(فحين يرى الدم على العتبة العليا والقائمتين، يعبر الرب عن الباب ولا يدع المهلك يدخل بيوتكم ليضرب).
يستغل المعترضون هذه الآية ويقولون إن الذين كانوا يحتمون داخل الأبواب الملطخة بالدم، كانوا يشعرون بكامل الآمان والاطمئنان مهما كانت حالتهم الشخصية، ومهما كان تقصيرهم وإثمهم..
لأن خلاصهم كان يعتمد على الدم، دم خروف الفصح الذي يرمز للمسيح. ولم يكن خلاصهم يعتمد إطلاقًا على أعمالهم. ويقولون إنه يجب أن نكون في ملء الثقة بدم المسيح، ناظرين إلى استحقاقات الدم، وليس إلى أعمالنا.
ونحن لا ننكر أن الخلاص قد تم بدم المسيح وحده، وإن كفارة دم المسيح غير المحدودة كافية لبعث الاطمئنان في النفس. ولكن ثقتنا بدم المسيح، ليس معناها أن نحيا في الخطيئة، أو أن نقصر في أي عمل صالح، مدعين بأن خلاصنا يتوقف على الدم وليس على برنا وطهارتنا.
وفى مثال خروف الفصح والأبواب المرشوشة بالدم نرى ملاحظة هامة جدًا توضح الموقف توضيحًا الموقف توضيحا سليمًا من ناحية الرمز. ذلك أن خروف الفصح كان يؤكل على فطير (خر 12: 8) وكان لا بُد من نزع كل خميرة في المحلة لمدة سبعة أيام.
وهكذا قال الكتاب (سبعة أيام تأكل فطيرًا، وفي اليوم السابع عيد للرب، فطير يؤكل السبعة أيام، ولا يرى عندك مختمر، ولا يرى عندك خميرة في جميع تخومك) (خر 13: 6، 7).
وقد شدد الرب تشديدًا كبيرًا على عزل الخمير من البيوت، مع توقيع عقوبة القطع على كل من يأكل مختمرًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فقال (سبعة أيام تأكلون فطيرًا. اليوم الأول تعزلون الخمير من بيوتكم. فان كل من أكل خميرًا من اليوم الأول في اليوم السابع، تقطع تلك النفس من إسرائيل) (خر 12: 15).
وعاد فشدد على هذه النقطة مرة أخرى فقال (تأكلون فطيرًا.. سبعة أيام لا يوجد خمير في بيوتكم. فان كل من أكل مختمرًا، تقطع تلك النفس من جماعة إسرائيل، الغريب مع مولود الأرض. لا تأكلوا شيئًا مختمرًا. في جميع مساكنكم تأكلون فطيرًا) (خر 12: 18-20).
فما هي الحكمة في كل ذا؟ وإلى أي شيء ترمز؟ إن أي باحث في الكتاب المقدس يرى جيدًا أن الخمير يرمز إلى الشر والخطيئة، وأن الفطير يرمز إلى البر والطهارة.
وقد أوضح بولس الرسول هذا الأمر وضوحًا كاملًا حينما قال (إذن نقوا منكم الخميرة العتيقة، لكي تكونوا عجينًا جديدًا كما أنتم فطير. لأن فصحنا أيضًا قد ذبح لأجلنا. إذن لنعيد ليس بخميرة عتيقة، ولا بخميرة الشر والخبث، بل بفطير الإخلاص والحق) (1 كو 5: 7، 8).
وهكذا تتضح أمامنا الصورة: الباب من الخارج مرشوش بالدم، ومن الداخل قد نزع الخمير، والكل يأكل فطيرًا. إن دم المسيح لا يمكن أن يكون تصريحًا لنا بأكل الخمير والشخص الذي يفلت بواسطة الدم من سيف المهلك، يمكن مع هذا الخلاص الأول أن تقطع نفسه من الجماعة إذا أكل خميرًا. وهكذا يفقد خلاص الدم عن طريق أكله من الخبز المختمر.
كم من أناس خلصوا من الخطيئة الأصلية بدم المسيح، ونجوا من سيف المهلك. ثم بعد ذلك فقدوا هذا الخلاص، وقطعوا من جسم الكنيسة، لأنهم أكلوا مختمرًا، أولئك (الذين نهايتهم الهلاك، الذين إلههم في بطنهم، ومجدهم في خزيهم، الذين يفتكرون في الأرضيات) (فى 3: 19).
هل بعد هذا تجرؤ أن تقول إنني أنام مطمئنًا داخل الأبواب المرشوشة بالدم، مهما كانت سيرتي؟! أقول لك: كلا، إن كان يوجد خمير داخل أبوابك، فلا يمكن أن تنام مطمئنًا (إن كل من يأكل مختمرًا، تقطع تلك النفس من شعبها).
لذلك نقوا منكم الخميرة العتيقة. وعيدوا بفطير الإخلاص والحق. إن سبعة أيام الفطير ترمز إلى العمر كله الذي ينبغي أن يكون طاهرًا. لأن السبعة عدد يرمز إلى الكمال. وطالما تعيش أيها الأخ داخل الأبواب المرشوشة بالدم، احترس طول حياتك أن تعزل الخمير عن بيتك، لأن الحكم واضح.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4846rs4