الإيمان به:
وبهذا الإيمان تَتَعَلَّق أبدية الإنسان ومصيره.
وهنا نجد نصًا هامًا في الكتاب وهو قول السيد المسيح "أنتم تؤمنون بالله، فآمنوا بي" (يو14: 1). وهكذا جعل الإيمان به مساويًا للإيمان بالآب، بنفس الوضع ونفس الخطورة.
ولذلك يقول أيضًا "إن لم تؤمنوا إني أنا هو، تموتون في خطاياكم" (يو8: 24). وفي علاقة الإيمان به بالحياة، يقول في قصة إقامة لعازر من الموت "مَن آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيًا وآمن بي، فلن يموت إلى الأبد" (يو11: 25، 26).
ولهذا قال بولس وسيلا لسجان فيلبي "آمن بالرب يسوع، فتخلص أنت وأهل بيتك" (أع16: 31). طبعًا إن سلك في الأمور المتعلقة بهذا الإيمان، مثال ذلك قوله "مَن آمن واعتمد خلص" (مر16: 16).
كما قال القديس بطرس الرسول في قبول كرنيليوس "له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به، ينال باسمه غفران الخطايا" (أع10: 43).
وكذلك قال القديس بولس الرسول في مجمع إنطاكية بيسيدية "فليكن معلومًا عندكم أيها الرجال الأخوة، أنه بهذا ينادي لكم بغفران الخطايا، وبهذا يتبرر كل من يؤمن" (أع13: 38، 39).
وطبعًا نضم إلى هذا الإيمان، قول القديس بطرس الرسول لليهود في يوم الخمسين، بعد أن نخسوا في قلوبهم وآمنوا وسألوا عن طريق الخلاص. فقال لهم "توبوا، وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتلقوا عطية الروح القدس" (أع2: 38).
فالإيمان يقود إلى المعمودية، والمعمودية توصل إلى غفران الخطايا. وغفران الخطايا يشمل التبرير الذي هو بدم المسيح. وما أكثر الآيات التي وردت عن الإيمان والتبرير (أع13: 39) (رو5: 1). وكذلك توصيل المعمودية إلى قبول الروح القدس.
وعن هذا قال السيد المسيح "مَن آمن بي، تجري من بطنه أنهار ماء حي" وقال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه. لأن الروح القدس لم يكن قد أُعْطِيَ بعد" (يو7: 38، 39).
وفي هذا يقول الرسول "ليس أحد يستطيع أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس" (1كو12: 3)، ولعل هذا يبرر قصة حلول الروح قبل معمودية كرنيلوس والذين معه. وهو عمل تمهيدي من الروح، غير الحلول الذي كان المؤمنون ينالونه بوضع الأيدي (أع8: 17). ثم صار بعد ذلك بالمسحة المقدسة (1يو2: 20، 27).
(رو9: 33) (رو10: 11) (1بط2: 6). أي أنه لا يخزى في يوم الدينونة في اليوم الأخير.
8- إذن ليس الإيمان بالمسيح مجرد شيء هين، وإنما هو أمر خطير تتعلق به الحياة الأبدية. وما أخطر قول الرسول:
الإيمان يتعلق به الخلاص، وغفران الخطية، وعطية الروح القدس كما ذكرنا ونحن حينما نذكر هذا الإيمان، إنما نقصده بمعناه الكامل بكل ما يتعلق به من أمور كالمعمودية والتوبة والأعمال التي هي ثمر الإيمان لكي يكون إيمانًا حيًا.
لأنه لا يمكن أن تتم المعمودية بدون الإيمان أولًا. ولهذا حينما طلب الخصي الحبشي أن يعتمد، قال له فيلبس "إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز" فقال الخصي "أنا أومن أن يسوع المسيح هو ابن الله" (أع8: 36، 37). ومعروف أن الأطفال يعتمدون على إيمان والديهم.
وفي هذا يقول القديس يوحنا الإنجيلي عن كل ما سجله في إنجيله من آيات "وأما هذه فقد كتبت لكي تؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله. ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه" (يو20: 31).
بأن يولد بعده من الماء والروح (يو3: 5).. ولهذا قال الكتاب "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أبناء الله أي المؤمنون باسمه" (يو1: 12).
12- لا يمكن إنسان أيًا كان أن يحصل من يؤمن به على كل هذه النتائج الروحية التي تتعلق بأبدية المؤمن، ومركزه مع الله كابن، ومع الكنيسة كعضو فيها بالإيمان والمعمودية.
نؤمن بأن يسوع هو المسيح، وهو ابن الله (يو20: 31) ونؤمن بأن ابن الله الوحيد (يو3: 16، 18) بكل ما تحمله هذه العبارة من صفات لاهوتية. ونؤمن بأنه اللوجوس، عقا الله الناطق، كلمة الله... ونؤمن أن في الآب والآب فيه (يو14: 10، 11). ونؤمن أن من يري المسيح فقد رأى الآب (يو14: 9). ونؤمن أن فيه الحياة (يو1: 4) (1يو5: 11). ونؤمن أنه مخلص العالم (يو4: 42) (مت1: 21) وأنه كفارة لخطايانا (1يو4: 10) (1يو2: 2) ونؤمن أيضًا بكلامه... وبالطريق الذي رسمه الرب للخلاص...
كل هذا يدل على لاهوت المسيح، يُضَاف إليها إيمانك بصفاته اللاهوتية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/yp6ct56