الشيطان يشن على العالم الآن حربًا فكرية، يريد بها أن يقدم مبادئ جديدة ومفاهيم جديدة، تخدم أعراضه التي يريدها.
وفى هذه الرب يحاول أن يهدم القيم والتقاليد، وكل المسلمات.
يشكك الناس فيها كلها. ويتهم كل من يتمسك بالتقاليد القديمة، بأنه رجعي أو متخلف، أو "دقة قديمة "غير متحضر!! كما لو كان القديم سبة ينبغي التخلص منها!
إنها ثورة من الشيطان على القيم، وعلى العقائد أيضًا.
يريد الشيطان أن يكون تيارًا عامًا خاطئًا، كل من لا يسلك بمفاهيمه، يهاجمه المجتمع ويتهكم عليه! حتى أصبح كثير من المسلمات موضع جدل ونقاش! ما هي الفضيلة؟ وما هو الدين؟ وما هو الدين؟ وما هي الحقوق وما هي الواجبات؟ بل ما هي العلاقة بين الأب وابنه في مفهوم الحرية؟
لقد أعطى الشيطان في حيلنا مفهومًا منحرفًا للحرية...
أراد في هذا المفهوم أن يقنع الإنسان بأنه حر يفعل ما يشاء، ويعتنق ما يشاء من أفكار أو عقائد، وينشرها، بلا أي قيد على الإطلاق، مهما كانت آراؤه أو معتقداته أو تصرفاته خاطئة، ومهما كانت خطرة على المجتمع...! والمعروف أن الحرية المطلقة لا يوافق عليها أحد...
فالإنسان له أن يمارس حريته، بحيث لا يعتدي على حريات وحقوق الآخرين، وبحيث لا يسئ إلى المجتمع، ولا يحطم ما فيه من قيم وأخلاقيات.
أما أن يمارس حرية بلا شروط ولا تحفظات، فإن الحرية حينئذ ستكون مجالًا للإباحية والاستهتار، ومجالاُ للانحراف الفكري، دون ضابط! وإن كان الله قد منح الإنسان حرية، فإنه وضع له إلى جوار هذه الحرية وصايا ينفذها. كما أن الله سيحاسب الإنسان على مدى استخدامه لهذه الحرية، ويعاقبه إن كان قد أساء بها إلى نفسه أو إلى غيره.
والحرية المطلقة التي يدعو إليها الشيطان، لها أخطار سلوكية وعقائدية:
فالأخطار السلوكية نذكر كمثال لها الحرية التي أراد أن يسلك بها الهيبز hippies والبيتلز beatles وبعض الوجوديين الملحدين. بحيث لا مانع من أن يسيروا عراة في الطريق العام، أو أن يمارسوا الجنس بلا خجل، ويخدشوا حياء المجتمع...! ومثال لهذه الأخطاء أيضًا كل المناهج الإباحية، وكل العثرات التي يصادفها المجتمع، وتدفعه دفعًا إلى الفساد، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. ولا مانع عند الشيطان من ذلك، باسم الحرية. وفي الواقع هذا خداع. فهناك مفهوم سليم للحرية من الناحية الروحية...
فالحرية الحقيقية هي أن يتحرر الإنسان من الداخل، من الأخطاء:
يتحرر من الشهوات والرغبات الخاطئة، ومن العادات المسيطرة عليه التي تفقده حرية إرادته. أما إن حقق الإنسان رغباته ونزواته بكل ما فيها من انحراف، واستمر مستعبدًا لها، خاضعًا للجسد وللمادة التي تقوده، فماذا ستكون النتيجة إذن؟!
حتمًا إن العالم المستعبد لنزواته سيصل إلى كراهية الله الذي يقف ضد هذه النزوات. وهذه هي خطة الشيطان الماكرة!
أن يسعى إلى أن يكره الناس الله، ويعتبرونه عدوًا لهم، لأنه يضيع حرياتهم، ويلغى وجودهم، ويقف ضد رغباتهم...! وبدلًا من أن يصححوا رغباتهم ويصيروا أنقياء، فإنهم يتمسكون بهذه الرغبات ويعادون الله بسببها!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/nzmjk7b