كثيرًا ما يأتي إنسان ويسأل قائلًا: لقد سلكت مع الناس باتضاع وتسامح فكانت النتيجة أنني تعبت نفسيًا، وصرت هزأة في وسطهم.
وهنا قد لا يكون العيب
في حياة الاتضاع، وإنما في
السلوك في
الاتضاع بغير إفراز وبغير فهم.
ويكون مثل هذا الشخص محتاجًا إلى أن يفهم ما هو المعنى الحقيقي للاتضاع وكيف يكون؟ وكيف يكون الاتضاع بحكمة وإفراز، بحيث لا يؤدي إلى مثل هذا التعب النفسي، وبحيث يكون راسخًا في القلب، ولا يؤدي إلى نتائج سيئة.
لأن مثل هذا الشخص قد ينحرف إلى العكس بعد خبرته السيئة، ويكره الاتضاع ويسلك في عنف وفي تمسك بالكرامة الذاتية.
لا شك أن هناك فضائل كثيرة، إن سلك فيها الإنسان بغير إفراز، تؤدي إلى نتائج غير متوقعة، وربما تنتهي إلى ردة في الحياة الروحية، وإلى انحراف عكسي، أو إلى عقدة نفسية... ويكون السبب في كل ذلك هو السلوك فيها بغير إفراز وبغير حكمة أو بتطرف واندفاع.
ولذلك فإن كتاب بستان الرهبان، وبعض الكتب الروحية، وبعض المقالات التي تتحدث عن المثاليات، وعن مستويات عليا، تحتاج إلى مشورة في التنفيذ، وإلى إفراز وحكمة.
لا تقرأ عن فضيلة، ربما وصل إليها أحد القديسين بعد جهاد عشرات السنين، وتعزم أنت تنفيذها في التو واللحظة، على مستوى قمتها بدون تدرج، وبدون إفراز وحكمة.
وتدخل تحت هذه النصيحة فضائل كثيرة نذكر من بينها:
فضيلة الصمت، والوحدة...
فضيلة الصوم والانقطاع وطئ الأيام.
فضيلة الدموع، وانسحاق القلب.
موضوع البشاشة وكآبة الوجه.
معني الإدانة، ومعنى النُّصْح.
الوداعة، وقوة الشخصية.
المغفرة والحزم والتأديب.
النسك والزهد وعدم القِنْيَة.
الدفاع عن الحق.
الطاعة وحرية الضمير.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/ph3b8qm