ما أسهل أن يبدأ الإنسان حياة روحية، وأن يعيش مع الله أيامًا وأسابيع، ثم بعد ذلك ينتكس ويرجع إلى الوراء، ويفقد كل شيء..!
المهم إذن لمن يبدأ، أن يستمر، ويستقر، ويثبت.
لذلك قال الرب (أثبتوا في، وأنا فيكم) (يو 15: 4).
وشرح لنا أهمية ثبات الغصن في الكرمة ليأتي بثمر. ومدح تلاميذه القديسين، ليس فقط لأنهم وقفوا معه في تجاربه، بل قال لهم (أنتم الذين ثبتم معي في تجاربي) (لو 22: 28) فامتدح ثباتهم..
وفى مثل الزارع حكى لنا عن الذين لم يثبتوا.
الذي (ثبت حالًا، وإذ لم يكن له أصل جف) (مت 13: 6) والذي ثبت ثم خنقه الشوك.
لهذا نرى القديس بولس الرسول، لا يتحدث فقط عن أهمية الإيمان، بل بالحري عن الثبات فيه، فيقول:
"أما الصرامة فعلى الذين سقطوا. وأما اللطف فلك، إن ثبت في اللطف (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وإلا فأنت أيضًا ستقطع" (رو 11: 22).
ويقول لأهل كولوسي (ليحضركم قديسين.. إن ثبتم على الإيمان، متأسسين وراسخين..) (كو 1: 22، 23) وهو يلوم أهل غلاطية الذين (بدأوا بالروح) ولكنهم لم يثبتوا (فكملوا بالجسد) (غل 3: 3)
كثيرون ذكرهم الرسول وهو باك، لأنهم لم يثبتوا.
البعض بدأوا الخدمة بنشاط، ولم يستمروا فيها!
والبعض تعلقوا بفكرة التكريس، ولكنهم لم يثبتوا!
والبعض بدأوا بمحبة الله، ثم تركوا محبتهم الأولى!
ما أقصى أن يعيش إنسان حياة الخيمة والمذبح مع ابرآم، ثم ينتهي به الأمر أن يسكن في سدوم!
أو يبدأ كواحد من الاثني عشر، ثم يسلم المسيح!
أو يبدأ حياته كجبار منتصر، وكنذير للرب حل عليه روحه، ثم يحلق شعره، ويجر الطاحونة..!
إن الثبات في الروح هو اختبار إرادتنا وسط العواطف، لذلك قال الكتاب (أنظروا إلى نهاية سيرتهم) (عب 13: 7) هؤلاء الذين ثبتوا (وكملوا في الإيمان).
* من قسم كلمة منفعة: الخط الثابت
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/jan2yv5