لا يوجد بيت نال شهرة أكثر من بيت مارمرقس: فيه أكل السيد المسيح الفصح مع تلاميذه الأطهار، وفيه غسل أرجلهم، وفيه أعطاهم عهده جسده ودمه الأقدسين. وفيه اختفى قبيل القيامة. وفيه حل الروح القدس على التلاميذ وتكلموا بألسنة. كما كان هذا البيت العظيم هو أول كنيسة مسيحية في العالم. وإحدى قاعاته هي علية صهيون المشهورة..
وكما تورد هذه الحقائق جميعًا، كل مراجعنا القبطية التاريخية، كذلك تؤكدها كتب الكاثوليك والبروتستانت وكافة الطوائف الأخرى.
ومن الشهادات على هذا ما ذكره الأب بول دورليان شينو في كتابه (قديسو مصر) حيث قال: إن مرقس عرف باسم ابن مريم [جارة ومضيفة المسيح] وإن [بيت مريم حيث أحتفل بالفصح الأخير (15) كان على جبل صهيون على صخرة كبيرة].
ومن الشهادات الواضحة ما سجله الكاردينال بارونيوس (من أشهر علماء الكاثوليك في القرن 16) حيث قال عن بيت مارمرقس إنه: [كان محط رحال المسيح وتلاميذه: ففيه أكل الفصح معهم، وفيه اختفوا بعد موته، وفى علية منه حل عليهم الروح القدس. وقد كان هذا البيت أول كنيسة مسيحية] (16)
وهذه الحقيقة عينها يذكرها ثيئودسيوس من كتاب القرن السادس في كتابه عن الأرض المقدسة الذي نشره Gildemeister وأسمه:
De Situ Terrae Sanctae (43 p. 20).
وقالت دائرة المعارف البريطانية (17) أن بيت مارمرقس كان مركزًا للحياة المسيحية في أورشليم.
ولأن السيد المسيح صنع الفصح في بيت مارمرقس، لذلك أجمع العلماء على أن مارمرقس كان هو الرجل حامل جرة الماء الذي عناه الرب بقوله لتلميذيه: (اذهبا إلى المدينة، فيلاقيكما إنسان حامل جرة ماء. اتبعاه. وحيثما يدخل فقولا لرب البيت: إن المعلم يقول أين المنزل حيث آكل الفصح مع تلاميذي. فهو يريكما علية كبيرة مفروشة معدة) (مر 14: 13 15؛ لو 22: 10 12).
وقد أشار إلى هذا الأمر الكسندر من كتاب القرن السادس في كتابه Landrtio Barnabaoe 13 p. 440.
هذه العلية التي في بيت مرقس، هي التي كان يجتمع فيها تلاميذ الرب (يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم أم يسوع ومع إخوته) وهى التي قصدها الكتاب بقوله: (ولما دخلوا صعدوا العلية التي كانوا يقيمون فيها..) (أع 1: 13، 14).
وفى هذه العلية حيث كانوا مجتمعين، حل عليهم الروح القدس (أع 2: 1 4) (وملأ كل البيت).. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). (وامتلأ الجميع من الروح القدس، وابتدأوا يتكلمون بألسنة..) وبالتالي يكون هذا البيت المقدس قد هد بدء قيام الكنيسة الأولى..
لذلك ليس عجيبًا أن يكرس هذا البيت للرب ويصبح أول كنيسة. وهكذا عندما خرج بطرس من السجن بواسطة الملاك، لجأ إلى هذا البيت مباشرة. وكما يقول عنه الكتاب: (جاء وهو متنبه إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس، حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلون) (أع 12: 12) (18)
هذه البيئة الروحية العجيبة؛ أي إنسان تقدمه لخدمة الرب؟! إنسان ينشأ في حضن هذه الأم القديسة، ووسط أقارب من رسل المسي، وفى هذا البيت الذي دخله الرب، وقدم فيه جسده ودمه، والذي ملأه الروح القدس..
أي إنسان تقدمه هذه البيئة سوى ناظر الإله مارمرقس الإنجيلي، الذي انضم إلى تلمذة الرب، وصار من خاصته، وأختاره الرب ضمن تلاميذه السبعين..
_______________
15 - Les Saints d,Egypte, p. 496.
16- فرنسيس العتر: مجلة الصخرة سنة 1951 ص 118 كتاب (التاريخ المنسي لفلاديمير جيته ج 1 ص 258، ص 259 مختصر تاريخ الأمة القبطية (سليم سليمان فرنسيس العتر) ص 274.
17 - Encyc. Brit. 11th ed.: Mark.
18- ملاحظة: من جهة مصير هذا البيت أنظر الفصل الأخير من هذا الكتاب.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/2pphcz2