12- من الأمور التي لا تُرَى، ما يحدث في المعمودية:
يقول القديس بولس الرسول "لأن جميعكم الذين اعتمدتم للمسيح، قد لبستم المسيح" (غل 3: 27). حقًا ما أعجب هذا السر! من رآه؟! إنه من الأمور التي لا تُرَى. وقال حنانيا الدمشقي لشاول الطرسوسي "أيها الأخ شاول... لماذا تتوانى؟ قم اعتمد واغسل خطاياك" (أع 22: 16). من رأى هذه الخطايا وهي تغسل؟ إنها أمور لا تُرَى، نقبلها بالإيمان، كما قال الرسول "بمقتضى رحمه خلصنا، بغسل الميلاد الثاني" (تي 3: 5). هذا الخلاص الذي نلناه في غسل الميلاد الثاني، أمر لم نره ولكننا نؤمن به حسب قول الرب "من آمن واعتمد، خلص" (مر 16: 16).
ثم ما معنى هذا الميلاد الثاني؟ وما معنى الولادة من فوق، والولادة من الله. والولادة من الماء والروح؟ كل هذه التي تحدث عنها الرب بنفسه (يو 3: 3-6). كلها أمور لا تُرَى فعملية الولادة من الله سِرّ لا يُرَى. نحن نرى الإنسان يغطس في جرن المعمودية. ولكننا لا نرى كيف يولد من الروح (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وطوبى لمن آمن دون أن يَرَى. لذلك حسن أن الكنيسة أطلقت على هذا الأمر اسم (سر). أتريد أن تدخل العقل هنا؟ العقل قاصر عن أن يدخل.
يقول الرسول "مدفونين معه بالمعمودية، التي فيها أقمتم أيضًا معه... مسامحًا لكم بجميع خطاياكم" (كو2: 12). ويقول نفس المعنى في الرسالة إلى رومية، ويضيف بأن إنساننا بالعتيق قد صلب معه، وأننا نسلك في جدة الحياة (رو6: 3-6). فمن رأى هذا الموت وهذا الدفن، والقيامة، والمسامحة بالخطايا، والحياة الجديدة، وصَلْب الإنسان العتيق... إنها كلها أمور لا تُرَى. ولكن نؤمن بها...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/qrn5p4z