إن الشيطان يريد بكل جهده أن يمنعك عن العمل الروحي.
إما إن وجدك مصرًا على العمل، فإنه يدعوك إلى التأجيل.
يقول لك: لماذا الإسراع؟ الأمر في يدنا نستطيع أن نعمله في أي وقت. ربما التريث يعطينا فكرة لفحص الأمر أكثر، أو لاختيار أسهل السبل الموصلة إليه، أو يعطينا مزيدًا من الاقتناع.. على أية الحالات عندنا بعض أمور هامة في أيدينا، ننتهي منها أولًا. ثم نأتي إلى هذا الموضوع.
والمقصود بالتأجيل هو إضاعة الحماس للعمل، أو إضاعة الفرصة، أو ترك الموضوع فترة لعلك تنساها، أو يحدث ما يغطي عليه...
كأن تأتيك مشغولية كبيرة نأخذ كل اهتمامك ووقتك، أو يحدث حادث يعطلك، أو تحدث عوائق معينة تضع صعوبات أمامك في التنفيذ، أو يلقي الشيطان في طريقك بخطية تفتر بها حرارتك الروحية، فلا تنفذ ما كنت قد نويت عليه وأجلته...
نتذكر أن الابن الضال لما أتاه الشعور أن يقوم ليذهب إلى أبيه، قام فعلًا وذهب (لو15: 18، 20). ولو أنه أجل، ما كنا نضمن كيف تنتهي قصته.
ومن أمثلة مضار التأجيل ما حدث لفيلكس الوالي والملك أغريباس:
بينما كان القديس بولس الرسول يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون، ارتعب فيلكس وقال للقديس بولس "أما الآن فأذهب. ومتى حصل لي وقت أستدعيك" (أع24: 25). وبالتأجيل ضاع التأثر الذي كان عند فيلكس هذا. ولم يحصل له وقت، ولم يستعد بولس.
كذلك أغريباس الملك، بينما كان القديس بولس يترافع أمامه، قال له: أتؤمن أيها الملك أغريباس بالأنبياء؟ أنا أعلم أنك تؤمن. فقال أغريباس لبولس "بقليل تقنعني أن أصير مسيحيًا"، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. وبالتأجيل، لم يحصل أغريباس على هذا القليل ليقتنع ولم يذكر الكتاب أنه آمن.
ربما إحدى زيارات النعمة تدعوك، فإن أجلب ضاع تأثيرها.
إن فرصة في يدك، والحماس في قلبك، فأعمل عمل الرب ولا تتهاون ولا تؤجل، لأن التأجيل بما يكون خطوة إلى الإلغاء. والشيطان يقصد به ذلك. إنه لا يريد أن يمنعك في صراحة. ولكنه في لباقة يمنعك فعلًا... بالتأجيل. فاحترس منه.
لا تؤجل التوبة، ولا الصلاة، ولا عمل الخير جملة.
والكتاب يقول "لا تمنع الخير عن أهله، حين يكون في طاقة يدك أن تفعله. لا تقل لصاحبك: أرجع فأعطيك غدًا، وموجود عنك" (أم3: 27، 28).
هذا عن عمل الخير من نحو الغير. كذلك من نحو نفسك. فكلما يتكلم روح الله في داخلك، لا تؤجل الاستجابة لندائه. فالرسول يقول أكثر من مرة "إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم" (عب3: 7، 15).
إذن التأجيل لون من ألوان قساوة القلب.
والشيطان يدعوك إلى هذه القساوة، فيما يدعوك إلى التأجيل، أو هو يجعلك تعتاد قساوة القلب لتستمر بعيدًا عن الله.
ومن ضمن الوسائل التي يقدمها الشيطان كسبب للتأجيل: المشغولية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/8b93573