أما إن كنت ترى نفسك بارًا على الرغم من كل ذلك وخوف عليك من سقوط فاسمح لي هنا أن أقدم لك نصيحة أخرى وهي:
6 - تذكر عمل النعمة معك:-
أنت قائم لم تسقط، لأنك قوي، وغنما لأن النعمة هي التي تسندك..
لذلك لا تفتخر باطلًا بقوتك لأنه لو تخلت النعمة عنك، لشابهت باقي الساقطين، ولا فرق!.. وكما يقول المزمور: "إن لم يحفظ الرب فباطلًا سهر الحارس" (مز127).
إذا وجدت نفسك قد نجوت من هجمات الشيطان، تغنى بمعونة الرب لك، وقل:
"لولا أن الرب كان معنا.. لابتلعونا ونحن أحياء، عند سخط غضبهم علينا" (مز 124)..
أنت مجرد أداة في يد الله، عمل بها الرب خيرًا. فلماذا تركز على الأداة وليس على اليد التي عملت بها.
لماذا تنسي عمل النعمة فيك، وتنسب عمل الله إلى نفسك؟
قل لنفسك باستمرار: أنا، من أنا؟! أنا لا شيء.. حفنة تراب ورماد! كتلة من الضعف والخطأ إن تخلت النعمة عني، لا أصبح شيئًا على الإطلاق. وهوذا السيد المسيح قد قال لنا: "بدوني لا تقدرون أن تعلموا أن تعلموا شيئًا" (يو15: 5)..
لذلك قل: أنا أخشى أنه بسب الكبرياء، تتخلى عني النعمة. وحينئذ أسقط، وانكشف أمام الناس، على حقيقتي الضعيفة..
لأنه إن كنت في كل مرة يعمل الله فيك، تنسب الفخر إلى نفسك، وتنسي عمل الله! وتقبل مديح الناس لك، دون أن توجه هذا المجد إلى الله... (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لا مانع إذن من أن يتركك الله إلى نفسك لتعمل وحدها، حتى ترينا قوتها التي تفتخر بها، والتي تقبل المديح من الناس..! وإن حدث هذا فلابد أنك ستسقط، لأنك بدونه لا تستطيع شيئًا.. (يو15: 5).
لذلك إن أردت الاحتفاظ بعمل النعمة فيك، لا تمدح نفسك، ولا تقبل مديحًا من آخرين..
ولست أقصد بعدم قبول المديح أنك ترفض سماعه.. فقد لا تستطيع هذا وربما إن رفضت، يزداد الناس مديحًا لك، وهكذا تأتي بنتيجة عكسية. إنما أقصد أنك لا تقبل المديح في داخل قلبك، ولا ترضي به، ولا تصدقه، ولا تلتذ به..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/bfjm4h4