الحياة الكنسية هي حضور الله معنا، هي إدراك الحياة مع المسيح إلهنا وفادينا ومخلصنا، هي معرفة الله واليقين به في حياتنا، هي الإتحاد برب المجد بالمسيح، هي اختبار عمل الروح القدس فينا، لأنه ينقل إلينا حياة المسيح، هي حياة الشهادة لملكوت الله.
الحياة الكنسية هي حياة الكنيسة كلها مع الرب يسوع المسيح إلهها وفاديها ومخلصها، الكنيسة بكل أعضائها السمائيين والأرضيين، القديسون الذين في السماء، والمؤمنون الذين على الأرض، الكنيسة التي هي الكائن الحي المقدس، لأنها جسد رينا يسوع المسيح الحي القدوس "وأخضع كل شيء تحت قدميه وإياه جعل رأسًا فوق كل شيء للكنيسة التي هي جسده ملء الذي يملأ الكل في الكل" (أف 1: 22 و23).
الحياة الكنسية هي إدراك الله والكنيسة والملكوت. هي أن يعيش في داخلنا وفي أعماقنا الإيمان الحقيقي الحي والمعاش بربنا يسوع المسيح، وأن نعيش الكنيسة بكل مكوناتها المقدسة في داخلنا، ونختبر جمال عمقها الروحي، وأصالتها الأرثوذكسية، وأن نعيش من أجل الحياة الأبدية التي هي الجعالة التي نسعى إليها، ونريد تحقيقها (1 كو9:24)، وهذا عندما يكون هناك ارتباطًا حقيقيًا بحياة الكنيسة. ارتباط مقدسٌ لا ينفك ولا يضمحل. ارتباط قائمٌ على مفاعيل الأسرار المقدسة في حياتنا، نلمس من خلالها المسيح إلهنا وفادينا ومخلصنا الصالح، كما عبر القديس يوحنا الحبيب قائلًا: "الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة، فإن الحياة أُظهرت، وقد رأيناه ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا، الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكو لكم شركة معنا، وأما شركتنا نحن فهي الآب، مع ابنه يسوع المسيح" (1يو1: 1-3).
وأيضًا في الحياة الكنسية نحن نرتبط بالقديسين، ارتباطًا وثيقًا، حيث نتمتع بأبوتهم التي هي امتداد لأبوة الله لنا، ومستمدة منه، فأبوة القديسين هي سر الحب الطاهر والمقدس الذي يتدفق في قلوبنا نحو المسيح، وهي مذاق لفردوس النعيم، وهي شهوة الملكوت التي تقدس كل قلب أحب الرب يسوع المسيح، وأراده أبًا أبديًا.
وهذه الأبوة الروحية هي استمرار لانسكاب الأبوة الإلهية في قلوب الذين نالوا التبني، وهي وعد الخلاص لكل الذين قبلوا الصليب في حياتهم، وبكل تبعياته المقدسة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وهي عطاء للشركة مع المسيح يسوع، واستعلان مجده الإلهي، وهي الوجود في حضرة الله الدائمة.
كما أن أبوة القديسين هي الدخول في محبة الأبوة الإلهية والارتشاف من حنانها وحبها وصدقها، وهي تأكيد وتأصيل للعمل الإلهي في الإنسان الذي بدأ قبل أن يخلقه، وأُظهر يوم الخلاص، وأُستعلن في كلمة الله المتجسد، وتجلى على الصليب فوق الجلجثة، وتمجد بالقيامة والصعود والجلوس عن يمين الآب.
حقًا إن الآباء هم جزء من التقليد الكنسي المقدس في حياتنا الكنسية، وهذا التقليد هو عمل وحياة الروح القدس في الكنيسة المستمر والدائم. لذلك نحن نؤمن بوجودهم في حياتنا، وبدورهم وعملهم معنا، وندرك مكانتهم في الكنيسة، ومن ثم نأخذ بركتهم، ونطلب شفاعتهم وصلواتهم وطلباتهم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/f5ahn37