† وعندما نتتبع حياة مارمرقس نجد أن الكارثة التي حلت بعائلته كانت بسماح من الله وكان وراءها مقصد إلهي. فما حدث جعل هذه العائلة تضطر (دون إرادتها لأنها فقدت كل شيء) إلى الرجوع إلى اليهودية، حيث كان السيد المسيح قد بدأ خدمته، فتقابل القديس مارمرقس مع السيد المسيح وسمع من فم المسيح الدعوة "اتبعني" فتبعه ثم بعد ذلك عين الرب السبعين رسولًا وكان مارمرقس من ضمنهم.
† إذًا الذي حدث كان خطة إلهية لكي ينتقل مارمرقس وعائلته من القيروان إلى أورشليم ليصبح مارمرقس أحد تلاميذ المسيح. فلو كان مارمرقس ظل في القيروان كان سيظل إنسان عادي، قد يكون إنسان صالح ولكن ليس أكثر من ذلك، وكان من غير الممكن إطلاقًا أن يصبح مارمرقس أحد تلاميذ المسيح. عيني الرب قد اختارت هذا الرجل "قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ، وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ. جَعَلْتُكَ نَبِيًّا لِلشُّعُوبِ" (سفر إرميا 1: 5).
بهذا الإيمان يا أحبائي يجب أن نقابل ما نجتازه في حياتنا من الكثير من الضيقات والتجارب والآلام.
يجب أن نضع في أذهاننا أولًا أنه حتى لو بدت الأمور أن هناك إنسان هو وراء ما يحدث لنا من مشاكل، أو أن الظروف الاقتصادية هي السبب، أو النظام أو الدنيا أو البلد أو الناس.... إلخ، لكن هناك يد وراء هذه الأحداث هي يد الله. يا أحبائي ثقوا أن الشيطان ليس له سلطان أن يلمس صحة الإنسان أو أملاكه أو بيته إلا بإذن وسماح من الله (إرجعوا في ذلك إلى ما قرأناه من سفر أيوب).
† الشيء الوحيد الذي لا يستأذن فيه الشيطان هو الأفكار. يظل الشيطان ليلًا ونهارًا يجول في الأرض ويتمشى فيها ذهابًا وإيابًا يلقي بأفكاره الشريرة في قلوب البشر. هذه لا يستأذن فيها الشيطان. وما دامت التجربة قد لمست الإنسان إذًًا يكون الله قد سمح بذلك.
المنع في حياة أيوب الصديق كان في ضياع أملاكه وأمواله وأولاده وصحة جسده:
† بالطبع ما حدث لأيوب الصديق كان أصعب بما لا يقارن مما حدث لأرسطوبولس وعائلة القديس مرقس، السبئيون أخذوا البقر والأتن، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى مثل أرشيف مارمرقس وغيره. ونار نزلت من السماء أحرقت الغنم والغلمان. والكلدانيون أخذوا الجمال. والأصعب من كل ذلك أن البيت سقط على 10 أولاد فماتوا في نفس اليوم. وكل هذه الأخبار وصلت لأيوب في ذات الوقت.
قد يحدث يا أحبائي وكلنا نعلم هذا أن تنهال التجارب على إنسان كاللكمات حتى يعجز عن أن يقيم. ويكون ذلك بسماح وإذن وإشارة من الله وهذا ما عرفه أيوب وعبر عنه في الكلمة الحلوة التي قالها: "الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا" (سفر أيوب 1: 21). فبالرغم من أنهم قالوا له إن السبئيون هم الذين أخذوا البقر والأتن، والكلدانيين أخذوا الجمال، ولكنه قال "الرب أخذ".
† هذه هي أول نقطة يجب أن نضعها في أذهاننا. حتى لو الظاهر لنا هو أن الناس هم السبب في المشكلة، ولكن في الحقيقة الله هو الذي سمح بالتجربة. "الرب أخذ ليكن اسم الرب مباركًا".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/q9hkfpj