد اسم مسحك الذي عليه تُدعى وتحسب وليس إلقاء الملامة على من أعثر وتعثر فيك وبسببك.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

علينا جميعًا مسئولية أخلاقية امام انفسنا ومام اقربائنا واولادنا واصدقائنا، وأمام مجتمعنا ككل...

ابدء بنفسك واعمل الصلاح وكن شمعة مضيئة في وسط عالم مظلم...

كن بادئ بنفسك ولا تنتظر بدء الآخرين، كن متحكمًا في سلوكك ومظهرك وكلامك وكل تصرفاتك ولا تسرع في إدانة واتهام الآخرين بالإنحلال وعدم التحكم في المشاعر والحواس.

كن قويًا في تقديم ما هو يمجد إلهك، ولا تدن الضعيف وتستصغره في نظرك، وتُحقره أمام الآخرين.

اجعل سلوكك وحياتك وحكايتك نبراسًا وقوه صالحه لكل من يراك ليتعلم منك الفضيلة ولا تكون سببًا في عثرته وتعبه الروحي والجسدي.

وليعيننا الرب جميعًا على ضبط سلوكنا وحياتنا وجهادنا ضد الخطية إلى النفس الأخير حتى يكون لنا نصيبًا وميراثًا مع كافة قديسيه.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/evil-eye-c.html

تقصير الرابط:
tak.la/2h27vc2