الفصل الرابع:
ها قد عرفت في الفصل السابق نتائج الخطية وما يمكن أن تحطمه في داخل النفس البشرية حيث تفقد صورتها وبساطتها ونقاوتها وتورثها الخوف والقلق والعذاب والخزي والهوان، وبقي أن تأخذ فكرة عن عقوبة الخطية...
ينبغي أن نعرف جيدًا أن الله كما أنه رحيم ولا حدود لرحمته، كذلك هو أيضًا عادل ولا حدود لعدله...
وكما أنه شفوق يغفر الخطية، كذلك هو قدوس يكره الخطية.
غير أن البعض -للأسف الشديد- يستغل مراحم الله استغلالًا رديئًا يقوده إلى الاستهتار وإلى الخطية، معتمدًا اعتمادًا زائفًا على مراحم الله!!
مثل هذا يخطئ كما يريد، وإن وبخته يقول لك "إن الله رحيم... وحنون... وطيب... لا يصنع معنا حسب خطايانا، ولا يجازينا حسب آثامنا...! الذي غفر للمرأة الزانية يغفر لي، والذي غفر لزكا العشار يغفر لي أنا أيضًا... والذي غفر لأوغسطينوس يغفر لي ويسامحني... والذي قبل إليه مريم القبطية وموسى الأسود، يقبلني أنا أيضًا معهم"!!
يقول هذا، وينسى التوبة العجيبة العميقة التي كانت لأولئك القديسين، والتي بسببها قبلهم الرب إليه. تلك التوبة التي كانت حدًا فاصلًا في حياتهم، وتغييرًا كليًا لسيرتهم، فلم يرجعوا إلى الخطية مرة أخرى مطلقًا، بل كانوا كل يوم يزدادون في النعمة وينمون في محبة الله... ولم تكن رحمه الله لهم مجالًا للاستهتار أو للاستمرار في الخطية، حاشا...
ينبغي أن نفهم عدل الله ورحمته فهمًا سليمًا يقودنا إلى التوبة. وفي هذا المجال ما أجمل أن نورد ما ذكره القديس بولس الرسول عن لطف الله وصرامته"...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/9d7jmm4