St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   31-Lahout-Mokaran-1
 

كتب قبطية

كتاب اللاهوت المقارن (1) لقداسة البابا شنودة الثالث

30- شفاعتان: شفاعة المسيح وشفاعة القديسين

 

البروتستانت ينكرون الشفاعة كلية سواء بالعذراء أو الملائكة أو القديسين، ويعتمدون في ذلك على قول يوحنا الرسول "لنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار" (1يو1:2). وأيضًا قول بولس الرسول "لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ" (1 تي 2: 5).

 

1- والحقيقة أن هناك فارقًا أساسيًا كبيرًا بين شفاعة المسيح وشفاعة القديسين: فشفاعة المسيح شفاعة كفارية..

أي أن السيد المسيح يشفع في مغفرة خطايانا باعتباره الكفارة التي نابت عنا في دفع ثمن الخطية. فكأن شفاعته معناها أن يقول للآب "اترك لهم حساب خطاياهم، لأني حملت عنهم هذه الخطايا" (إش 6:53).

وهكذا يقف وسيطًا بين الله والناس. بل أنه الوسيط الواحد الذي وقف بين الله والناس: أعطَى الآب حقه في العدل الإلهي، وأعطَى الناس المغفرة، بأن مات عنهم كفارة عن خطاياهم.

St-Takla.org Image: Kingdom of Heaven with Jesus Christ, Coptic art by Tasony Sawsan. صورة في موقع الأنبا تكلا: ملكوت السماوات مع السيد المسيح، فن قبطي من رسم تاسوني سوسن.

St-Takla.org Image: Kingdom of Heaven with Jesus Christ, Coptic art by Tasony Sawsan.

صورة في موقع الأنبا تكلا: ملكوت السماوات مع السيد المسيح، فن قبطي من رسم تاسوني سوسن.

وهذا هو المعنى الذي يقصده القديس يوحنا الرسول، فهو يقول "إن أخطأ أحد، فلنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار، وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضًا" (1 يو 2: 1، 2). هنا تبدو الشفاعة الكفارية واضحة، فهي شفاعة في الإنسان الخاطئ "إن أخطأ أحد"؛ وهذا الخاطئ يحتاج إلى كفارة. والوحيد الذي قدم هذه الكفارة هو يسوع المسيح البار. لذلك يستطيع أن يشفع فينا، بدمه المسفوك عنا.

ونفس المعنى أيضًا يحمله قول بولس الرسول عن السيد المسيح باعتباره الوسيط الوحيد بين الله والناس. فيقول في ذلك "وسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع" (1تي5:2).

فهو هنا يشفع باعتباره الفادي الذي بذل نفسه ودفع ثمن خطايانا.

هذا اللون من الشفاعة لا نقاش فيه مطلقًا. إنه خاص بالمسيح وحده أما شفاعة القديسين في البشر فلا علاقة لها بالكفارة ولا الفداء. وهي شفاعة فينا عند السيد المسيح نفسه.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2-  شفاعة القديسين فينا هي مجرد صلاة من أجلنا ولذلك فهي شفاعة توسلية غير شفاعة المسيح الكفارية.

والكتاب يوافق عليها، إذا يقول "صلوا بعضكم لأجل بعض" (يع16:5). والقديسون أنفسهم كانوا يطلبون صلوات الناس عنهم. فالقديس بولس يقول لأهل تسالونيكي "صَلُّوا لأَجْلِنَا" (2 تس 1:3)(1). ويطلب نفس الطلبة  من العبرانيين (عب18:13) (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ويقول لأهل أفسس "مصلين بكل صلاة وطلبة.. لأجل جميع القديسين، ولأجلي لكي يُعْطَى لي كلام عند افتتاح فمي" (أف18:6). وطلب الصلاة لا حصر له في الكتاب المقدس.

فإن كان القديسون يطلبون صلواتنا، أفلا نطلب نحن صلواتهم؟

وأن كنا نطلب الصلاة لأجلنا من البشر الأحياء، الذين لا يزالون في فترة الجهاد "تحت الآلام مثلنا". أفلا نطلبها من القديسين الذين أكملوا جهادهم، وانتقلوا إلى الفردوس، يحيون فيها مع المسيح..

وهل هؤلاء قلت مكانتهم بعد انتقالهم من الأرض إلى الفردوس. بحيث كان يجوز لنا أن نطلب صلواتهم  وهم على الأرض. وأصبحت صلواتهم محرمة وهم قريبون من الله في الفردوس.

وأن كنا نطلب صلوات البشر، هل كثير أن نطلب صلوات الملائكة؟!

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) إضافة من الموقع: شواهد أخرى في نفس آية "صَلُّوا لأَجْلِنَا": (1 تس 5: 25؛ 2 تس 3: 1؛ عب 13: 18).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/31-Lahout-Mokaran-1/Comparative-Theology-30-CH04-Intercession-01-Two.html

تقصير الرابط:
tak.la/dsq47ba