ليس هو مجرد الكبير في السن..
فقد ألقى الله هذه القاعدة حينما اختار صغارًا في السن وجعلهم في مكان القيادة والرئاسة.
اختار داود الصغير، أصغر أخوته جميعًا، وفضله على السبعة الكبار، ومسحه ملكًا على شعبه، وحل عليه روح الرب (1صم 16).
واختار يوسف الصغير، وجعله أبًا لفرعون وكل بيته (تك 45: 8) وسجد له كل أخوته (تك 37: 9، 10).
واختار الله سبط لاوي ليكون منه الكهنوت، وسبط يهوذا ليكون له الملك. ولم يختر روأبين البكر (تك 49: 3، 4).
واختار يعقوب الذي هو أصغر من عيسو، ليقال له في البركة: (كن سيدًا لإخوتك، وليسجد لك بنو أمك) (تك 27: 29).
واختار الله يوحنا المعمدان الذي جاء متأخرًا بعد كل أنبياء العهد القديم. وقال عنه إنه لم تلد النساء من هو أعظم من يوحنا المعمدان (مت 11: 11).
إذن من هو الكبير بالنسبة إلى المقاييس الإلهية؟
الكبير هو الكبير في قلبه، وهو الكبير في حبه.
هو الذي يستطيع -بعمل النعمة فيه- أن يكون أكبر من الخطأ (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وأن يكون كبيرًا في روحه وفي مثالياته..
الكبير هو الكبير أيضًا في عقله، في حكمته وإفرازه.
هو أكبر من الجهالات، وهو أكبر من الانفعالات. أكبر من أن تثيره كلمة، وأكبر من أن تسقطه عثرة.
وباختصار، هو الكبير في شخصيته، لا الكبير في سنة.
لم يكن بولس الرسول هو أقدم الرسل، ولا أولهم في الدعوة. ولم يتتلمذ على السيد المسيح ضمن الاثني عشر، ولا ضمن السبعين، ولا طول فترة تجسد السيد على الأرض.. ومع ذلك استطاع أن يقول: (تعبت أكثر من جميعهم) (1كو 15: 10) ومع انه أخيرًا، إلا أنه صار رسول الأمم، رسول الغرلة.
إذن لا تفتخر بأنك الكبير حسب السن، وحسب الأقدمية في الخدمة، الأمرين اللذين لم يتصف بهما بولس الرسول.
بل كن كبيرًا في عمق خدمتك، وفي تأثير شخصيتك على الناس. كن كبيرًا في بذلك وعطائك، كبيرًا من جهة الحصاد الذي يحصده الله من أرضك.
* من قسم كلمة منفعة: التلمذة - كم عدد أساتذتنا
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/mwh66rd