لا يناقش أحد في محبة الله لنا، وفي أهمية محبتنا له. ولكن الشيطان قد يقدم مفهومًا خاطئًا لهذه المحبة. بحيث أنه يمكن للإنسان أن يخطئ كما يشاء، معتمدًا على محبة الله ورحمته ومغفرته، ومعتمدًا على الخلاص الذي قدمه على الصليب!
وكأن محبة الله تقود إلى الاستهتار وإلى التراخي!
حاشا، فإن الكتاب يقول "أم تستهين بغني لُطفه وإمهاله وطول أناته، غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة. ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب، تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب..." (رو2: 4، 5). ويقول أيضًا "هوذا لطف الله وصرامته. أما الصرامة فعلي الذين سقطوا. وأما اللطف فلك إن ثبت في اللطف، وإلا فأنت أيضًا ستقطع" (رو11: 22)
إن الشيطان يقدم محبة الله، بأسلوب يضيع مخافته!
ويستغل إلى أبعد الاستغلال -بتفسير خاطئ- قول القديس يوحنا "لا خوف في المحبة. بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج" (1يو4: 18). وهكذا يحاول أن ينزع مخافة الله من قلوب الناس باسم المحبة، بينما الكتاب يقول "رأس الحكمة مخافة الرب" (مز111: 10). هنا وأستأذنكم في طبع كتاب لي عن (مخافة الله)، وعلاقة هذه المخافة بالمحبة. كنت قد جهزته منذ أكثر من عام، وأعلنت عنه، ثم أرجأت طبعه. وفي صميمي أري نشره لازمًا، لأن كثيرين يستغلون محبة الله استغلالًا خاطئًا يبعدون به عن الحرص الروحي، وربما يقعون به في اللامبالاة. وكل هذا من حيل الشياطين!!
حقًا إن الله محب جدًا وغفور، ولكنه أيضًا عادل وقدوس.
وإن كان الله غير محدود في محبته، فهو أيضًا غير محدود في عدله، وغير محدود في قداسته. وقداسة الله لا تقبل الخطية. وعدله يعاقب عليها...
هذا من جهة محبة الله لنا. وماذا عن محبتنا نحن الله؟
الشيطان يصور محبتنا لله، كمجرد مشاعر، لا أكثر!
بينما محبتنا لله هي في مفهومها السليم، المحبة العملية "لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق" (1يو3: 18). ومن يحب الله، لا يخالفه، لا يعصاه، لا يفعل ما يغضبه. ولذلك ارتبطت محبتنا لله بطاعته وحفظ وصاياه. والرب قد قال "عن حفظتم وصاياي، تثبتون في محبتي" (يو15: 10)، "إن أحبني أحد يحفظ كلامي" (يو14: 23)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. وقد قال القديس يوحنا الحبيب "هذه هي محبة الله، أن نحفظ وصاياه" (1يو5: 3). ومحبتنا لله، معناها أننا لا نحب العالم وكل شهواته. لأن الكتاب يقول "إن أحب أحد العالم، فليست فيه محبة الآب" (1يو2: 15). ويقول أيضًا "محبة العالم عداوة لله" (يع4: 4).
فلا يخدعنك الشيطان ويقول لك: يكفي أن تحب الله، وافعل ما تشاء!
ويقصد تفعل ما تشاء من الأخطاء أو التقصيرات! إن هذا فكر شيطاني، يقصد به أنك لا تلوم نفسك على أخطائك، وبالتالي تبقي فيها غير شاعر بأهميتها! كما أنه يصور المحبة بمفهوم خاطئ، كأنها مجرد مشاعر، بلا عمل يدل عليها. وهو بهذا يهز القيم الروحية في نظرك...
حيلة أخري من حيل الشياطين هي:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/zyq4cqk