يقول الكتاب "الكل أمر تحت السموات وقت" (جا3: 1). فإذا استخدمت الفضائل في غير وقتها وفي غير موضعها، ربما تأتى بنتيجة عكسية، ولا تخدم الغرض الروحي. وهذا بعض ما يقدمه الشيطان ضمن حيله الكثيرة.
ففي وقت التوبة، حينما يلزم الانسحاق، يقدم فضيلة الفرح.
ويورد كل الآيات الخاصة بالفرح، حتى يضيع الندم والانسحاق والدموع، كل هذه الأمور اللازمة لحفظ التوبة. وفي نفس الوقت يخفى الآيات الأخرى مثل "طوبى للحزانى الآن، لأنهم يتعزون" (متى 5: 4).
وفى منهجه هذا، يستخدم طريق الآية الواحدة...
وقد رفض السيد المسيح هذا المنهج. فعندما قال له الشيطان على الجبل "... لأنه مكتوب..." أجابه الرب "مكتوب أيضًا..." (متى 4: 6، 7). وهكذا أرانا أن منهج الآية الواحدة الذي يستخدمه الشيطان، لا يمكن أن يوصل إلى حقيقة روحية سليمة، طالما هناك آيات أخرى توضح الموضع.
وقد يستخدم الشيطان آيات كثيرة في اتجاه واحد يخدم غرضه.
إنه يذكر الآيات الخاصة بالرحمة، حينما يلزم الحزم وتلزم العقوبة. ويذكر الآيات الخاصة بالعقوبة حينما يلزم العفو والحنو والرحمة. ويحاول أن يقنع الإنسان بالصمت، ويورد نصوصًا عديدة من الكتاب، مستخدمًا إياها في الوقف الذي يجب فيه الكلام. كذلك يورد آيات عن فائدة الكلام وأهميته، في الوقت الذي يحسن فيه الصمت...
كذلك يورد للإنسان آيات لا تناسبه، وهي خاصة بغيره.
فهناك آيات خاصة بالرسل ورجال الكهنوت، لا تنطبق على العلمانيين، يقدمها لشخص عادى كما لو كانت تخصه هو... مثل قول المسيح لتلاميذه الاثني عشر "لا تدعوا لكم أبًا على الأرض..." (متى 23: 9)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. ومثال ذلك أيضًا ذلك الشخص العنيف الذي كلما كان يرى شخصًا مخطئًا، كان ينهال عليه ضربًا!! وذلك لأن الشيطان وضع في أذنيه الآية التي تقول "في أوقات الغدوات كنت أقتل جميع خطاة الأرض، لأبيد من مدينة الرب جميع فاعلي الإثم" (مز 101: 8). من حيل الشيطان أيضًا في محاربة البشر:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/z69n6nw