1- الذين ينكرون الكهنوت، يغارون لله غيرة خاطئة..!
ويظنون أننا نأخذ مجد الله، ونعطيه للكهنوت!
ويحتجون بقول الله: "مجدي لا أعطيه لآخر" (إش 42: 8). كما لو كنا نحن نمنح الكهنوت صفات أو ألقابًا ليست له! أو نمنحه سلطانًا واختصاصات ليست له، أو نقابله باحترام وتوقير يليق بالله وحده، ولا يجوز منحه للبشر!
وفى هذا الفصل نريد أن نبحث هذه الغيرة في ضوء التعليم الكتابي، في ضوء كلام الله نفسه، ونرى هل هي غيرة عن معرفة أم لا (رو 10: 2).
2- تذكرني غيرة هؤلاء الأخوة بغيرة يشوع لموسى (عدد 11).
حدث أن الله أمر موسى النبي أن يختار سبعين رجلًا من الشيوخ المشهورين بالمعرفة لكي يحملوا معه ثقل الشعب، فلا يحمل ذلك وحده. قال له "فأنزل أنا معك هناك، وآخذ من الروح الذي عليك وأضع عليهم، فيحملون معك ثقل الشعب" (عد 11: 16، 17).
وحدث كما أمر الرب. ونزل الرب في سحابة وكلم موسى. وأخذ من الروح الذي عليه وجعله على السبعين رجلًا الشيوخ. فلما حل عليهم الروح تنبأوا. ولكنهم لم يزيدوا (عد 11: 25). "وبقى رجلان في المحلة: اسم الواحد ألداد، واسم الآخر ميداد، فحل عليهم الروح.. فتنبآ في المحلة. فركض غلام وأخبر موسى ويشوع. فغار يشوع لموسى، وأراد ردعهما. ولكن النبي العظيم موسى، وبخ تلميذه يشوع على هذا قائلًا له: هل تغار أنت لي؟! يا ليت كل شعب الله كانوا أنبياء، إذا جعل الرب روحه عليهم" (عد 11: 29).
هكذا كان موسى النبي أعلى من مستوى الغيرة.. فلماذا نقول إذن عن الله -في كل عظمته التي لا تُقاس؟!- أيغار الله؟!
إن الله أعظم من أن يغار، فالغيرة هي للصغار..
3- على أنني أحب أيضًا أن لا أترك هذه القصة التي فيها غيرة يشوع لموسى، بدون ملاحظة ضرورية وهامة، ترينا مدى إكرام الله لأولاده ومعاملته لهم بمعاملة ترتفع جدًا عن مستوى الغيرة. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إننا ولا شك نقف مبهوتين من جهة قول الله لموسى عن الشيوخ:
"آخذ من الروح الذي عليك، وأضع عليهم.." (عد 11: 17).
ويكرر الكتاب نفس العبارة عن الله أنه بعد أن تكلم مع موسى: "أخذ من الروح الذي عليه، وجعل على السبعين رجلًا الشيوخ" (عد 11: 25). حقًا إن في هذا لعجبًا..
الله معطى كل موهبة، يأخذ من الروح الذي على موسى، ويعطى للشيوخ!!
أليس الله هو الذي أعطى موسى هذا الذي يريد الآن أن يأخذ من الروح التي عليه؟! أليست مواهب الله بلا حصر، وبإمكانه أن يعطى هؤلاء الشيوخ من عنده مباشرة، كما أعطى موسى من قبل؟! نعم. كل هذا سليم منطقيًا ولاهوتيًا.
ولكن.. ولكن ماذا؟ الإجابة هي: إن الله أراد في هذا الموقف أن يكرم موسى أمام الناس. وكيف؟
موسى هو الذي يختار الشيوخ، وأيضًا يأخذون من الروح الذي عليه. وبهذا يصيرون خاضعين له، وليسوا مساوين. وبهذا يتمجد موسى أمامهم وأمام الناس، بيد الله..
4- هنا يبدو واضحًا تمامًا، أن الله لا يغار من أولاده، وإنما على العكس هو يعظم أولاده، ويكرمهم ويظهرهم ويمجدهم. وسنشرح كل هذا بالتفصيل، حتى لا يعود أحد فيغار لله غيرة خاطئة، ويغار له من أولاده! ومن مجد، الله نفسه أعطاه لهم!!
5-على أن الذين يغارون لله من الكهنوت يقولون: كيف يمكن للبشر أن يأخذوا وظائف الله وألقابه؟!
كيف يلقب أحدهم بأنه كاهن، و الكاهن الوحيد هو المسيح؟
كيف يلقب أحدهم بسيد أو أب أو معلم، بينما الله هو السيد، وهو الأب وهو المعلم؟ كيف يصيرون رعاة، بينما المسيح هو الراعي الصالح (يو 10) كيف يغفرون الخطايا، بينما لا يغفر الخطايا إلا الله؟
كيف يصيرون واسطة بين الله و الناس، بينما لا يوجد سوى وسيط واحد هو يسوع المسيح (1تى 2: 5).
كيف..؟ كيف..؟ بأسئلة عديدة أجبنا على الكثير منها في الفصول السابقة، وسنجيب عن الباقي في الفصل الأخير من هذا الكتاب. أما الآن فنعرض لإجابة عامة هي: ألقاب المسيح لتلاميذه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/jw9xxx3