الرسالة البابوية في عيد القيامة المجيد - إبريل 2011

ابنائى الاحباء فى المهجر، اكليروسا وشعبا

اهنئكم بعيد القيامة المجيد، راجيًا من الرب ان يعيده عليكم كل عام بالخير والبركة، وبعد :

تميزت قيامة السيد المسيح بقوة عجيبة: فهو الوحيد الذى انتصر على الموت بذاته. وفى قيامته داس الموت، وقام بقوة لاهوته. وايضا بقوته خرج من القبر المغلق الذى عليه حجر عظيم، دون ان يراه احد. وبنفس القوة دخل العلية على تلاميذه وابوابها مغلقة. وبعد ان قضى معهم اربعين يومًا يحدثهم عن ملكوت الله، صعد الى السموات بقوة عظيمة، ضد كل قوانين الجاذبية الأرضية، هى قوة لاهوته طبعًا .

لذلك قال عنه القديس بولس الرسول فى رسالته الى فيليبى "لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 3: 10).

ولهذا ايضا كنا نسبحه طوال اسبوع الالام معترفين بقوته وقائلين له :

لك تكون القوة (ثوك تى تى جوم)..

وربنا يسوع المسيح الذى قام فى قوة وصعد فى قوة، منحنا أيضا قوة. فبدأت الكنيسة تاريخها فى قوة حينما حل الروح القدس على التلاميذ الاطهار. ويقول الكتاب "بقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة المسيح. وقوة عظيمة كانت على جميعهم"، ونص الآية بالتشكيل من موقع الأنبا تكلاهيمانوت هذا هي: "وَبِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ كَانَ الرُّسُلُ يُؤَدُّونَ الشَّهَادَةَ بِقِيَامَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ، وَنِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ كَانَتْ عَلَى جَمِيعِهِمْ" (سفر أعمال الرسل 4: 33).

واستمرت القوة فى حياة الكنيسة، فبقوة عظيمة استطاع مارجرجس ان يمزق منشور الإمبراطور. بل ان الشهداء جميعا استقبلوا الموت بقوة. وما كانوا يخافونه. بل كانوا يرددون عبارة: "لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا." (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 1: 23).

لذلك يا ابنائى واخوتى الاحباء، كونوا دائما أقوياء. واعنى ان تكون لكم القوة الروحية التى تهزمون بها الشيطان وكل قوة العدو، وكل محاربات الذات، وكل الرغبات الشريرة. وفى انتصاركم لا تنسبوا ذلك الى قوتكم الشخصية، إنما الى قوة الله العاملة فيكم، الآن وكل أوان .

اخيرا كونوا بخير، محاللين من الروح القدس، وصلوا عنى.