غير معروف على وجه التحديد العديد من
التفاصيل عن هذا القديس.. ولكن التاريخ يؤكِّد
أنه كان موجودًا في بابليون (مصر القديمة) في
زمان
البطريرك الأنبا إبرآم السرياني (975-979م)،
وفي عهد الخليفة المعز لدير الله الفاطمي،
أول حكام الدولة الفاطمية في مصر.
وكانت حرفته هي دباغة الجلود، ومعها
صناعة الأحذية وخلافه..
وهناك قصة مشهورة عنه، أنه في أحد الأيام
جاءت إليه امرأة لتصلح حِذائها، وكانت هذه
المرأة جميلة الصورة، فبينما هي تخلع
حِذائها، انكشف ساقاها، فنظرت عيناه إليهما
بشهوة. ففي الحال ضرب المِخراز في إحدى عينيه
فأفرغها، تنفيذًا لوصية الرب: "إن كانت
عينك اليُمنى تعثرك، فاقلعها، وألقها عنك..
لأنه خيرٌ لك أن يهلك أحد أعضائك، ولا يُلقى
جسدك كله في جهنم." (مت28:5،29)
لقد نَفَّذ الوصية حرفيًّا ببساطة.. ولكن
الكنيسة لا تسمح بهذا ولا تُعَلِّم به.. إنما
هو تصرف بحرية وبساطة، فسامحته الكنيسة.
لقد كان القديس سمعان الخراز زاهِدًا
متقشِّفًا، ظهر هذا من ثنايا حديثه مع الآب
البطريرك الأنبا إبرآم حينما سأله عن حياته..
وإنه من المؤكَّد أنه كان رجل صلاة عجيب.. وكان
يقوم بخدمة الشيوخ والمرضى ويوصل لهم الماء
كل يوم.. وكان يوزع الخبز والطعام يوميًا على
المحتاجين في المنطقة..
وكان القديس مُتواضِعًا للغاية، وذا إيمان
قوي جدًا..
كان المُعِز لدين الله الفاطمي رجلًا
مُحِبًّا لمجالس الأدب، والمباحثات الدينية..
وكان هناك رجلًا يهوديًّا متعصبًا، اعتنق
الإسلام لينال منصبه، وكان اسمه "يعقوب بن
كلس". وكان مبغضًا للمسيحيين، خاصة "قزمان
بن مينا الشهير بأبو اليمن".
وفي يوم من الأيام أرسل الخليفة للأب البطريرك ليحدد موعدًا ليُحاجِج اليهود أمامه.. فاصطحب معه الأنبا ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين (بالصعيد).. فبدأ الأسقف باتهام اليهود بالجهل! وأفحم اليهودي باستشهتاده بالآية القائلة: "الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبه. أما إسرائيل فلا يعرف! شعبي لا يفهم!" (إش3:1).
وكان من أثر ذلك أن تضايق الوزير بن كلس
للغاية، وأخذ هو ورفيقه موسى في التفتيش في
الإنجيل عن أي آية ترد له اعتباره.. فوجد "لو
كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون
لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا
يكون شيء غير ممكن لديكم." (مت 20:17)
فأسرع وأراها للخليفة، وطلب منه أن يجعل
النصارى يثبتون صحة هذا الكلام.. فأعجب
الخليفة بالفكرة، وخاصة أنه فكَّر في إزاحة
الجبل الجاثم شرق المدينة الجديدة (القاهرة)،
أما إذا عجز النصارى عن تنفيذ هذا الكلام،
فهذا دليل على بُطلان دينهم، ومن ثم تحتم
إزالة هذا الدين!!
فأرسل الخليفة
للبابا وخيَّرهُ ما بين تنفيذ
الوصية، أو اعتناق الدين الإسلامي، أو ترك
البلاد، أو الموت! فطلب
البابا من الخليفة
ثلاثة أيام، ونادى بصوم واعتكاف إلى جميع
الشعب.. وفي فجر اليوم الثالث ظهرت السيدة
العذراء
للبابا، وأرشدته بأن يخرج، والرجل
الحامل الجرة الذي سيراه هو الذي سيتمم
المعجزة على يديه..
وبالفعل خرج وقابل القديس سمعان، وتحدَّث
معه، عن حياته وروحياته، وسبب فقده لعينه..
إلخ. فقال القديس
للبابا أن يصلي مع الشعب كيرياليسون 400 مرة ويصلي صلاة القداس وهم
يحملون الأناجيل والصلبان والشموع.. وهو سيقف
معهم خلف
البابا كواحد من الشعب
-ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في
موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار
والتاريخ وأقوال الآباء- وبعد ذلك يجب
على
البابا بالسجود مع الكهنة، ويرشم الجبل
بعلامة الصليب المقدسة.. وسيرى مجد الله..
وبالفعل تم كل هذا بالضبط.. وبعد رفع يد
البابا يده ورسم علامة الصليب المقدسة، إذ
بزلزلة عظيمة تحدث، ومع كل قيام من سجدة يرتفع
الجبل، ومع كل سجدة يندك الجبل وتظهر الشمس من
تحته وهو يتحرك..
وانزاحت الغُمة، ولكن القديس سمعان الخراز هرب من المجد الباطل.. إلى ساعة موته، وظهور جسده في مصر بعد ذلك..
بركة صلواته تكون مع جميعنا، ولربنا المجد الدائم إلى الأبد، آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/Saints/Saint-Simon_.html
تقصير الرابط:
tak.la/942sxv4