كثيرون بدأوا بهدف سليم هو محبة الله(1). وكمظهر هذه المحبة، أو كتعبير عن هذه المحبة، دخلوا في محيط الخدمة، أنهم يريدون أن يدخل الناس في محبة الله مثلهم.
وبمرور الوقت تحولت الخدمة إلى هدف، فقدوا فيه محبتهم لله.
وأعطوا الخدمة كل جهدهم ووقتهم وتفكيرهم، حتى لم يبق لهم وقت يقضونه مع الله في صلاة أو تأمل..
وهكذا فترت حياة هؤلاء، وبالتالي فترت خدمتهم، ولم تعد خدمة لها الطابع الروحي!
أو آخرون من أجل محبة الله دخلوا الخدمة. ولأنهم لم يكونوا ساهرين على أنفسهم، تحولت الخدمة عندهم بمرور الوقت إلى لون من الرئاسة والسيطرة والسلطة وتأكيد تفوق الذات، وحلت الذات محل الله، وضاعوا وضاعت خدمتهم.
والبعض بدأوا بمحبة الله كهدف سليم (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ومن محبتهم لله أرادوا أن يتعمقوا في معرفته، وبحثوا عن هذه المعرفة في الكتب.
وبمرور الوقت أصبحت الكتب هي هدفهم. وتوسعت بهم المعرفة حتى خرجت عن محبة الله، وتاهوا في معارف متعددة. وبعضهم وقعوا في شكوك، أو أوقعوا غيرهم في شكوك.
واستهوتهم المعرفة حتى تحولوا إلى عقل صرف لا تشغله محبة الله ! وأدخلتهم المعرفة في صراعات مع من يخالفونهم في الرأي.
وفى صراعاتهم نسوا الله الذي يتصارعون من أجله. وجرفتهم الدوامة التي جرفت كثيرين.
_____
(1) توضيح من الموقع: حصلنا على هذا المقال من نسخة إليكترونية للكتاب، ولكن لم نجدها في النسخة المطبوعة. وهو أصلًا عبارة عن جزء من مقال بنفس العنوان من كتاب السهر الروحي للمؤلف.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/3grzh4h