بحسب ما أوضحه القاموس عن معنى الأخلاقيات هي "أدب التعامل مع الجيد والسيئ" ومن المسلم به ان هذا التعريف يحتاج إلى أكثر ايضاح بسبب وجود بعض الاستخدامات غير الأدبية وأيضًا الأدبية للصفتين "جيد، سيئ".
- ومع هذا يبقى هذا التعريف محتفظًا بالقدر الكافي من الدقة، لنقطة انطلاق للحث على ملاحظة ان الأخلاقيات هي جزء لا يتجزأ من اللاهوت المسيحي ومن مجهوده الدفاعي "أي جزء اللاهوت الدفاعي أيضًا".
- وحسب ما كتب هنري سدجوك (1838-1900) Henry Sidgwick فيلسوف الأخلاقيات الشهير بجامعة كامبردج، أكد التميز الذي تتحلى به الأخلاقيات المسيحية المبنية على الإيمان بالله، وذلك ضمن كتابه المنتشر على نطاق واسع “Outlines of the history of ethics"،"ملخص تاريخ الأخلاقيات" (1886م).
- وفيه لاحظ كيف ان المسيحية بثت داخل العالم اليوناني والروماني وعياُ أخلاقيًا جديدًا ليس في مجال السلوك وحسب بل أيضًا وبشكل جوهري اكثر في "مفهومها للأخلاق كالقانون الإيجابي لمجموعة ثيوقراطية عندها نظام مكتوب مفروض عليها بموجب إعلان إلهي، ومصادق عليه بموجب مواعيد وتهديدات إلهية واضحة".
- ومن المفيد هنا التمييز بين الأخلاق الشخصية والأخلاق بين الأشخاص، والأخلاق الاجتماعية.
- فالأخلاق الشخصية تركز على الشخص الأدبي، على خلقه ودوافعه، على انضباطه، وعلى استعداده الداخلي للتغيير للأفضل وعلى حسن استجابته لوسائط النعمة وتمتعه بها.
- في المقابل ان الاخلاق بين الأشخاص تعني بموقف الفرد وبسلوكه نحو جيرانه الأقرب إليه والمحتاجين إلى اهتمامه بهم على صعيد مباشر وشخصي.
- أخيرًا الأخلاق الاجتماعية هي التي تتخصص في العلاقات القائمة على مستوى الوجود البشري، لا سيما على المؤسسات الرئيسية التي أوجدها الله وهي [العائلة، الكنيسة، الدولة].
- في أيامنا هذه يربط الكثير بين التشكيك والأخلاقيات ونستطيع ان نقول ان التشكيك في الأخلاقيات اي انكار امكانية صياغة اي حقائق مجرده للإلتزام الأخلاقي محور هذا منتشر انتشارًا واسع النطاق بين كاقة الطبقات المجتمعية والكنسية [المخدومين وليس اتكلم عن القادة].
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
- هنا أريد ان اتكلم قليلًا عن الاخلاق والمسيحية المبنية على الإيمان بالله:
ما الذي يوصل التصرفات السليمة سليمة؟ كل فلسفة دنيوية أو نظرة خالية من الإيمان بالله، كما نرى، تميل إلى التشكيك.
- أساس أخلاقنا المسيحية المتعارف عليها في المجتمع بل والتي يريدنا بها المجتمع هي مبنية على الأساس الراسخ الذي وضعه السيد المسيح نفسه والآباء الرسل “مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ” (اف 2: 20). وعلى أساس هذا البناء وهذا الحجر تكون كل سلوكياتنا وأخلاقيتنا المسيحية، وتعاملتنا اليومية التي تقدم للمجتمع كله. المجتمع يطلب منا المثاليات والأمانه والصدق والمحبة والتسامح والوداعة والهدوء والسلام ومحبة الغريب والقريب والعدو.
كل هذه الأمور يتطلبها منا المجتمع المفتقر إليها، لأنها من أساسيات الأخلاقيات المسيحية، فالسيد المسيح رئيس خلاصنا قال "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 5: 16). اعطانا القدوة والمثال وقال لنا بصيغة التمني "فليضئ" فهو يتمنى ان نضئ مثل المصابيح المنيرة، لكي يظهر وينتشر هذا النور فيبدد الظلام.
- ان الأخلاقيات المسيحية المطلوبة منا قد يفتقر لها العالم ولكنه يتمنى ان يراها فينا، وهذا واجب علينا ان نظهر أمام العالم أخلاقيات حسنة وفعالة.
- انت تسلك بالأمانة فيتعلم منك صديقك المجاور لك هذه الأمانة.
- انت تنطق بالصدق فيكتسيها منك زميلك في العمل والدراسة.
- انت تمجد الله في حياتك الأسرية وترعى زوجتك وأولادك حق الرعاية فيقلدك فيها صديقك.
- انت توفي حق الله وحق الدولة من عشور وضرائب فلا يتهرب منها من هو قريب لك.
- انت تقف وتصلي وتصوم من اجل خلاص نفسك واسرتك وكنيستك وبلدك، فيروا أعمالكم الحسنة، فيمجدوا أباكم الذي في السموات.
- انت تحافظ على سلامة وامان ونظافة بيتك ووطنك فيكتسبها منك من هو على غير ذلك.
وهكذا تظهر الأخلاقيات المسيحية في الحياة المعاشة اليومية وليس في كلمات ومواعظ ومقالات فيعقوب الرسول قال "لكن يقول قائل: انت لك إيمان، وانا لي أعمال" أرني ايمانك بدون اعمالك، وانا أريك بأعمالي إيماني" (يع 2: 18).
- فلنظهر يا أحبائي إيماننا بأخلاقياتنا المسيحية الحسنة ليرى الجميع فينا صورة المسيح النقية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/moralism.html
تقصير الرابط:
tak.la/2czf4d3