7- بدأ الله في شريعة موسي يغسل هذا الشعب من نجاسته ويرفع مستواه، حتى يستطيع أن يصل به في المسيحية إلي الطهارة التي أرادها له منذ البدء، والتي كانت شريعة "الزوجة الواحدة" أحد مظاهرها. فماذا شرع له حتى أقتاده إلي ذلك؟
حرم عليه التزوج بالأخت، وكان ذلك ممارسًا في القديم. فإبراهيم أبو الآباء أتخذ سارة زوجه له (تكوين 20: 12). وحرم عليه الزواج لأختين وكان ذلك أيضًا ممارسًا في القديم، كما حدث مع يعقوب أبي الأسباط الاثني عشر (تكوين 29: 26، 27). وحرم عليه زيجات أخرى كثيرة، بلغت في سفر اللاويين 17 حاله (أصحاح 18). وهكذا لم يعد الزواج مطلقًا كما كان من قبل. وقد تدرج هذه المحارم وتطور حتى وصلت إلي حد اكبر فيما بعد. ومن يكسر هذه المحارم كان في الغالب يقتل.
فقبل أن يقتر بالشعب من جبل سيناء لسماع الشريعة، أمره موسي آن يتطهر ويغسل ثيابه، ولا يقرب النساء ثلاثة أيام (خروج 19: 15). وكان محرمًا علي أي فرض من الشعب آن يتقدم ليأكل من ذبائح الله المقدسة، إلا وهو طاهر لم يقرب امرأة (لاويين 22: 6). وهكذا كانت هناك أيام عامه، يتعفف فيها الشعب كله، ويتفرغ للعبادة وهي موسم الرب وأعياده، التي تقدم فيها ذبائح عامه وكانت كثيرة (لاويين 23) تضاف إليها المناسبات الخاصة بالأفراد التي يقدمون فيها ذبائح للرب عن أمور خاصة بهم.
وهكذا عندما طلب داود النبي من أخيمالك الكاهن خبزًا، أجابه ذاك "... يوجد خبز مقدس، إذ كان الغلمان قد حفظوا أنفسهم ولاسيما من النساء". ولم يعطيه إلا بعد أن أجابه داود "أن النساء قد منعت عنا منذ أمس وما قبله" (صموئيل الأول 21: 4، 5).
مثال ذلك "أيام طمث المرأة". أن مسَّها وهي "في نجاسة طمثها" يصبح هو أيضًا نجسًا إلي المساء وكذلك أن كانت ذات سيل، في الغير أيام طمثها (لاويين 15: 19، 27). أما إذا أضطجع رجل مع امرأة طامث فكلاهما يقطعًا من بين الشعب (لاويين 20: 18). كذلك كان المرأة لا تمس في أيام نفاسها حتى تطهر (لاويين 12).
د- ولكي يمنع الله الشعب من الانغماس الشهواني في المعاشرات الجنسية اعتبر أن "كل من اضطجع مع امرأة أضطجع زرع يكون نجسًا إلي المساء" (لاويين 15: 16) فيغتسل الاثنين ويغسلًا ملابسهما هذا إذا كانا زوجيين، أما آن لم يكونا كذلك فإنهما يقتلان (لاويين 20: 10) (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). فكأن الله شرع لهم أن الابتعاد عن النساء طهارة، حتى الزوجات! فإن كانت هذا مع الوحدة، فكم بالأكثر في حالة تعدد الزوجات؟!
وكمثال لذلك قال عن الكاهن الأعظم "هذا يأخذ امرأة عذراء أما الأرملة والمطلقة والمدنسة والزانية، فمن هؤلاء لا يأخذ بل يتخذ عذراء من قومه امرأة (لاويين 21: 13، 14). وتدرج الله حتى بارك الخصيان وقال "لا يكن الخصي أني شجرة يابسة... أني أعطيهم... أسمًا أفضل من البنين والبنات" (إشعياء 56: 3، 5).
وقد شرحنا قبلًا ما اتبعه الله فيه من تتدرج أنتها إلي أنه قيل في سفر ملاخي النبي "لأنه يكره الطلاق قال الرب إله إسرائيل" (ملا 2: 16). هذه أمثلة قليلة من التدرج الذي أحدثه الله في شريعة الزواج، ورفع به الشعب من الممارسات البدائية التي تشابه الوثنين إلي درجات قربتهم إلي شريعة المسيحية التي رجعت فيها الوضع الإلهي الأصلي. أما تعدد الزوجات فإن وقت إلغائه لم يكن قد حان بعد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/g62dd82