إن كان الإنسان الأول قد أنهزم في حرب الذات، واشتهي أن يصير مثل الله (تك3: 5) فإن السيد المسيح الذي بارك طبيعتنا فيه، صحح هذه النقطة. وكيف كان ذلك؟ يقول عنه الرسول إنه:
"أخلى ذاته. وأخذ شكل العبد صائرً في شِبْه الناس" (في2: 7).
وعاش على الأرض فقيرًا، ليس له أين يسند رأسه (لو9: 58) بلا وظيفة رسمية في المجتمع. وتنازل عن كرامته." ظلم. أما هو فتذلل ولم يفتح فاه.. وأحصي مع إثمه" (أش53: 7، 12) ولم يدافع عن نفسه...
أنكر ذاته مكن أجلنا. ووضع ذاته لكي يرفعنها نحن. ووقف كمذنب لكي نتبرر نحن. ذاته لم يضعها أمامه بل وضعنا نحن..
ومع أن معمودية يوحنا كانت للتوبة ولم يكن السيد محتاجًا إلى توبة، وبالتالي ما كان محتاجًا إلى معمودية، إلا أنه من أجلنا تقدم إلى العماد. وفي نكران للذات قال لعبده يوحنا: "اسمح الآن" (مت3: 15).
إن إخلاء المسيح لذاته موضوع واسع، ليس الآن مجاله. يمكن أن تقرأ عنه مقالًا طويلًا في كتابنا تأملات في الميلاد هنا في موقع الأنبا تكلا في الصفحات الأولى منه..
نتابع الآن عناصر إنكار الذات: بذل الذات.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/c4hcq55