1- البابا متاؤس الرابع
عاش جرجس في عائلة تقية غنية، تثقف في الكتاب ثم انطلق إلى برية شيهيت وبعد ست سنوات رأى في حلم والديه حزينين لأنهما لم يعرفا عنه شيئًا. استشار الآباء ثم ذهب إلى والديه ففرحا به وإذ أراد أن يزوجاه هرب إلى الدير، أما هما فأدركا أنه في الدير واستراحت نفساهما.
أحب الرهبان، واختاروه أبًا لهم وسيم قسًا، فكان أمينًا في رعايته وسهره عليهم؛ اختير بعد ذلك بابا للإسكندرية في 3 هاتور 1376 ش (1660 م.) فكان سندا لشعبه وسط الضيق الشديد الذي حل بهم من الحكام.
إذ أراد أحد الأقباط التقرب من الوالي وضع مبلغًا ثقيلًا على أخوته بجانب الضريبة المفروضة. نهاه البابا عن هذه القسوة فلم يسمع له، عندئذ حرمه، ولم تمض غير مدة قصيرة ومات شر ميتة.
ذهبت سيدة تشكو رجلها لأنه تزوج بأخرى، فاستدعى البابا الرجل وزوجته الثانية ووبخهما، فأجابت السيدة أنها حامل ولا تقدر أن تنفصل عنه؛ أجابها بحزم: "السيد المسيح يفصل بين الحق والباطل" ثم صمت. للحال رجعت السيدة ليسقط جنينها فامتلآ الشعب من مخافة الله.
ذهب بعض الغوغاء إلى كنيسة الشهيد مرقريوس لهدمها، وقد طلبوا من الديوان أن يعين لهم "أغا" يشرف على الهدم الأثيم. أما البابا فلم يكن أمامه ملجأ سوى الأب السماوي، فقضى الليلة كلها ساهرا مصليا، إذ بات الغوغاء بجوار الكنيسة ليبدأوا عملهم في الصباح الباكر سقطت حائط منزل مجاور عليهم فماتوا جميعًا... عندئذ لم يجسر أحد على هدم الكنيسة.
كتب رسالة عن حقيقة الوجود الإلهي في سر الإفخارستيا، بفكر أرثوذكسي سليم.
إذ شعر أن أيام غربته فد أوشكت على النهاية مضى إلى مقبرة الباباوات بكنيسة أبي سيفين ليصلي، ثم قال بصوت مسموع" انفتحي واقبليني لأسكن مع إخوتي".
في ذلك الوقت زار فنسليب Johann Michael Vansleb -راهب دومينيكاني- مصر، وكتب "تاريخ الكنيسة القبطية"، سجل خلال مشاهداته الحياة الكنسية القبطية، وقد حمل معه من مصر حوالي 300 مخطوطة.
وفى عهده أيضًا حاول بعض البندقيين سرقة أيقونة للملاك ميخائيل بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية، ولكن السفينة لم تبحر حتى أعادوها إلى مكانها. قيل أن هذه الأيقونة من عمل القديس لوقا الإنجيلي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/s8g392z