حتى الذين أغلقوا أبوابهم في وجهه، صبر عليهم حتى خلصهم.
كان في محبته وفي طول أناته، لا ييأس من أحد...
جاء يعطي الرجاء لكل أحد، ويفتح باب الخلاص أمام الكل... يعطي الرجاء حتى للأيدي المسترخية وللركب المخلعة (عب12: 12).
"قصبه مرضوضة لا يقصف. وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (مت12: 20).
إنه جاء ليخلص، يخلص الكل. وكل هؤلاء مرضي وضعفاء وخطاة ومحتاجون إليه. وهو قد قال:
"لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضي ما جئت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة" (مر2: 17). من أجل هذا، لم يجد المسيح غضاضة أن يحضر ولائم الخطاة والعشارين ويجالسهم ويأكل معهم ويجتذبهم إليه بالحب. ويقول للمرأة التي ضبطت في ذات الفعل: "وأنا أيضًا لا أدينك" (يو8: 11) لأنه ما جاء ليدينها بل ليخلصها.
وهكذا قيل عنه إنه "محب للعشارين والخطاة" (مت11: 19).
بل إنه جعل أحد هؤلاء العشارين رسولًا من الاثني عشر (متى). واجتذب زكا رئيس العشارين للتوبة وزاره ليخلصه هو وأهل بيته وقال: "اليوم حدث خلاص لأهل هذا البيت إذ هو أيضًا ابن لإبراهيم" (لو19: 9). فتذمروا عليه قائلين: "إنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ " ولكنه كان يطلب ويخلص ما قد هلك.
إنه لم يحتقر الخطاة مطلقًا، فالاحتقار لا يخلصهم!
إنما يخلصهم الحب والاهتمام، والرعاية والافتقاد، والعلاج المناسب.
العالم كله كان في أيام المسيح "قصبه مرضوضة وفتيلة مدخنة. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فهل لو العالم فسد وهلك، يتخلى عنه الرب؟! كلا، بل يخلصه. هل لو فقد العالم صوابه، يحتقره الرب؟! كلا، بل يعيده إلى صوابه.
حتى الذين قالوا أصلبه اصلبه، قدم لهم الخلاص أيضًا.
وقال للآب وهو على الصليب: "يا أبتاه أغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون" (لو23: 34). ولماذا قال: "أغفر لهم"؟ لأنه جاء يطلب ويخلص ما قد هلك. ولهذا فتح الفردوس أمام اللص المصلوب معه...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/65gax4n