St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-023-Fr-Yoannes-St-Paul  >   001-Halom-Narbah-Al-Akhareen
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب هلم نربح الآخرين - الراهب القمص يوأنس الأنبا بولا

13- السيد المسيح ونيقوديموس

 

St-Takla.org         Image: Jesus talking to Nicodemus صورة: السيد المسيح يتحدث مع نيقوديموس

St-Takla.org Image: Jesus talking to Nicodemus

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يتحدث مع نيقوديموس

فنراه يفتح ليلًا لنيقوديموس ويرحب به، ويقبل نزاهته وإخلاصه، ويصفح عن ضعفه حيث أنه جاء في وقت غير مناسب ـ أي ليلًا. لقد راعى طبيعته إذ يرجح أنه كان جبانًا وراعى التجربة التي أوجبتها مكانته ومركزه الديني (يو 3: 1)، وتحدث السيد المسيح معه عن أن الاعتراف به معلمًا من الله، أو أن يبهر بمعجزاته، ليس كافيًا (يو3: 2). ووبخه برقة، وأوضح له أهمية المعمودية حيث الميلاد الثاني الذي من فوق، ورقى بفكر هذا الربي (ربى أو رَبُّونِي لقب كان اليهود يطلقونه عادة على معلميهم) الذي كان يفكر بطريقة حسية وجسدية (يو 3: 14). وتدرج معه في الحديث عن أهمية الولادة من فوق لكي يستطيع أن يدخل ملكوت الله (ولهذا نرى في سفر الأعمال القديس بولس الرسول وهو يسأل الكورنثيين بماذا آمنتم حينما اعتمدتم، وأضح لهم أهمية المعمودية باسم الآب والابن والروح القدس، ولذلك قبلوا أن يعتمدوا على اسم الرب يسوع فوضع يديه عليهم بعد العماد حينئذ حل عليهم الروح القدس (أع18: 1-7)) لأنه لابد أن يولد من الله (يو1: 12، 13)، ويتحد بساكن السماء (يو 17: 21) لكي يدخل السماء (يو 3: 13).

حقًا إن نيقوديموس يظهر جهله وعدم فهمه بالموضوع لكن سيدنا الصالح يطيل أناته، ويشرح له ما هو الميلاد الثاني، ويبين له أنه لابد أن يعتمد بالماء والروح، ولم يتركه السيد المسيح في جهله، وعدم إيمانه، ويتملص منه بمعاذير واهية، لأنه جاء من أجل هذه النفس وكل نفس لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. (يو 3: 16).

ومع أن نيقوديموس كان بطئ الفهم (يو 3: 9) إلا أن ربنا يسوع المسيح لم يحتقره، أو يستهزئ به أو يتهكم عليه، إنما عاتبه بطريقة لبقة لا تجرح شعوره أو تنفره من تعاليمه قائلًا له: أَنْتَ مُعَلِّمُ إِسْرَائِيلَ وَلَسْتَ تَعْلَمُ هَذَا! (يو 3: 10). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويوضح له أنه يتكلم معه عن يقينية ما عَلم به ونظره. ويرتفع به إلى مستوى الإيمان الحقيقي الذي هو الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى. (عب 11: 1)، وذلك بمطابقة ما حدث قديمًا للشعب الإسرائيلي عندما كانوا في البرية ولدغتهم الحيات بسبب تمردهم لعدم وجود خبز وماء ولأكلهم باستمرار المن (عد21: 4- 9)، فكان كل من ينظر إلى الحية النحاسية يشفى كذلك كل من يحيا حياة الإيمان بيسوع المسيح ربنا ينجى من غضب الله المعلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم (رو 1: 16- 18).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-023-Fr-Yoannes-St-Paul/001-Halom-Narbah-Al-Akhareen/Winning-Souls-13-Necodimous.html

تقصير الرابط:
tak.la/3sw5p9d