أ – ضع في قلبك باستمرار، أن الله صانع الخيرات، وذلك لكي تقوِّي إيمانك برعايته وحفظه. قل لنفسك باستمرار (كل الأشياء تعمل معًا للخير، للذين يحبون الله) (رو 28:8). وثق أن كل ما يصنعه الله هو خير، وأن كل ما يسمح به لا بُد يؤول إلى خير، مهما بدا الأمر غير هذا.
لقد كان الله يصنع خيرًا مع يوسف، حينما سمح أن يباع كعبد، وأن يلقي في السجن ظلمًا. وكانت كل تلك الضيقات ضمن الخطة الإلهية لخير يوسف، ولخير المنطقة كلها. وهكذا قال يوسف لأخوته الذين باعوه (لستم أنتم أرسلتموني إلى هنا، بل الله) (تك 8:45)، "أنتم قصدتم لي شرًا. أما الله فقصد به خيرًا" (تك 20:50).
ب- ثق أيضًا أن الله أب، وأنه أب مُحِب، وأنه في محبته، لا بُد أن يعامل أولاده بحنان، ويعطيهم عطايا صالحة. وقد قال في أبوته الحانية أنه نقشنا على كفه (أش 16:49). وإنه حتى إن نسيت الأم رضيعها، فهو لا ينسانا (إش 49: 15). وفي أبوته يعطينا كل ما نحتاجه، دون أن نطلب.
ج – مما يقوي إيمانك أيضًا، أن تثق بأن الله قادر على كل شيء. هو يحبك. وهو يريد لك الخير، وهو قادر على صنع هذا كله، مهما كان الأمر صعبًا...
إن أبانا إبراهيم، حينما رفع يده بالسكين ليذبح ابنه وحيده إسحق، كان مؤمنًا بأن الله محب، وأنه لا بُد من وراء ذلك خيرًا. وكان مؤمنًا كل الإيمان بأنه سيكون له نسل من أسحق كنجوم السماء حسب وعد الله له...
نعم كان مؤمنًا أنه حتى لو مات أسحق، فإن الله قادر أن يقيمه من الأموات، ويحقق به وعده (إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات أيضًا) (عب 19:11). هذا هو "الله الذي آمن به، الذي يحيي الموتى، ويدعو الأشياء غير بالإيمان كأنها موجودة" (رو 17:4).
بالإيمان بقدرة الله على كل شيء، دخل موسى في البحر الأحمر وعبره. ودخل يشوع في نهر الأردن وعبره، كل منهما مع شعبه...
د- كذلك ينبغي أن تثق بحكمة الله، وبأن كل تدابيره صالحة، حتى لو كنت لم تفهم بعد أعماق هذه الحكمة (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)..
إن أمنت بحكمة الله، تعيش في سلام، وتقبل كل شيء برضى. أما إن كانت (حكمتك) البشرية لا تثق بحكمة الله، ستعيش في تذمر وشكوى وتعب نفسي... لذلك في كل ما يحدث لك، قل له: أنا واثق يا رب بحكمتك وحسن تدبيرك. وإن كان فهمي الآن عاجزًا، لأبد أنني سأعرف بعد حين ما قصدته بي، كما عرف يوسف الصديق.
إن ثقتك بأن الله صانع الخيرات، وأنه أب محب، وحكيم في تدابيره، ويريد لك الخير وقادر على ذلك... كل هذا يعمق إيمانك، ويمنحك سلامًا في قلبك...
هناك وسيلة أخرى لتقوية الإيمان وهي: الثقة في صِدق مواعيد الله.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/6bk54ws