كانت فترة عمل عميق من الروح القدس، وبخاصة في الأحداث التي عاصرت البشارة والتجسد. وسنخلصها في النقاط الآتية:
1- أهم عمل للروح القدس، كان عمله في التجسد الإلهي:
فقد قيل عن القديسة مريم العذراء إنها "وجدت حبلى من الروح القدس" (متى1: 18). وكان جبرائيل الملاك قد بشرها قائلًا "الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك. فذلك أيضًا القدوس المولود منك يُدْعَى أبن الله" (لو1: 35). وعندما راودت الأفكار يوسف النجار من جهة حبل مريم، وقال له ملاك الرب "الذي حبل به فيها، هو من الروح القدس" (متى1: 20).
الروح القدس ساعد على تكوين جسد المسيح في بطن العذراء بدون زرع بشر، لذلك نقول في القداس الإلهي عن السيد المسيح الرب "الذي من الروح القدس ومن مريم العذراء، تجسد وتأنس". ونقول في قانون الإيمان "نزل من السماء، وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء وتأنس".
والروح القدس أيضًا قدس مستودع السيدة العذراء أثناء الحبل الإلهي، حتى أن المولود منها لا يرث شيئًا من الخطية الجدية الأصلية.
2- قال ملاك الرب لزكريا في البشارة بميلاد يوحنا المعمدان:
"ومِنْ بطن أمه يمتلئ من الروح القدس" (لو1: 15).
ولعل هذه أول إشارة في الإنجيل عن الامتلاء من الروح القدس. ولعله بسبب امتلاء يوحنا بالروح القدس وهو في بطن أمه، أن أمه قالت للقديسة العذراء لما زارتها "هوذا حين صار صوت سلامك في أذني، ارتكض الجنين بابتهاج في بطني" (لو1: 44). ارتكض بابتهاج، لأنه أحس بالروح وهو جنين، أنه أمام جنين آخر في بطن العذراء هو المسيح، فابتهج بلقائه، وارتكض متحركًا لهذا اللقاء...!
3- امتلاء أليصابات من الروح القدس:
لما دخلت القديسة العذراء بيت زكريا، سلمت على زوجة أليصابات. وهنا يقول الكتاب "فلما سمعت أليصابات سلام مريم، ارتكض الجنين في بطنها، وامتلأت أليصابات من الروح القدس" (لو1: 41)... ترى أية قوة روحية كانت في هذا السلام؟!
4- امتلاء زكريا الكاهن من الروح القدس:
بعد ولادة يوحنا المعمدان، انفتح فم زكريا أبيه وتكلم وبارك الرب "وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ قائلًا..." (لو1: 64-67). وهنا نرى أسرة بأكملها تمتلئ كلها من الروح القدس: الأب، والأم والابن وهو جنين. ومع الأب موهبة النبوة، ومع الأم موهبة الكشف الروحي الذي عرفت به أن مريم هي أم الرب، وأنها آمنت "أن يتم ما قيل لها من قبل الرب" (لو1: 43-45).
5- عمل الروح القدس في سمعان الشيخ:
يقول الإنجيل المقدس إن "الروح القدس كان عليه" وكان "قد أوحي إليه بالروح القدس" إنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وإنه أتى "بالروح" إلى الهيكل (لو3: 25-27). ولذلك أمكنه بالروح أن يتعرف على المسيح وهو طفل، ويتنبأ نبوءات بشأنه...
ولا شك أن حنة النبية كانت بنفس الوضع في تسبيحها وكلامها عن الرب (لو 2: 38).
6- الروح القدس قبيل العماد وأثناءه:
حَلَّ الروح القدس على السيد المسيح بهيئة حمامة (لو3: 22) (متى3: 16). والروح القدس هو أيضًا الذي أرشد يوحنا المعمدان إلى معرفة المسيح. وهو نفسه قال "وأنا لم أكن أعرفه. لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء، ذاك قال لي: الذي ترى الروح نازلًا ومستقرًا عليه، فهذا هو الذي يعتمد بالروح القدس" (يو1: 23).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/g8wz5v6