هؤلاء يكون ظاهرهم من الخارج مستقيمًا، بينما هم في الداخل عكس ذلك. فيظهرون للناس أبرارًا وهم خطاه. هم كالقبور المبيضة من الخارج وفي الداخل عظام نتنة...
وبالرياء يجمعون بين نوعين من عدم الاستقامة: داخلهم الخاطئ غير مستقيم وتظاهرهم أيضًا بالاستقامة هو أيضًا عمل غير مستقيم.
ويقعون بهذا في خطية مزدوجة. لأنه إن كان من يفعل خيرًا لكي يظهر للناس بره، يكون قد وقع في خطيئة الرياء، فكم بالأكثر الذي يكون غير مستقيم، ويظهر أمام الناس وكأنه مستقيم وبار، أي رياء مزدوج يكون هذا؟
من هذا النوع يهوذا، الذي كان يقبل السيد المسيح كصاحب له بينما كان بالقبلة يسلمه لأعدائه.
أو كان يجلس قريبًا منه، يأكل معه ويغمس لقمته في نفس صفحته، بينما هو قد قبض ثمن تآمره عليه! إن خيانة يهوذا شيء. أما استمراره في صحبه المسيح، مع تلاميذه، يأكل معه ويأتي يقبله، فهذا لون آخر من الطريق غير المستقيم الذي يظهر في الرياء والتظاهر بالحب...
ومن هذا النوع كانت
دليلة مع
شمشون، نفس المزيج من الخيانة والرياء!
تتظاهر بالحب والدالة فيما تسلمه لأعدائه! وبنفس الرياء وأكثر منه، يسلك الشيطان، حينما يتظاهر أنه يقدم لآدم وحواء طريق بينما هو يعمل على هلاكهما. ومعنا أيضًا بنفس الأسلوب...
الإنسان المرائي يكون أحيانًا ذا وجهين ولسانين! ويلعب على حبال كثيرة...
ولا يكون مستقيمًا بذلك في تصرفه ولعل من هذا كان يريد أن يجمع بين بالاق بن صفور وبناء سبعة مذابح للرب (تك22: 23) فهو يقول "كيف ألعن من لم يلعنه الله...؟! الذي يضعه الرب في فمي أحرص أن أتكلم به" (تك23: 8، 12) وهو في نفس الوقت يقدم لبالاق النصيحة التي يهلك بها الشعب (رؤ2: 14).
وظن بلعام أنه يكفي أن لسانه لم تخرج منه لعنة للشعب، بينما قلبه كان يسعَى لهلاكهم! أما الإنسان المستقيم، فإن قلبه ولسانه يكونان معًا في خط واحد طاهر.
ولقد رفض السيد المسيح أن يكون القلب واللسان في طريقين متضادين. وورد العبارة التي قيلت عن الشعب في العهد القديم "هذا الشعب يكرمني بشفتيه. أما قلبه فمبتعد عني بعيدًا" (متى15: 8 ؛ 29: 13).
الإنسان المستقيم: إن قال كلمة حب أو مديح بشفتيه، يكون قلبه أيضًا بنفس المشاعر...
لا تناقض إطلاقًا بين
القلب واللسان فهذا التناقض دليل على عدم الاستقامة.
وفي هذا التناقض يقع الذين يستخدمون كلمات التملق، والمديح الكاذب، وكلمات النفاق...
ووقع في هذا الخطأ الأنبياء الكذبة الذين كانوا يقولون لآخاب الملك أنه سينتصر (1مل22: 13، 22).
الإنسان المستقيم لا تقوده سياسات وأغراض، ولا تغير ضميره ولا لسانه.
فلا يسلك في الرياء من أجل غرض يحققه أو شهرة يحصل عليها، أو انضمامًا لتيار معين. إنما هو هو: من الداخل كما من الخارج.
ليس هو شخصين، بل شخص واحد لا يخالف ضميره، ليتكلم بما يرضي الناس ولا يقول إلا ما يؤمن في قلبه إنه حق.
الرياء ضد الاستقامة لأنه محاولة للجمع بين طريقين متضادين، بأسلوب الخداع...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/vtp2p25