إنه يعرفها، حتى دون أن نطلب، ودون أن نصلي. وكما يقول الإنجيل المقدس "أبوكم السماوي يعرف أنكم تحتاجون إلي هذه كلها". لهذا هو يوفي كل احتياجاتنا، غير منتظر منا أن نطلبها في الصلاة ثم يقدمها لنا. ومن أجل هذا السبب، يجب أن نرتفع عن مستوي الطلبات المادية، مركزين قلوبنا في الروحيات، لأن هذه الماديات يقدمها الله كأب دون أن نطلب. بل أنه أكثر من هذه يشرق بشمسه علي الأبرار والأشرار، ويمطر علي الصالحين والطالحين، ويشبع كل حي من رضاه، دون طلب.
إنه يوفي حاجات أولاده كجزء من عمل رعايته كأب.
لهذا ما كان القديسون يهتمون بأن يطلبوا شيئًا من أمثال هذه الاحتياجات إنما كانت صلواتهم هي تفرغ للتمتع بمحبة هذا الأب.. هنا ونرى أمامنا حقيقة لا شك فيها، وهي:
إن أبوة الله لنا، تدل علي رأفته وحنانه.
ولهذا يقول داود النبي في المزمور "كما يترأف الأب علي البنين، هكذا يترأف الرب علي خائفيه. لأنه يعرف جبلتنا، يذكر أننا تراب نحن" (مز 103: 13). إنه يعرف ضعفنا. ويشفق علي ضعفاتنا كأب.. وهو لا يريد لنا ذلة العبيد، إنما عواطف الأبناء نحو أبيهم. "نحبه لأنه هو أحبنا أولًا" (1يو 4: 19). إذن عبارة أب، تدل علي الحب العميق الكائن في قلب الله من نحو البشر،هو لا يريد أن يعاملهم كعبيد إنما كأبناء. وقد قال بصراحة في الإنجيل المقدس "لا أعود أسميكم عبيدًا، بل أحباء" (يو 15: 14، 15).
نحن الأرضيين ندعوك أنت يا أبانا الذي في السموات..
من سمائك، أنظر إلينا كأولادك. علمنا طرقك وفهمنا سبلك. قدنا في الطريق الذي تراه، وامنحنا القوة علي المسير، وامنحنا صورتك يكفي أن نقف عند عبارة يا أبانا، حتى دون أن نطلب شيئًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). يكفي أن يكون لنا أب مثلك، هو خالق السماء والأرض، وهو الحب غير المحدود وغير المدرك.
يكفي أن نقول يا أبانا وأنت تعرف الباقي أيها العارف بالخفيات والظاهرات..
كل واحد منا، هو كابن لجأ في تعبه إلي أبيه، وألقي بنفسه في أحضانه، وقال له "يا أبي".. وأبوه يدرك تمامًا ما يحتاجه هذا الابن، ولا يسأله كثيرًا ماذا تطلب.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/wppmb68