6- والإنسان الوديع يكون دائمًا بشوشًا مبتسمًا، لا يعبس في وجه أحد.
لا يقطب جبينه ولا نظراته، ولا يتجهم. ولا يستقر عليه أبدًا روح الغضب أو الضيق له ابتسامة حلوة محببة إلى الناس، وملامح مريحة لكل من يتأملها. ولا تسمح له طبيعته الهادئة أن يزجر ويوبخ، وأن يشتد ويحتد. بل هو بطبيعته إنسان هادئ. وكلامه لين ولطيف، وبخاصة إن كان من الخدام أو من رجال الدين.
إن قوانين الكنيسة وتعاليم الآباء تطلب من رجال الدين أن يكونوا بشوشين، يتصفون بالحلم والسماحة غير مخاصمين (1 تي 3: 3). وكذلك سير الآباء تقدم لنا أمثلة كثيرة للوجه السمح المحب والمحبوب. فرجل الدين الذي في ملامحه سلام، يمكنه أن يمنح الناس سلامًا. أما المتجهم دائمًا فإنه يخيفهم من الدين نفسه.
7- الإنسان الوديع يتمتع بسلام داخلي. فهو لا ينزعج ولا يضطرب، ولا يتسجَّس مهما كانت الأسباب الخارجية.
قد يكون البحر هائجًا والأمواج مرتفعة، والسفينة تضطرب في البحر ذات اليمين وذات اليسار. أما الصخرة الثابتة في البحر فإنها لا تضطرب. والجنادل التي في البحر لا تهتز، مهما كان عنف الأمواج...
كذلك الوديع: هو كالصخرة أو الجندل، لا يتزعزع مهما كانت الظروف. بل في هدوء يسلم الأمر لله ولا يضطرب. يقول مع داود النبي في المزمور: "إن يحاربني جيش، فلن يخاف قلبي. وإن قام عليَّ قتال، ففي هذا أنا مطمئن" (مز 27: 3).
يقول مار اسحق "من السهل عليك أن تحرك أحد الجبال من موضعه. وليس سهلًا أن تحرك الإنسان الوديع عن هدوئه".
8- ومهما عومل الوديع، لا يتذمر ولا يتضجر، ولا يشكو.
بل غالبًا ما يلتمس العذر لغيره، ويبرر في ذهنه مسلكه، ولا يظن فيه سوءًا، وكأن شيئًا لم يحدث! ولا يتحدث عن إساءة الناس إليه، ولا يحزن بسبب ذلك في قلبه. فإن تأثر لذلك أو غضب، سرعان ما يزول تأثره ويصفو. ولا يمكن أن يتحول حزنه إلى حقد...
9- وقد يثور البعض عليه، ويوجه إليه اتهامات أو إهانات. فلا يحتد. ولا ينتقم لنفسه، ولا يقاوم الشر (مت 5: 39).
بل قد يصمت في هدوء ويبتسم في وجه من يثور عليه ابتسامة بريئة، وكأنه ليس هنا! ما يجعل الثائر عليه يخجل من إهاناته له!
هذا الإنسان الوديع، له أحيانًا طبع الطفل الهادئ المبتسم.
10- الإنسان الوديع بعيد عن الغضب، حليم واسع الصدر.
إنه لا يغضب بسرعة، ولا ببطء. ولا ينفعل الانفعالات الشديدة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ولا تراه أبدًا ثائرًا ولا عصبيًا. بل ملامحه هادئة. وكما أنه لا يغضب، فإنه لا يتسبب في غضب أحد. وإن غضب منه أحد، فإن له "الجواب اللين الذي يصرف الغضب" (أم 15: 1).
لذلك فهو إنسان طويل البال، وكثير الاحتمال.
وإذ "له صورة الله" (تك 1: 26، 27)، فهو مثله يحتمل الخطاة الذين يخطئون إليه، ويطيل أناته عليهم، ويعيش في سلام.
الوديع يتميز بأنه إنسان بطيء الغضب.
كما قال معلمنا القديس يعقوب الرسول "ليكن كل إنسان مسرعًا إلى الاستماع، مُبطئًا في التكلم، مُبطئًا في الغضب. لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع 1: 9). وما أكثر ما قيل عن إلهنا الوديع: ‘إنه "بطيء الغضب" (يون 4: 2)، وإنه "طويل الروح كثير الرحمة" (مز 103: 8).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/s84tzsv