7- هناك مساواة أمام الله في البنوة والخلاص واستحقاقات دم المسيح، والمسئولية الأدبية لكل فرد حسب مواهبه. ولكن هل الأخوّة، وهل المساواة، تلغى الرئاسات في الكنيسة؟! بحيث يذكرنا هذا بما قيل في سفر القضاة.
لم يكن هناك ملك في إسرائيل في تلك الأيام. وكان كل واحد يعمل ما يحسن في عينيه (قض 17: 6).
إذن هل الأخوة تعنى عدم النظام في الكنيسة؟ وهل المساواة تعنى أن الكنيسة تسير بلا ترتيب، بلا قيادة، بلا أشخاص مسئولين أمام الله والناس؟ حاشا أن يحدث هذا، فقد قال الكتاب:
"ليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب" (1كو 14: 40).
8- إن الكنيسة هي الوضع المثالي في النظام، لأنها جسد المسيح. ومع أن كل أعضاء الجسد أخوة، إلا أن هناك رأسًا، وأعضاء.. بل في كل أسرة: هناك زوج وزوجة وأولاد. ومع ذلك فالرجل رأس المرأة. والأولاد يخضعون للأبوين.
ولا يمكن باسم المساوي أن تتمرد المرأة على رئاسة الرجل!
ولا يمكن باسم المساواة أن يتمرد الأبناء، ولا يخضعوا لوالديهم في الرب لأن هذا الخضوع حق (أف 6: 1، 2).
9- أما من جهة الرئاسات، فإن الله هو الذي وضعها في الكنيسة، في السماء أولًا بين الملائكة.
وهكذا قيل: "خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ" (كو 1: 16). (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وقيل في سفر دانيال النبي عن الملاك ميخائيل: "ميخائيل الرئيس العظيم" (دا 10: 13).
10- كذلك أوجد الله رئاسات في مجال الكهنوت.
فعين هرون رئيسًا للكهنة، وتتابع رؤساء الكهنة على مدى الأجيال.. وقيل عن يهوشع: "الكاهن العظيم" (زك 3: 1). وعبارة "رئيس كهنة" (وردت في الكتاب مرات عديدة جدًا.
11- بل سمح الله لموسى بإقامة رؤساء علمانيين.
تخير أناسًا ذوى قدرة خائفين الله أمناء وأقامهم "رؤساء ألوف، ورؤساء مئات، ورؤساء خماسين، ورؤساء عشرات، فيقضون للشعب كل حين.. والدعاوى العسرة يجبيئون بها إلى موسى" (خر 18: 21، 25، 26، تث 1: 15).
12- ولعلهم يسألون: وما موقف المسيح من كل هذه الرئاسات؟
السيد المسيح "هو رأس كل رياسة وسلطان" (كو 2: 10).
وجود الرئاسات على الأرض لا تمنع رئاسته. وجود ملوك على الأرض لم يمنع أنه "ملك الملوك ورب الأرباب" (رؤ 19: 16). ووجود رعاة لا يمنع أن السيد المسيح هو راعى الرعاة، وراعى الخراف العظيم (عب 13:20).
قال القديس أو غسطينوس للرب: أنا راع لهؤلاء، ولكنني أمامك، أنا معهم واحد من قطيعك. وأنا معلم لهم، ولكنني أمامك أتعلم منك معهم.
13- الناس أمام الله أخوة. ولكنهم بالنسبة إلى بعضهم البعض يوجد فيهم أبناء وآباء، ورعية ورعاة، و تلاميذ ومعلمون. وأيضًا فيهم علمانيون وكهنة.
هناك اعتراض آخر يقدمه البعض في موضوع المساواة وهو:
قول السيد المسيح لتلاميذه "أنتم تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونهم، والعظماء يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا. بل من أراد أن يكون فيكم عظيمًا، فليكن لكم خادمًا. ومن أراد أن يكون فيكم أولًا فليكن لكم عبدًا. كما أن ابن الإنسان لم يأت ليُخْدَم، بل ليَخْدِم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مت 20: 25-28).
وواضح أن هذا الكلام عن التواضع، وعدم التسلط، وعدم محبة الرئاسة العظيمة وليس هو عن إلغاء الرئاسات، بدليل إبراز مثل السيد المسيح نفسه.. فهو سيد ورئيس، مع أنه جاء ليخدم ويبذل (يو 13: 13).
والمقصود بالرئاسات في الكنيسة وفي الكهنوت، النظام، وتوزيع المسئولية والأشراف على الخدمة، وما إلى ذلك. وليس هدفه مطلقًا التسلط، ومحبة العظمة، الأمور الكائنة في الجو العلماني الذي انتقده الرب. وأيضًا محبة الكرامة التي كانت ظاهرة في تصرفات الكتبة والفريسيين وقد هاجمها الرب في (مت 23: 5-8).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/pxn2tcq