ويقول البعض (ما علاقة الخلاص بسلوك الإنسان؟ إن المسألة مسألة إيمان، وليست مسألة سلوك أو أعمال صالحة)!! لذلك سنبين هنا أهمية السلوك وحفظ الوصايا.
* يقول يوحنا الرسول: (إن قلنا أن لنا شركة معه، وسلكنا في الظلمة، نكذب ولسنا نعمل الحق ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور، فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية) (1 يو 1: 6، 7).
إذن سلوكنا في النور له نتيجتان، هما الشركة والتطهير.
سلوكنا في النور، يجعل لنا شركة مع الرب ومع بعضنا البعض. بعكس سلوكنا في الظلمة، فأنه يعطل شركتنا مع الله.
وسلوكنا في النور يجعلنا مستحقين أن نتطهر بدم المسيح. لأنه يقول (إن سلكنا في النور.. دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية). (لأن سلكنا في النور). هنا شرط. إذن فاستحقاقات الفداء، والتطهير يستلزم منا أن نسلك في النور. ما أهم هذا السلوك إذن وما أخطر)..
هذا السلوك الحسن ينجينا من الدينونة في اليوم الأخير.
يقول الكتاب (إذن لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد، بل حسب الروح) (رو 8: 1).
أنك بالمسيح يسوع تنجو من الدينونة، ولكن بشرط.. بشرط أن يكون سلوكك روحيًا.
ونلاحظ هنا أن عبارة القديس بولس الرسول تشمل الناحيتين السلبية والايجابية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فمن جهة ينبغي أن يبعد المؤمن عن الشر، فلا يسلك حسب الجسد. ومن الجهة الأخرى ينبغي أن يثمر في الفضيلة، فيكون سالكًا حسب الروح.
* لذلك ما أكثر وصايا آبائنا الرسل عن أهمية السلوك:
يقول القديس بولس في رسالته إلى أهل غلاطية (إن كنا نعيش بالروح، فنسلك أيضًا بحسب الروح) (غل 5: 25). ويشدد على هذه النقطة (اسلكوا بالروح، ولا تكملوا شهوة الجسد) (غل 5: 16) ويأمر أن نسلك (في جدة الحياة) (رو 6: 4).
ويرسل إلى أهل أفسس قائلًا (أسلكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يليق بالدعوة التي دعيتم إليها) (أف 4: 1). ويقول لهم أيضًا (انظروا كيف تسلكون بالتدقيق، لا كجهلاء بل كحكماء) (أف 5: 15).
[انظروا أيضًا 1 تس 2: 12، 4: 1، 1 كو 1: 10، رو 13: 13].
* ومن ثم كان آباؤنا الرسل يمنعون الخلطة بالذين يسلكون بلا ترتيب.
لذلك يقول مار بولس في رسالته الثانية إلى تسالونيكي (ثم نوصيكم أيها الإخوة باسم ربنا يسوع المسيح، أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب حسب التقليد الذي أخذه منا) (2 تس 3: 6، 11).
* ويرى آباؤنا الرسل أن السلوك الحسن هو علامة المحبة، والدليل على الثبات في المسيح.
فيقول القديس يوحنا الرسول (وهذه هي المحبة أن نسلك بحسب وصاياه) ووصاياه ليست ثقيلة) (1 يو 5: 3). ولعل هذا هو ما قاله الرب نفسه "الذي عنده وصاياي ويحفظها، فهو الذي يحبني" (يو 14: 31).
أما كونها دليل العلاقة به، فقد قال الرب أيضًا (من يصنع مشيئة أبى الذي في السموات، هو أخي وأختي وأمي) (متى 12: 50).
* إن كان سلوك الإنسان على هذه الدرجة من الأهمية: تتوقف عليه شركتنا مع الله ومع الكنيسة، ويتوقف عليه تطهيرنا من خطايانا بدم المسيح، وبه تكون دينونتنا. وهو دليل على محبتنا لله، وثباتنا فيه وعلاقتنا به، فهل يصح أن يتجاهله أحد، قائلًا إن حياتنا ليست مسألة سلوك وإنما إيمان!!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/mdg828t