إن المسيحيين قد لقوا خلال تاريخهم الطويل اضطهادات كثيرة مرة كما أوضحنا في الرابط السابق هنا في موقع الأنبا تكلا، الأمر الذي اضطرهم في الأيام المسيحية الأولى إلى أن يعقدوا اجتماعاتهم سرًا، حيث عقد الكثير من هذه الاجتماعات في السراديب والكهوف بل وبين المقابر. واحتاج المسيحيون أن يتعرفوا على ما نسميه في الوقت الحاضر (بكلمة السر)، وفضلوا أن تكون هذه الكلمة هى رمز يزال يرسم ولا ينطق به، وقد وجد الكثير من هذه الرسوم على جدران السراديب التي كانوا يجتمعون فيها، فكان الفرد يلجأ إلى رسمه دلالة على أنه من بين الجماعة وليس غريبا عنها، ولذا كانت هذه الرموز والإشارات جزءا من المسيحية.
لجأ الرهبان وغير الرهبان من الفنانين إلى رسم صور تمثل حوادث الكتاب المقدس. وقد ذخرت مكتبات الأديرة بكثير من هذه الرموز تزين المخطوطات القديمة. وكان من الطبيعي أن تختلف أخيلة الرسامين، كما تختلف الزاوية التي ينظر منها الفنان إلى الحادثة ليحاول تصويرها. ومنهم من كان واقعيا لجأ إلى أشخاص الرواية دون غيرهم، ومنهم من كلن خياليا ولجأ إلى ما أضافه خياله على القصة، ومنهم من لجأ إلى استخدام الرموز (من أشكال النباتات والحيوانات والطيور) ليعبر بها عن فكرته، في الوقت الذي عمد فيه آخرون إلى خلط الزمن بالواقع.
وترجع أهمية البحث في هذه الرموز التي استعملها الفنانون إلى أنها تزيد من المعرفة الدينية. وقد تكون دراسة الصورة وما بها من حقيقة ورمز أبلغ في تعليم المؤمن البسيط وأكثر فائدة من الدرس الملقن في التعليم الشفاهي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/b33gd8d