وهذا الأمر هو تعليم السيد المسيح نفسه:
* (يو 5: 28، 29):
(فانه تأتى ساعة يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة).
* (مت 13: 40-42):
(فكما يجمع الزوان ويحرق بالنار، وهكذا يكون في انقضاء العالم. يرسل ابن الإنسان ملائكته، فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم، ويطرحونهم في أتون النار. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان).
* (مت 7: 19، 20):
(كل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدا ًتقطع وتلقى في النار. فإذن من ثمارهم تعرفونهم).
نلاحظ في كل النصوص السابقة انه لم يتكلم عن طرح غير المؤمنين في النار أو الدينونة وإنما (الذين عملوا السيئات) و(من لا يصنع ثمرًا جيدًا).
والنصوص المقبلة تظهر بوضوح أن الإيمان وحده لا فائدة منه للخلاص إذًا لم يصحب بأعمال صالحة:
* (مت 7: 21 – 23):
(ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إرادة أبى الذي في السموات. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب، أليس تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات..؟ فحينئذ أصرح لهم إني لم أعرفكم قط اذهبوا عنى يا فاعلي الإثم).
نلاحظ في هذه الآيات أن هؤلاء الهالكين لم يكونوا مؤمنين فحسب وإنما أيضًا أصحاب مواهب ومعجزات.
* (مت 25: 41 – 46):
(ثم يقول أيضًا للذين عن اليسار: اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته. لأني جعت فلم تطعموني،عطشت فلم تسقوني، كنت غريبًا فلم تأووني، عريانًا فلم تكسوني، مريضًا ومحبوسًا فلم تزوروني. حينئذ يجيبونه هم أيضًا قائلين يا رب متى.. فيمضى هؤلاء إلى عذاب أبدى، والأبرار إلى حياة أبدية).
نلاحظ هنا أن هؤلاء الهالكين، لم يكونوا قتلة أو فسقة أو عبدة أوثان. وإنما مجرد عدم إطعام الجائع، ومجرد عدم زيارة المريض، كان سببًا في هلاكهم..
* (لو 13: 3، 5):
(إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون).
* (مت 5: 29، 30):
(فان كانت عينيك اليمنى تعثرك، فاقلعها والقها عنك. لأنه خير لك أن يهلك احد أعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم، وإن كانت يدك اليمنى تعثرك..)
نلاحظ هنا أن سبب الإلقاء في جهنم لم يكن عدم الإيمان، وإنما كانت خطية واحدة من خطايا الجسد، مثل شهوة العين التي تقود إلى الزنا، أو السرقة مثلًا.
* (لو 13: 24 – 28):
(واجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق: فإني أقول لكم إن كثيرين سيطلبون أن يدخلوا ولا يقدرون، من بعد ما يكون رب البيت قد قام وأغلق الباب. وابتدأتم تقفون خارجًا وتقرعون الباب قائلين يا رب افتح لنا. فيجيب ويقول لكم لا أعرفكم من أين أنتم، تباعدوا عنى يا جميع فاعلي الإثم. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان..)
(هنا يكلم مؤمنين يقولون له يا رب يا رب.. ولكنهم هلكوا لأنهم كانوا فاعلي إثم).
* (مت 19: 24):
(مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنى إلى ملكوت الله).
[ أي هناك من سيفقدون الملكوت، لا بسبب عدم إيمانهم بل بسبب مخاطر الغنى].
* (مت 12: 26):
(ولكن أقول لكم إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابًا يوم الدين، لأنك بكلامك تبرر وبكلامك تدان).
[إن إيمان الإنسان لا ينفى وقوعه في الدينونة بسبب كلامه].
هنا نتذكر قول معلمنا القديس باسيليوس الكبير: ماذا يفيدني لو عملت كل البر، ثم أقول لأخي يا أحمق فأكون مستحقًا نار جهنم، لأن ربنا يسوع المسيح يقول: ومن قال لأخيه يا أحمق يكون مستحق نار جهنم) (متى 5: 22)
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5fbp4sk