أنت يا أبي ولدتني في محبتك. ولولا محبتك ما دعوتني ابنًا.
لولا محبتك التي أقامت المسكين من التراب، ورفعت البائس من المزبلة، ليجلس مع رؤساء شعبك، ومع الملائكة ورؤساء الملائكة، لولا هذه المحبة ما كنت شيئًا. هوذا القديس يوحنا الحبيب يقول "أنظروا أية محببة أعطانا الآب، حتى ندعي أولاد الله؟!" (1 يو 3: 1).
وعندما أقول أبانا لست فقط اذكر محبتك، بل تواضعك أيضًا.
كيف أن الله يتخذ له أبناء من التراب والرماد، بل من هذا المزدرى وغير الموجود (1 كو 1: 28) ليكونوا له شعبًا ويحملون اسمه..! إنك يا رب بهذا التواضع، أدخلتنا معك في أسرة واحدة فيها أب هو الله، وأبناء هم البشر. وكل البشر الأتقياء هم أبناء الله. إذا ذكرت أنك ابن الله، فالمفروض أنك علي صورة الله.. فهل أنت علي صورة الله..؟ هل أنت شبيه له؟ المفروض في الابن أن يكون محبًا لأبيه مطيعًا.. فهل أنت محب مطيع لله؟ هل كل من يراك يقول.. حقًا أنه ابن الله؟ هل يجد الناس فيك صورة الله وصفاته.. يجدون فيك وداعة المسيح وتواضعه وسماحته وحنوه وحكمته وعلمه..؟ هل يجدون فيك صورة المسيح الذي هو أبرع جمالًا من بني البشر؟ هل يشع وجهك بالطهر والقداسة والسلام والهدوء، تلك الصفات الإلهية الموجودة في الكتاب؟ هل أنت وسيلة تعبر بها عن الحياة المسيحية وعمقها؟ هذا هو المطلوب.. لا تظنوا أن البنوة لنا فقط. إن لها حقوقًا وعليها واجبات. فعندما تقول.. يا أبانا أنت حقًا أبي.. هل يقول الله. هل أنت حقًا ابني؟
علي أن هذه الأبوة منه، لا بُد أن تقابلها مشاعر من ناحيتنا:
أنت يا رب تقدم الحب والحنو. الإنسان لا بُد أن يقابل الحب بالحب، ويقابل أبوتك بالهيبة والتوقير والطاعة.. ويسلك كما يليق بالدعوة التي دعي إليها (أف 4: 1).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/2a3xb9d